يحمل «الطائي الجديد» بقيادة خالد الباتع وسعد الصعب وبقية الطاقم الذي وضع على عاتقة مسؤولية انتشاله آمالاً كبيرة عزز من قوتها ظهوره بصورة بهية ومبهجة لانصاره في مبارياته الاخيرة في دوري الدرجة الاولى الامر الذي اعطى انطباعا ان (صائد الكبار) اقترب من العودة الى مكانته الطبيعية بين اندية الاضواء وبالتالي التحرر من التواجد في مكانة لم تكن تناسبه ولاتليق بالسمعة التي جناها منذ اول صعود له الى دائرة الكبار لو خدمته الظروف وساعدته الامكانات، وعلى الرغم من صعوبة المهمة وتكامل المنافسين عدة وعتادا وضيق اليد التي يعاني منها «الحاتمي» بعدما كان كريما مع جماهيره ومنافسيه الا انه بجهود ذاتية وتحركات شرفية وخطوات وتصحيحات ادارية موفقة وتشجيع جماهيري بدأت تلوح في الافق عودته الى دوري «زين» من خلال انتصاراته وتقدمه الى مركز ينصف جهود لاعبيه وتألقهم ويرضي عشاقه ويجلب الفرح لادارته التي يحسب لها انها واجهت المصاعب بحكمة والظروف بهدوء والاخفاقات السابقة بالصبر، لم تتضجر وتتهرب من المسؤولية وتلجأ الى التبرير وتستخدم المسكنات ولكنها تحملتها بثقة وتولتها بحسن تصرف وباشرتها بفكر ينم عن تعاط متعقل مع واقع الفريق، والكل يدرك ان الطائي ليس له سوى داعم واحد بعد الله هو علي الجميعة فضلا عن كون ليس لديه راع وشرفيون كثر يسبغون عليه بالدعم المالي، ولاننسى التأخير في صرف مستحقاته من رعاية الشباب واتحاد الكرة ومع هذا بقيت ارادته قوية وآماله كبيرة وسقف طموحاته عاليا، وهذا يعكس حسن تصرف ادارته والتعامل مع الازمات المالية الحالية والادارية السابقة بطريقة تضخ (الروح القوية) لدى اللاعبين والامل لدى الجماهير وبالتالي التحفيز على التفاف الجميع خلفها كأسرة واحدة ومن ثم اختفاء نغمة الصراعات. المؤسف ان ناديا بحجم الطائي يبدع ويمثل الكرة السعودية عربيا عاش فترة طويلة وهو الذي دعم الكرة السعودية بافضل الحراس دون مقر ولا التفافة وعلى الرغم من ذلك بقي بهمته وكبريائه يعاند الظروف ويصارع الازمات واحيانا لايعلم هل يواجه هذه الظروف ويوجد الحلول للتغلب عليها؟ ام ينصرف الى طريقة تمكنه من هزيمة المنافسين الذين اصبحوا يضعون له الف حساب حتى والازمات الادارية والمالية تغيبه عن الواجهة في اعوام مضت قبل ان ينقذ نفسه بنفسه. ما يحسب للادارة الحالية بقيادة خالد الباتع انها استطاعت ان تبعد الفريق عن الصراعات الادارية والشرفية وان تمسك العصا مع المنتصف وكثيرا ما امسكت شعرة معاوية مع تحرر اللاعبين والاجهزة الفنية والادارية من الشحناء التي كانت الى عهد قريب تلقي بظلالها على الطائي حتى تسببت في رحيل ادارات سابقة دون ان تتمكن من تحقيق الامال بسبب الصراعات والمشاكل التي كانت تفتعل ضدها لاهداف شخصية لاتتعلق بمصلحة الكيان. خطوات قليلة تفصل «صائد الكبار» وتحقيق غايته بانتزاع بطاقة الصعود الى دوري «زين» فقط يحتاج الى الاستمرار على الروح الحالية والاداء الجميل والانطلاقة القوية والانتصارات المستحقة ومساندة الادارة واللاعبين من انصار الفريق الذي يضم عناصر شابة مميزة تستطيع ان تثبت اقدامها في ساحة الابداع، وما الانتصارات السابقة إلا دعم قوي لهذه العناصر التي اكتسبت الثقة وتميزت بالمهارة وتفوقت بهمة الطائي المعروفة التي استمدها من مسماه ومكانته وروحه التي لاتعرف اليأس، وعوده الذي لاينثني امام المنغصات مهما كان حجمها. المرحلة المقبلة او المباريات المتبقية تحتاج الى نفس مختلف عن الذي ظهر به الفريق في مبارياته السابقة ونعني بذلك عدم الاندفاع خلف الشعور بأنه من الممكن الفوز الامر الذي يولد الثقة المفرطة لدى اللاعبين، وكل ما تقدمت الادوار في المسابقة اصبحت التعقيدات اكثر واللقاءات اصعب وهذا يحتاج الى استراتيجية جديدة ابرزها الاستعداد اكثر من اي وقت مضى للفرق والالتفافة اكبر حول الادارة شرفيا وجماهيريا وخوض كل مواجهة على انها نهائي، والايمان الكامل بأن هناك فرقا لديها طموحات كالتي يملكها الطائي، ونظن ان التحضير النفسي أمر مهم للغاية مع الحرص على إبعاد اللاعبين عن اي مؤثرات لاعلاقة لهم بها إنما تستهدف التأثير عليهم وإبعادهم عن هدفهم الأساسي وهو الصعود الى الأضواء الذي يعد مكافأة قيمة لجماهيره الكبيرة.