تواجه العديد من الطالبات المتزوجات على مقاعد الدراسة عقبات نفسية وتعليمية واجتماعية مختلفة، وذلك لصعوبة موازنتهن بين الحياة الزوجية والاكاديمية، الى جانب صعوبة إقامة علاقة مكاشفة ومصارحة بينهن وبين زميلاتهن في المدرسة أو الجامعة في أمور الحياة، كذلك صعوبة إقامة علاقات صداقة لفوارق الاهتمامات والهموم والتطلعات، ومعاناتهن من زميلاتهن"الحشريات" ممن يحبنا الاستطلاع، وطرح الاسئلة في بعض الموضوعات الخاصة جدا في حياة المرأة المتزوجة. مداهمة الوقت..والعامل النفسي! تقول سارة محمد المطرودي متزوجة منذ سنتين وتدرس حالياً في الصف الثالث الثانوي إن أكثر ما يتعبها هو إعداد الوجبات الغذائية للزوج، ومداهمة الوقت لها يومياً لاسيما أثناء إعداد وجبة الغداء التي يتفق وقتها مع خروجها من المدرسة، مشيرة إلى أن أعمال المنزل الأخرى فهي تستطيع تدبيرها، وتتمنى أن يكون هناك نظام يسمح للمتزوجات بالمدارس أن ينصرفن لبيوتهن بوقت أقل من الطالبات الأخريات!. بينما يعد عامل النفسية أهم سبب ينغص على دراسة وداد النمر في الصف الثاني ثانوي متزوجة منذ ثلاث سنوات، وقالت إن المشاكل الزوجية تؤثر بالدرجة الأولى على تحصيلها العلمي وتحد من إجتهادها بشكل مستمر سواء من الزوج أو من أهله، مشيرة إلى أن أسئلة الطالبات في المدرسة عن حياتها الزوجية تضايقها وتشعرها بالإحراج وتفضل التهرب عن الإجابة بشكل مستمر. مواقف الأزواج ولكن الطالبة مها عبدالرزاق في سنة ثانية جامعة، متزوجة منذ عام واحد، وتقول إن زوجها هو السبب في عدم استطاعتها التفوق والاجتهاد، وذلك لكثرة طلباته التي يتعمد من خلالها إشغالها عن دراستها، بل إنها كثيرا ما تتأخر عن الحضور للجامعة بسببه وبسبب تعمده تأخيره، فهو كثير اللوم لها على حد قولها وتفكر حالياً بالإنفصال لعدم تفهم زوجها لظروف دراستها. أما عائشة علي بوصالح تدرس في الصف الثاني ثانوي، وتستطيع التوفيق بين حياتها الزوجية والحياة المدرسية، وتقول:" قبل زواجي كنت مهملة ولا أهتم بالدراسة، ولكن عندما تزوجت وفقت بأن زوجي متفوق ويحصل على أعلى الدرجات، فشجعني وساعدني بشكل مستمر ويجلب لي المدرسات الخصوصيات عندما تصعب علي مادة ما وهو من أهم أسباب نجاحي ومواصلتي للدراسة". الأمومة والدراسة الأطفال.. الأطفال.. هكذا بدأت حديثها الطالبة نورة خالد الهاجري سنة ثالث كلية الآداب بالدمام وأم لطفلين، وقال إن الصعوبة تكمن بين الجهتين عند مجيء أول طفل لاسيما وأن الأطفال بحاجة لرعاية وإهتمام وتفرغ خاص. بينما تؤكد المرشدة الطلابية نوال الذويب على أن بعض المدارس تتساهل وتراعي فئة الطالبات المتزوجات عند التأخير أو الإنصراف بقدر ما يسمح به النظام، لاسيما وإن كن الطالبات المتزوجات مجتهدات، مشيرة إلى أهمية حصر عدد الطالبات المتزوجات في المدارس لتوعيتهن، وإعطائهن إرشادات ومعلومات عن كيفة الموازنة بين الدراسة والحياة الزوجية، وتثقيفهن من الناحية الأسرية ليكونوا صامدين أمام الصعوبات التي يمكن أن تواجههن. وتخالفها المرشدة الطلابية هيفاء العتيبي التي ترى أن الصعوبات ليست مقصورة على الطالبات المتزوجات فحسب، بل إن الطالبة غير المتزوجة ممكن أن تواجه صعوبات أكبر مثل أب مقعد يحتاج لراعية أو أم لاتحفز على الدراسة، فهي ترجع الفاصل الحقيقي في الهدف التي ترمي له الطالبه والذي يجعلها تتغلب على أبرز الصعوبات والتعويض بين كلا الأمرين. والمرشدة الطلابية أسماء العصيمي تبين لنا أن المتزوجات أقل مشاكل في المدرسة من الطالبات غيرالمتزوجات، حيث لاتصدر منهن أي سلوكيات أو تصرفات غير لائقة، كما أن أغلب مشاكلهن محصورة في المشاكل الصحية لاسيما في فترة الحمل كصعوبة صعود ونزول درج المدرسة، مشيرة إلى أن 80% من الطالبات المتزوجات يعشن حياة مستقرة؛ أكثر من غير المتزوجات، والدليل أننا نجد عددا من الفتيات قبل الزواج كن يفكرن في ترك الدراسة، ولكن بعد الزواج تغيرت نظرتن وزادت رغبتهن في مواصلة تعليمهن، وبتن يشعرن بقيمة وأهمية الدراسة كونهن سيصبحن مسئولات وأمهات المستقبل.