قامت الشرطة البريطانية بتبديد أكثر من 20.000 جنيه استرليني على ملاحقة قضية قتل رجل في 32 من العمر اسمه كارلوس عساف من غرب مقاطعة ويلز، بعد أن وصلتهم معلومات من " شبح القتيل" من خلال دجّال عن كيفية قتله. اهتمام الشرطة بإيجاد القاتل بأي طريقه هو أمر محمود لكن القضية غير عادية، إذ اعتمد بحثهم على ما وصلهم من خلال ما يسمى ب" وسيط أرواح" كان أهل القتيل قد استنجدوا به ليعرفوا من الذي قام بشنق ابنهم في شقته، موقف أهل القتيل متوقع لأنهم محزونون ومصدومون بالحادث وربما يائسون من بطء الشرطة في القبض على الجاني فوراً. لذلك قام أهل القتيل بتبليغ الشرطة بما قاله المشعوذ الذي قال إن روح القتيل التي زارته في الرؤيا تقول إنه تعرض للخنق من قبل عصابة أجبرته على شرب البترول ومبيّض الغسيل. وبدلاً من الاستخفاف بالموضوع أو استخدام المنطق في مثل هذا الوضع قامت الشرطة فوراً بفتح ملف تحقيق باهظ التكاليف بناء على كلام وسيط الأرواح الذي قال لهم إن الموضوع متعلق بأسد، وحصان، ورجل اسمه توني فوكس وأنه رأى ذلك في رؤاه. لم يكذّب رجال الشرطة خبراً، وبدأوا بالبحث في الأماكن التي يكثر فيها تسمية الأسد والحصان، وحققوا في عشرات الحانات المنتشرة التي تحمل اسم الأسد أوالحصان، حتى أنهم تتبعوا شخصاً اسمه توني فوكس لمدة طويلة رغم انه لا علاقة له بالجريمة. واستمر نزف الموارد إلى أن جرى فحص جنائي للجثة للمرة الثانية، و" بالصدفة" لم يجدوا أي آثار لوجود بترول أو مبيض غسيل في أمعاء القتيل أو أنسجة جسمه. فاشتعل الخجل ولم يجدوا ما يبيضون به صفحة قرارهم الخاطئ. وقال مسؤول فريق البحث الأمني الرقيب "مارك ويب" بأنهم استجوبوا المشعوذ، وقاموا بالتحقيق كما يجب لكن في النهاية سجلت العملية في الملف كانتحار. قال أحد أفراد الشرطة ممن شاركوا في التحقيق رفض ذكر اسمه: " لقد أصبحنا أضحوكة للجميع". هذا التعليق تختصره اللغة العربية بكلمة واحدة " وافضيحتاه".