كشف تقرير جديد الإثنين أن انخفاض توزيع الصحف الأميركية شهد تسارعا مثيرا للقلق في الأشهر الستة الماضية من العام، وهو ما عمق المخاوف في أوساط مالكي هذه الصحف والعاملين فيها على حال هذه المؤسسات ومستقبلها إن تواصلت الأمور على هذه الحال. وأشار التقرير الجديد إلى تواصل هجرة القراء إلى الإنترنت للحصول على الأخبار والمعلومات وإلى تواصل نقص العائدات الإعلانية للصحف والمجلات بسبب الوضع الاقتصادي العام الذي تمر به البلاد. وأشار التقرير الذي نشرته مؤسسة تطلق على نفسها "مكتب التدقيق الخاص بالتوزيع" المتخصص برصد أرقام توزيع الصحف الأميركية، الإثنين الماضي، إلى أن أعداد توزيع الصحف اليومية الأميركية انخفضت بنسبة 10.6 بالمائة في الفترة بين شهري أبريل وسبتمبر الماضيين من العام مقارنة بفترة الأشهر الستة ذاتها في العام 2008. وجاءت نسبة الانخفاض هذه أكبر من نسبة الانخفاض التي شهدها توزيع هذه الصحف في الفترة بين أكتوبر 2008 إلى أبريل 2009، والتي بلغت 7.1 بالمائة، ونسبة انخفاض ال 4.6 بالمائة في الفترة بين أبريل وسبتمبر من العام 2008. وكان المفاجئ هو تقدم صحيفة وول ستريت الاقتصادية المتخصصة، وصاحبة الخط اليميني سياسيا في الولاياتالمتحدة، على الصحيفة التي ظلت متربعة على عرش توزيع الصحف في الولاياتالمتحدة منذ سنوات طويلة وهي صحيفة يو أس أيه توداي. فقد أظهر تقرير مكتب تدقيق التوزيع أن أرقام توزيع صحيفة وول ستريت جورنال قفزت بنسبة 0.6 بالمائة، ما أوصل أرقام توزيع الصحيفة إلى 2.02 مليون نسخة يوميا، الأمر الذي جعل الوول ستريت جورنال الصحيفة الوحيدة من بين ال 25 صحيفة أميركية كبرى التي تحقق ارتفاعا في مبيعاتها في الفترة الماضية. يو اس أيه توداي شهدت أسوأ انخفاض في تاريخها لناحية مبيعات أعدادها اليومية، إذ بلغ حجم هذا الانخفاض 17 بالمائة، موصلا الصحيفة إلى رقم توزيع يومي لا يزيد عن 1.9 مليون نسخة. وقد عزت الصحيفة هذا الانخفاض إلى تضاؤل عدد المسافرين الأميركيين الجويين بسبب الوضع الاقتصادي العام. وأشارت الصحيفة إلى أن نسبة كبيرة من مبيعاتها تحققها في المطارات وفي الفنادق الأميركية. وظلت صحيفة نيويورك تايمز في المرتبة الثالثة لناحية أرقام التوزيع، إذ بلغت مبيعاتها اليومية أكثر قليلا من 927,000 نسخة، أي بانخفاض بلغت نسبته 7.3 بالمائة عن الفترة ذاتها في العام 2008. وأشار تقرير تدقيق التوزيع إلى أن أرقام مبيعات الصحف الأميركية تشهد انخفاضا منذ بداية تسعينات القرن الماضي، إلا أن هذه الظاهرة بدأت تتسارع بصورة لافتة ومثيرة للقلق في السنوات القليلة الماضية. ويشير المحللون إلى أن أحد الأسباب الرئيسة لهذا الانخفاض يكمن في توقف الكثير من القراء عن شراء النسخ المطبوعة من هذه الصحف بسبب قدرتهم على الوصول إلى الجزء الأكبر من المحتوي الذي تنشره هذه الصحف على الإنترنت مجانا، وهو محتوى يصل إليه هؤلاء عادة على مواقع هذه الصحف نفسها على الإنترنت. ويدرس بعض المدراء التنفيذيين لبعض الصحف الأميركية البدء في فرض رسوم استعمال لمواقع صحفهم على الإنترنت على قراء هذه المواقع رغم أن كثيرين يشككون في إمكانية نجاح هذه الفكرة، خصوصا وأن الناس اعتادوا على الحصول على هذه المواد مجانا ولأنهم يستطيعون الوصول إلى مواقع أخرى للحصول عليها مجانا إن أغلقت في وجوههم أبواب هذه المواقع، وهو ما سيضر بالمواقع الصحفية نفسها من الناحية الإعلانية. وأعلنت إحدى الصحف الأميركية الرئيسية، صحيفة صحيفة نيوزداي، أنها ستبدأ في فرض رسوم بقيمة 5 دولارات أسبوعيا على من يرتادون موقعها على الإنترنت من غير المشتركين في شراء أعدادها المطبوعة أسبوعيا أو شهريا. ومن بين الصحف الأميركية ال 25 الرئيسة، كانت صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل هي الصحيفة التي سجلت أكبر نسبة انخفاض في توزيعها، إذ بلغت أكثر من 25 بالمائة في فترة الستة أشهر الماضية.