بعد انتشار مرض إنفلونزا الخنازير أصيب البعض بذعر شديد من الإصابة بالمرض مما دفعهم إلى شراء المعقمات بكميات كبيرة وتخزينها، وإلزام أفراد الأسرة باتباع تعليمات صارمة من أجل النظافة. وتقول مرام العصيمي (ربة منزل): لقد أصيب زوجي بحالة من الرعب عندما توفيت إحدى قريباته -رحمها الله- نتيجة مرض إنفلونزا الخنازير، مما جعله يقوم بشراء المعقمات بكميات كبيرة لدرجة أنه خصص الملحق الخارجي للتخزين والتي كلفته ثلاثة آلاف ريال، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أجبر الأبناء على الاستحمام مرتين باليوم، وكذلك غسل المنزل يومياًً بجميع أنواع المعقمات وارتداء الكمامات طوال الوقت، مضيفة أنه انتقل زوجي لإحدى غرف المنزل ليقيم فيها لوحده والتي تنبعث منها رائحة المعقم ولا يسمح لأحد بدخولها، مؤكدة على أن الوضع أصبح مزعجاً، ولكنه لا يبالي وأشعر أنني عاملة في شركة نظافة. وقالت روان غيث (طالبة في المرحلة المتوسطة)،إن الكل يطلق على لقب"الموسوسة"، وذلك بسبب حرصي المفرط على استخدام المعقمات وبعد عودتي من المدرسة أقوم بتنظيف غرفتي، ووقت المذاكرة أحرص على تعقيم الكتب والأقلام قبل وبعد الاستعمال والكمامة لا تفارق وجهي طوال الوقت حتى اخوتي أكتفي بالسلام عليهم من بعيد، مشيرة إلى أنها حاولت التخلص من مشاعر الخوف والهلع من المرض، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل. وتشاركنا ليلى الغامدي (مديرة مدرسة للمرحلة الثانوية)، وقالت: جميع الطالبات يحرصن على اتباع طرق الوقاية، ولكن هناك طالبة في الثاني ثانوي تستخدم المعقمات طوال تواجدها في المدرسة وترفض الاقتراب من الطالبات والكمامة لا تفارق وجهها، كما تبتعد وقت الخروج من المدرسة عن التجمعات لتخرج لوحدها لتضمن بذلك عدم إصابتها بالمرض!. ودعا أحمد مدحت (صيدلي) بضرورة اتباع طرق الوقاية المعمول بها لتفادي الإصابة بالمرض، وقال: من خلال عملي كصيدلي لاحظت إقبالا غير طبيعي من البعض لاقتناء المعقمات بأنواعها بكميات كبيرة لدرجة نفاد الكمية بشكل يومي، مضيفاً أنه جميل أن يهتم الإنسان بصحته وإذا تحول إلى هوس فذلك مضر لأن النظافة المفرطة قد تؤدي إلى ضعف المناعة، وأذكر موقفا طريفا من أحد العملاء الذي قام بشراء عدد من المعقمات وعندما أعدت له باقي المبلغ قام بتعقيم النقود بالمناديل ثم وضعها في ظرف خارجي..!.