آخر تعداد سكاني بالمملكة كان في عام 2004 ميلادية , وايضا كان هناك تعداد سكاني قبلها بما يقارب 7 سنوات أيضا في عام 1413 ه , هذا التعداد السكاني الذي تقوم به وزارة الاقتصاد والتخطيط من خلال مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات بما يعادل كل خمس سنوات تقريبا بعد إن كان كل عشر سنوات يكلف الدولة مئات الملايين , ويكفي أن الاستعداد له يبدأ قبل سنة على الأقل ومعظم وكادر القائمين على التعداد الميدانيين هم من المعلمين والآن مع التعداد الجديد لعام 1431 ه المتوقع ستدخل النساء مجال التعداد، لن استعرض هنا أهمية التعداد أو أذكر بها فهي معروفة لكل مهتم ومطلع, والآن لنا خبرة كدولة في مجال التعداد السكاني من خلال أكثر من تعدادين , لكن هذه الملايين التي صرفت وهذا التجنيد من جيش من الموظفين قاموا بالتعداد أين ذهبت نتائج التعداد والتي تعتبر كما هائلا من المعلومات بطول المملكة وعرضها , فهي إحصاء وتعداد سكاني شامل بكل التفاصيل من نسبة الشباب ومتوسطي الأعمار وكبار السن وحسب الفئات العمرية , من المتزوجين والمطلقين والأرامل والمعاقين من كلى الجنسين , من عداد الوحدات السكنية ونسبة السكان بكل وحدة سكنية , وأيضا المقيمين ببلادنا , والحضر والبدو وكل ما يخطر ببالك من معلومات هي موجودة وحتى التجاري والصناعي منها , هذه الكم الهائل من المعلومات أين ذهب من التعداد 1413 وعام 2004 وما سيأتي من عام 2010، هل ظل حبيس الأدراج أو أجهزة الكمبيوتر ولنا لقاء مع تعداد قادم بعد 5 سنوات أو أكثر , ماذا فعلنا بهذه المعلومات التي لم نجد أي تأثير على الواقع , فالمدارس متكدسة بالطلاب من 40 و 50 طالبا وطالبة , مدارس عبارة عن بيوت سكنية لا تصلح لكي يبقى بها 20 شخصا فما بالكم 200 و 300 طالب أو طالبة , لدينا في حارتنا القديمة وهي حديثة حتى لايقال أيام الطين والغبار مدرسة لها 30 سنة وهي فلة سكنية طالبات كانت بأولى ابتدائي وتخرجن من الجامعة وتزوجن ودرسن بناتهم بنفس المدرسة وغيره كثير 30 سنة فلة سكنية ولازالت قائمة لمزيد من التأكيد , ولكم القياس عن مراحل متوسطة وثانوية بنفس النمط ولم يتغير شيء , المستشفيات لك أن تبحث عن موعد لكشف طبيب ومواعيد أصبحت الآن بالسنوات بدون مبالغة ويعرفها الجميع ومستوى نمو المستشفيات مقارنة بالنمو السكاني , زحمة الطرق والجسور وضيق البلد , البطالة النسائية والشباب والتكدس الهائل الذي نعاني منه , نمو الأحياء بدون خدمات , أزمة السكن التي أصبحت خانقة للشباب , كثير من المعطيات والمتغيرات التي نعيشها في حياتنا لم نر أي تغيير جوهري بها, وبمعنى أدق لم نر دائما فائضا في سرير أو بالطاقة الكهربائية أو بمدرسة أو موانئ تختنق أو مطارات لم تعد تستوعب , الحصيلة النهائية هي أن التعداد السكاني والإحصاء هو ضياع أموال وهدر وقت لا يستفاد منه كما هو واقعه الذي نشاهده إلا من يعمل به وهذا حقه فهو يؤدي عمله , ماذا أضاف التعداد السكاني ونتائجة لا تفعل وتحول إلى خطط وأستراتيجيات مستقبلية لكي يكون استرشادي في تفادي الأزمات التي نعاني منها وهي تكبر ولا تصغر , السؤال هل في الأساس هل التعداد لدينا هو لبناء خطط وأستراتيجيات مستقبلية أم هو مجرد إعلامي وأن لدينا عدد كذا من السكان وانتهى كل شيء ؟ فلماذا نهدر الوقت والمال في حبس معلومات قيمة ومهمة كانت ستوفر لنا حلولاً بلا حدود إن أردنا.