تناولت في هذه الزاوية قبل عشرة أعوام خلت، تعريب عناوين الإنترنت وتسجيلها باللغة العربية، وذكرت أن اللغة الإنجليزية تشكل عائقاً كبيراً أمام المستخدم العربي، وكان هذا الطرح قبل عشر سنوات أشبه بالحلم الذي يصعب تحقيقه آنذاك. طالعتنا وسائل الإعلام مؤخراً بموافقة المؤسسة الدولية للأسماء والأرقام (ICANN) على السماح باستخدام أحرف وأرقام غير لاتينية للعناوين على شبكة الإنترنت، وذلك بعدما تمت الموافقة على بروتوكول أسماء النطاقات الدولية IDNs، وبهذا سوف يكون بالإمكان استخدام لغات أخرى غير الإنجليزية كاللغة العربية وغيرها، هذه الخطوة بلا شك تعد بداية عهد جديد للإنترنت وانفتاحاً كبيراً على لغات أخرى ومستخدمين جدد من مختلف أنحاء العالم، وبالتالي زيادة كبيرة متوقعة في أعداد المستخدمين ومنهم المستخدمون العرب، خصوصاً إذا ما علمنا أن عدد المستخدمين في الدول العربية لا يتجاوز خمسين مليون، وعلاوة على ذلك، فإن هذا سوف يشكل إضافة جديدة للمحتوى العربي على الإنترنت الذي لا يتجاوز 1% حالياً. هذا القرار الذي تم اتخاذه من قبل الهيئة الدولية للأسماء والأرقام (ICANN) في اجتماعها الأخير في سيئول، لم يكن مجرد قرار لاستخدام اللغات الأخرى في عناوين الإنترنت، وإنما لإنهاء فترة طويلة من سيطرة اللغة الإنجليزية على عناوين الإنترنت، خصوصاً الدول التي تتحدث اللغة الإنجليزية، وهي في الحقيقة لازالت تسيطر على الإنترنت لأن محتوى اللغة الإنجليزية على الشبكة لا يزال الأعلى بين اللغات الأخرى بنسبة 85%. ولكن هذا القرار يعد ثورة ونقلة جديدة في تاريخ الإنترنت وإنهاء فترة احتكار اللغة الإنجليزية لعناوين المواقع على الإنترنت، لأن إتاحة استخدام اللغات الأخرى في كتابة وتسجيل العناوين على الإنترنت سوف يثري نسبة المحتوى باللغات الأخرى غير الإنجليزية، والسبب أن الفترة القادمة سوف تشهد تأسيس مواقع جديدة بعناوينها ومحتواها بلغاتها الأم وليس كما يعتقد البعض بأن المحتوى لن يتأثر بالنطاق، كما سوف يساعد النظام الجديد للإنترنت بسرعة الوصول للمواقع والمعلومة في وقت قياسي وقصير وسوف يحل مشكلة البطء في التصفح أو التعثر في الاتصال بالموقع كما هو موجود حالياً، وفوائد وإيجابيات كثيرة لا يمكن حصرها في هذا المقام. *عضو مجلس الشورى