المقال أدناه أشبه بالكلمات المتقاطعة! "التربية" ليست بالأمر السهل، رغم أن الآباء والأمهات يقومون بها بشكل دوري بدون الحاجة لدبلوم في التربية أو للتخصص الدقيق في التعديل السلوكي، لذلك هم قد ينجحون وقد يفشلون وقد يقولون يوما لأنفسهم: أخطأنا هنا أو أصبنا هناك، وقد يجلس أبناؤهم بعد سنين طوال يتذكرون الذي مضى ويؤكدون أنهم لن يرتكبوا أخطاء آبائهم ليكتشفوا بعد زمن أنهم نسخة كربونية من آبائهم وأمهاتهم. ومعرفة الآخرين والتعامل مع نفسياتهم لا يحتاجان دائما شهادة في علم النفس أو في قراءة النوايا فالزوجات والأزواج يعيشونها كل يوم وقد يصيبون في تقدير تصرفات شريك حياتهم مرة ويخطئون مرات رغم أنهم قد يقولون بصوت عال::" أعرفه، أعرفها كما أعرف خطوط يدي!". ولو كنتَ من الشخصيات التي تجيد التأمل للاحظت أنك قد تعرف عن أصدقائك أكثر مما يعرفه أباؤهم وأمهاتهم وأنك رأيت منهم وجوها تختلف عن وجوههم العائلية، ولا تدري هل اتخاذنا لوجوه مختلفة هو نوع من الأدب الاجتماعي أو نوع من التجمل أو هو مجرد جزء من شخصيتنا البشرية الخداعة؟ – جملة تساؤلية معترضة؛ هل نحن مخادعون حقا؟ وهل نحن مخادعون عن سبق اصرار وترصد؟ - لكن وقبل أن نصل لاستنتاجات مبنية على افتراضات خاطئة، لنتفق أولا على أن احترامنا لمن هم اكبر منا مثلا يفرض علينا طريقة معينة في التخاطب معهم لذلك على سبيل المثال ننتقي ألفاظنا حولهم ونتخذ شخصية أكثر جدية تتناسب مع تقديرنا لهم. سأتوقف وأضع نقطة لأن الفكرة خرجت عن مسارها الذي كان في عقلي. " معقولة" تتبعها جملة "كيف تغير فجأة؟" كلمات مستغربة قد تسمعها من أب او أم يفاجَأ بتصرف غير مقبول وغير متوقع من ابنه أو ابنته أو حتى قد تسمعها من سيدة تفاجأت بتصرف غريب من زوجها وشريك حياتها. قد يلتفت الأب لصديق أو قد تهمس الزوجة في أذن قريبة ليشرحا تفاجأهما بهذه التصرفات وكيف أن الابن أو الابنة أو الزوج كانوا طبيعيين، وكأن تغيرهم حدث بين يوم وليلة. قد يسألهم الصديق:" ألم تلاحظ على ابنك/ ابنتك أي شيء غريب؟" أو قد تقول القريبة:" ألم تلاحظي أي تغيير على زوجك في الفترة السابقة؟" ليكون الرد بالنفي القاطع وينتهي الحوار المتشكي بلوم أصدقاء الاستراحة الذين يلتقي بهم ا! الزوج أو الأقرباء الذين في سن الأبناء الذين تغيروا فجأة أو المراهقات اللواتي يجتمعن بابنتهن في المدرسة فاللوم في احيان كثيرة يقع على الآخرين ورغم أن الآخرين قد يتحملون جزءا من المسؤولية لما لهم من تأثير لكن لا يمكنهم تحمل كامل المسؤولية ، فكل إنسان مسؤول عن أخطائه، وكل إنسان مسؤول عن تصرفاته، وكل إنسان مسؤول عن قراراته. سؤالي هل تتغير طباع الإنسان وتصرفاته فجأة؟ ألا يأخذ التغيير وقتا؟ هل يتغير الآخرون بما فيهم أبناؤنا وأقرب الناس لنا بين يوم وليلة أم أننا نحن لسنا شديدي الملاحظة؟