اشتكت طالبات متزوجات، يدرسن في مراحل التعليم العام، من مضايقات يتعرضن لها من زميلاتهن الطالبات. كما انتقدن عدم مراعاة إدارات المدارس لظروفهن، وتحميلهن ما يفوق طاقاتهن. وعلى رغم إقرار الإدارة العامة للتربية والتعليم (بنات) في المنطقة الشرقية، بعدم وجود إحصاءات عن أعداد الطالبات المتزوجات، إلا انها أكدت على ضرورة مراعاة ظروفهن. وأشارت الطالبات المتزوجات خلال ندوة نظمتها إدارة الإعلام التربوي في «تربية الشرقية» أمس، إلى «النظرة السلبية»، التي يجدنها من زميلاتهن غير المتزوجات، اللاتي يوجهن لهن «أسئلة مُحرجة أحياناً». فيما كشفت مشرفات ومرشدات طلابيات، عن واقع الطالبة المتزوجة، مطالبات بإيجاد «مناهج تربوية تساعد الطلبة على التأهل إلى الحياة الزوجية، كمناهج للثقافة الأسرية، حتى لا تتحول المسألة إلى استهتار وضحك، على غرار ما هو موجود في مدارسنا». وأوضحت المشرفة نوال الدويب أن «منح الطالبة شهادة رسمية حول الوعي الأسري وإدارة شؤون المنزل، على غرار شهادات الفحص الطبي، يساعد على تأهيلها من النواحي كافة، خصوصاً أن الطلاق يقع لحديثات السن أكثر من غيرهن». وطلبت مديرة إدارة الإعلام التربوي قماشة العليان، التي أدارت الندوة، من الطالبات «تقديم المعوقات كافة، التي تجعل من الدراسة همّاً بالنسبة للطالبة المتزوجة، وكذلك الاقتراحات التي تراعي ظروفها». فيما سردت 27 طالبة حضرن الندوة، إضافة إلى 10 طالبات متزوجات، الفوارق بينهن. وقالت إحدى الطالبات: «لا أدرك الصعوبة، فأنا متزوجة منذ شهر فقط، وأخشى من التجربة». وأشارت أخرى متزوجة ولديها طفل (خمسة أشهر) إلى صعوبات التوفيق مابين المدرسة والمنزل وطلبات الزوج. إما لناحية نظرة الطالبات، فأوضحت طالبة أنها «خلال فترة الحمل، واجهت صعوبات عدة، نتيجة الاستهتار والضحك والشتم، إذ كانت مجموعات من الطالبات ينتظرن مشاهدتي عند بوابة القاعة، للتحدث عني». ونوهت أخرى إلى أن «الندم قد يصبح ملازماً للطالبة المتزوجة، بسبب الضغوط التي نتعرض إليها». أما لناحية التعامل من جانب المدرسة، فأشرن إلى أنهن في «مضمار سباق دائري وصراع مستمر، بسبب التأخير عن بدء الدوام، والغياب المتكرر، وعدم التوفيق بين المنزل والمدرسة، وبخاصة خلال فترة الاختبارات، إضافة إلى الصعوبات في تحضير الواجبات والمشكلات الأسرية التي تصبح إحدى تبعات الزواج». فيما أشارت طالبات غير متزوجات إلى أسباب عدم رغبتهن في التعامل مع متزوجات، لأن «التفكير يختلف، وأسرنا لا تسمح لنا بالتعامل معهن». بدورها، قالت المرشدة أسماء العصيمي: «نادراً، ما نواجه مشكلات من الطالبات المتزوجات، بخلاف غير المتزوجات، إلا إنهن يعانين من ظروف صحية ونفسية، قد تؤثر على تحصيلهن العلمي»، موضحة أن «80 في المئة من المتزوجات يشعرن بالاستقرار العاطفي، فلا نواجه معهن مشكلات. وأشارت مسؤولة الإعلام التربوي في مكتب التربية والتعليم في الدمام فوزية الصانع، إلى انه لا توجد إحصائية بأعداد المتزوجات في المدارس. وقالت: «نحن بصدد إعداد إحصائية، إلا أنه لاحظنا خلال زياراتنا أن مدارس الأحياء الفقيرة، أنه توجد فيها طالبات متزوجات أكثر من الأحياء الأخرى». بدوره، قال المدير العام ل «تربية الشرقية» الدكتور سمير العمران، خلال افتتاح الندوة: «نعمل على رصد أعدادهن، ومعالجة مشكلاتهن»، مؤكداً أن المطلب الرئيس هو «قدرتهن على التوفيق بين الدراسة والمنزل». ونوقشت خلال الندوة، أوضاع الطالبات التي تزوجن من دون رغبتهن، من خلال ضغوط ذويهن، ونوعية الضغوط التي يتعرضن إليها، لتحويل الدراسة إلى منزلية.