يبدأ مقدّم الرسالة الرياضية التلفزيونية أسئلته محاطاً بكاميرا وبلاعب من الفريق الفائز وبعشرة رؤوس (لملاقيف) علموا أن هناك تصويراً يتم.. يستهل المقدم رسالته قائلاً للاعب: الحمد لله على السلامة.. يرد اللاعب: الله يسلمك.. يسأله المذيع: (وش) إصابتك؟.. يرد اللاعب بسرعة: بسيطة إن شاء الله.. يعود المقدم ويسأل بعد إشارة من المعد الذي كان يراقب المذيع كظله: يعني بتلعب المباراة الجاية؟.. يستغرب اللاعب السؤال ويرد وهو يهم بالابتعاد وعلامات الغضب تعتليه قائلاً: أسأل طبيب الفريق.. تنتهي اللقطة. المقطع الثاني يبدأ فيه مقدم الرسالة المسكين سؤاله للاعب آخر قائلاً: (وش) رأيك في الفوز؟.. يستغرب اللاعب هذا السؤال ويرد بسرعة: يعني (وش) تتوقع رأيي، تعتقد أني زعلان؟.. هنا يصاب معد ومقدم الرسالة بالدهشة من طريقة رد اللاعب، ويلتقط المذيع زمام الحديث موضحاً وهو يبتسم: لا تفهمني غلط، قصدي (وش) رأيك في فوزكم اليوم؟.. يصاب اللاعب بثورة خفيفة ويرد بغضب قائلاً: أكيد أنت وهالمعد ما تفهمون، أكيد أنا مبسوط حتى لو فزنا على فريق (أرطاوي الرّقاص)، وبالمناسبة هالأسئلة من عندك؟.. يتلعثم المقدم فالرسالة أكبر من إمكانياته ويجيب وهو يبتسم مرة أخرى: في الحقيقة هذي أسئلة المعد وأنا بس أسأل.. تنتهي اللقطة. المقطع الثالث يبدأ بمقابلة أجريت مع أحد جماهير الفريق الفائز، ويتكرر هنا نفس السؤال الممل الذي اختاره معد الرسالة بعناية: ما هو رأيك في الفوز؟.. يرد المشجع بحماس قائلاً: شفت (وشلون) كسّرنا (روسهم) اليوم!.. يزيد سرور المعد وفرحه بهذه الإجابة، فقد وجد من يماثله في مستوى اللغة والتفكير ويعطي إشارة سريعة إلى مقدم الرسالة المسكين بالاستمرار في الحوار مع المشجع المتحمس.. يكمل المذيع المغلوب على أمره حديثه مع المشجع قائلاً: شفت (وشلون كلوها على روسهم).. وهنا يعود إلى المشجع المتحمس بعض وعيه ويلاحظ غرابة الحديث.. فيصرخ بخبث مبتسماً وهو يبتعد عن الكاميرا قائلاً: أنت وهالمعد المفروض تمسكون طبول وطيران معنا في المدرجات بدال هالميكروفون.. تنتهي اللقطة. تنتهي مقاطع الرسالة الرياضية التلفزيونية المملة، التي يبدو أن معدها لا يدرك أنها تبث فضائياً ليراها كل العالم، والتي تعد وتقدم دون حد أدنى من المهنية الإعلامية التي يفترض بها مخاطبة المشاهدين بشكل واع وحضاري يزيد من معارفهم وينمي مداركهم، بحركة لا إرادية حدقت فيها بعيني على الشاشة.. ثم لمست إذني.. ثم تساءلت: هل يملك هذا المعد محطة تلفزيونية خاصة وقعت عليها بالصدفة؟