استقبل طلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية الأسبوع الأول من الدراسة بمواقف مضحكة ومحزنة، وانتشر الخوف والذعر داخل الصفوف الدراسية، فكل طالب وطالبة يقوم بتنظيف المكان، وأنفسهم في كل ثانية ودقيقة وإذا «عطس» أحدهم يصرخ جميع الطلاب ويهربون منه، خصوصاً بعد انتشار نصائح للوقاية من عدوى مرض أنفلونزا الخنازير. تقول حنين باجنيد: «كل طالبة أحضرت معقماً معها، وفي كل دقيقة يقوم الجميع بالتعقيم، حتى على طاولة الصف، ولا تشتري الطالبات من «المقصف» سوى الماء خوفاً من الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير، وبعد الإفطار يقوم الجميع بتعقيم اليدين، وأقيمت محاضرة عن المرض وأصبحت كل واحدة تلبس الكمامة، ولا أعلم لماذا كل هذا الخوف؟!». لولوة عبدالله تقول: «المرض أصاب الناس بوسواس رهيب جداً، فكل ثانية يضع الطالبات معقماً حتى أثناء شرح المعلمة، وكل طالبة يداها في جيب المريول، وعندما «تعطس» إحدى الطالبات يهربن الأخريات عنها، ويصرخن ولا يقتربن منها البتة». قالت صبا السحيمي: «إن الطالبات يعقمن أيديهن بعد خروجهن من دورة المياه، ويقرأن نشرات النصائح في كل وقت، وستقام في المدرسة حفلة اليوم الوطني داخل كل صف بعيداً عن الاجتماعات، فكل صف يقوم بالاحتفال وإقامة المسابقات». أما عبدالله الغويري فيقول: «لم يرتدِ الطلاب الكمامات، ولكن أقيمت لدينا محاضرة عن المرض ولم يشعر الطلاب بالخوف، وكل واحد منهم أحضر المعقم، إذ لم يتوفر في المدرسة، وكان من المفترض من وزارة التربية توفير المعقمات في مدرستنا»، ويعلق «حينما سعل وعطس المعلم ضحك الجميع عليه وقالوا أنت مصاب». ولاء مكرمي تقول: «حينما كنت في الصف «عطست» والتفتت جميع الطالبات نحوي وشعرت بالخوف وقلت لهن إن «العطاس» ليس من أعراض أنفلونزا الخنازير وضحك الجميع، وعلى رغم النصائح إلا أننا تبادلنا القبلات والسلام بشكل طبيعي ولفت نظرنا وجود الصابون والمنظفات في دورات المياه». أما نورة النملة فقالت: «توجد في مدرستي جميع المعقمات وقاموا بعرض فيديو عن سبل الوقاية من المرض، وتقوم المعلمات بقياس الحرارة في كل يوم، وبعد وقبل «الفسحة» نعقم، وكل طالبة لوحدها، وكل طالبة تعطس تخرج من الصف لتعقم نفسها ثم تعود». ويقول سليمان النملة: «أنا بصراحة سعيد بالاستعداد في المدرسة وبوجود معقمات أمام كل صف ووضع لوحات إرشادية والاهتمام بالتنظيف في كل وقت، فلقد فهمنا المرض كثيراً بعدد المرات التي أخبرونا بها». وتقول ابتهال محمد: «عدت للرياض قبل موعد الدارسة وكعادتي ذهبت للمدرسة وأنا مصابة بأنفلونزا عادية وفي المراحل الأخيرة ودخلت الصف، وعندما شاهدني الطالبات والمعلمات صرخ الجميع وقلن أنفلونزا خنازير، وشعرت بالحرج والخوف في الوقت ذاته وأخبرتهن بأنها أنفلونزا عادية، ولكنهن وضعوني في غرفة العزل ولم أحب ذلك، وحضرت أمي وأخبرتهن أنها أنفلونزا عادية ولكنهن لم يصدقن ذلك، وخرجت من المدرسة وأنا أبكي بسبب ما فعلنه بي».