كشفت مجموعة من التربويات في المنطقة الشرقية عن تزايد حالات العنف المدرسي بين صفوف الطالبات غير المتزوجات، مقارنة بالمتزوجات منهن، وأرجعن ذلك إلى الاستقرار العاطفي الذي تعيشه الطالبة المتزوجة، والذي يمثل ما نسبته 80 في المئة، عوضا عن إحساسها بالمسؤولية وعدم الاكتراث بالأمور الجانبية الأخرى داخل أسوار المدرسة. إلا أنهن يعانين أحيانا ظروفا صحية ونفسية، قد تؤثر على تحصيلهن العلمي، على عكس الطالبة غير المتزوجة التي تتميز بالعصبية وتقلب المزاج، ما يدفعها إلى ممارسات سلوكية خاطئة تثير معها المشاكل، وحذرن في الوقت نفسه من الفضول الذي يشغل بال غير المتزوجات بتوالي الأسئلة عن شؤون المتزوجات الخاصة. وأفصح عدد من طالبات مدارس التعليم العام (متزوجات) خلال الندوة التي أقامتها إدارة الإعلام التربوي بالإدارة العامة لتعليم البنات بالمنطقة الشرقية (متزوجات على مقاعد الدراسة)، صباح أمس، عن جملة من المشكلات التي تواجههن أثناء مرحلة الدراسة، التي تدور في فلك نظرة الطالبات (غير المتزوجات) وامتعاضهن من توالي أسئلة محرجة لهن من زميلاتهن. وكشفت 27 طالبة حضرن الندوة، مقابل عشر طالبات متزوجات، الفوارق بينهن، حيث أشارت طالبة متزوجة ولديها طفل (خمسة شهور) إلى صعوبات التوفيق ما بين المدرسة والمنزل وطلبات زوجها، وأما من حيث نظرة الطالبات فتوضح طالبة أنها “خلال فترة الحمل واجهت صعوبات عديدة نتيجة الاستهتار والضحك والشتم، حيث كانت مجموعات من الطالبات ينتظرن مشاهدتي على بوابة القاعة ويعقدن حلقات للتحدث عني”، واشارت أخرى إلى أن الندم قد يصبح “ملازما للطالبة المتزوجة، بسبب الضغوطات التي تتعرض لها” وعن التعامل من قبل المدرسة، فإن معظمهن يشعرن بأنهن على سطح صفيح ساخن، وذلك بسبب “التأخر عن ساعات الدوام، والغياب المتكرر، وعدم التوفيق ما بين المنزل وفترة الاختبارات تحديدا، إضافة إلى الصعوبات في تحضير الوجبات، والمشكلات الأسرية التي تصبح من تبعات الزواج” وكذلك طالب عدد من المشرفات والمرشدات الطلابيات، بوجود مناهج تربوية تساعد الطالبات على التأهل للحياة الزوجية، وأوضحت المشرفة نوال الدويب أن “إخراج شهادة رسمية تعطى للطالبة حول الوعي الأسري وإدارة شؤون المنزل، كشهادات الفحص الطبي، يساعد على تأهيلها من كافة النواحي؛ خصوصا أن الطلاق يقع لحديثات السن أكثر من غيرهن، كمنهج الثقافة الأسرية”. وتوضح المرشدة الطلابية صفاء العتيبي أن الصعوبات “ليست مقتصرة على جانب واحد، فالطالبة المتزوجة تستطيع تعويض ما يعكر صفو حياتها بطريقتها، فالموظفات يواجهن ضغوطا كثيرة أيضا”. وعن تزايد أعداد الطالبات المتزوجات في مدارس الشرقية، أكدت فوزية الصانع مسؤولة الإعلام التربوي أنه لا توجد أعداد كبيرة للمتزوجات بالمدارس، وأضافت: “نعمل حاليا على إعداد إحصائية في هذا الصدد، إلا أننا خلال زيارتنا للمدارس لاحظنا أن مدارس الأحياء الفقيرة توجد بها مئات الطالبات المتزوجات، على النقيض من الأحياء الأخرى” وهذا ما أكده الدكتور سمير العمران المدير العام للتربية والتعليم، خلال افتتاح الندوة بقوله: “نعمل على تحديد أعدادهن للنظر في مشكلاتهن، والمطلب الرئيسي هو قدرتهن على التوفيق ما بين الدراسة والمنزل”.