احتفاء بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لاندلاع الثورة الجزائرية 1954 م، أقامت سفارة الجزائر لدى المملكة بالحي الدبلوماسي بالرياض حفلا ثقافيا بحضور الأمير الدكتور سعود بن سلمان بن محمد آل سعود، وسفراء كل من : تونس، سوريا، لبنان، العراق، فلسطين، جيبوتي، الأردن، القائم بأعمال السفارة الليبية، وجمع غفير من المثقفين والأدباء والأكاديميين والمهتمين بالشأن الثقافي. وقد بدأ الحفل بآيات من القرآن الحكيم ، فبكلمة للأستاذ حمزة سالم رحب فيها بحضور الحفل، مستعرضا الشعر عندما يكون مرآة لصورة الحياة العربية، في أمسية جاءت تعبر أدبا عن الشعب الجزائري من منظور ما صاحبها من دعم عربي على المستويين الحكومي والشعبي. بعد ذلك ألقى السفير الجزائري الأستاذ الدكتور الحبيب آدمي، كلمة رحب فيها بضيوف الأمسية والمشاركين في فعالياتها، مشيدا بالثورة الجزائرية التي كانت منطلقا صلبا لما أعقبها من ثورات، وانتفاضات الرفض لكل أشكال الاستعمار والاستعباد والتبعية والفسخ والمسخ والظلم والعدوان. ومضى د. آدمي قائلا: لقد كنت أعلم من خلال وثائق وكتب أن ثورة الجزائر ضد الاستعمار، كانت محل دعم الأشقاء في المملكة، سياسيا و ماديا وإعلاميا ودبلوماسيا، خصوصا في المحافل الدولية، لكن الأقدار الجميلة التي ساقتني إلى هذا البلد، مكنتي على الوقوف عن كثب على كم كبير من أخبار وشاهدات الذين عايشوا هذه الثورة، وساندوها، بالتعاطف والنصرة حتى البكاء، ومتابعة أخبار انتصاراتها العسكرية، وإنجازاتها الدبلوماسية، وماديا من خلال جمع التبرعات الشعبية في القرى والبوادي والنوادي والمدارس والمجالس. وأوضح د. الحبيب في كلمته دور الجهود الرسمية والتحركات الدبلوماسية والمساعدات المالية والعسكرية، من جميع مختلف أجهزة ومؤسسات الدولة المملكة..مشيرا إلى تزامن الثورة الجزائرية عام 1954 م، مع تولي الملك سعود بن عبدالعزيز ، الذي كان وفياً لميراث والده المؤسس الملك عبدالعزيز – رحمهما الله – الذي أقام الدولة السعودية على بعديها العربي والإسلامي، مما جعل الملك سعود يولي أهمية قصوى لقضية الجزائر، حيث أمر بدفع مئة مليون فرانك فرنسي أيام الثورة، وأمره بدفع مليار فرانك للجزائر المستقلة، مشيدا بمقولة الملك سعود( لستم جزائريين أكثر مني ) وذلك للوفد الجزائري آنذاك، برئاسة جوادي يلقي قصائده رئيس الحكومة المؤقتة فرحات عباس.. إلى جانب ما حققه تفاعل الملك سعود على تفاعل كبير في الأوساط الشعبية في المملكة. ومضى د. آدمي مستعرضا دور الإعلام السعودي في مؤازرة الثورة الجزائرية، بوصفه سلاحا كان حاضرا، مستدلا بموقف الصحافة السعودية منذ عام 1954م، إلى ما بعد الاستقلال الذي يؤيده كم الأخبار والتصريحات والتغطيات الصحفية التي تعكس مدى حضور ثورة الجزائر في الإعلام السعودي، وبما حفل به من متابعة للقضية الجزائرية رغم الإمكانات المحدودة إبان الثورة. واستعرض د. الحبيب في كلمته شاعرية الشعراء السعوديين التي جاءت على غرار شاعرية إخوانهم من سائر البلاد العربية، التي تحركت باتحاه نظم معان جميلة، في قصائد تجاوزت مفهوم الإبداع الموسمي، إلى التعبير عن قضية تجلت فيها خلفيات إنسانية، وعقائدية وقومية غائرة الرسوخ في الذهنية الشعرية السعودية..وما صورته من حماسة الشاعر العربي لقضاياه العربية، مشيدة ببطولاتها ورموزها وقوة التحدي فيها. وقال السفير: كم هو جميل أن يكون بعض من عنيناهم بكلامنا أو أبناؤهم يتصدرون هذا المساء مجلسنا، وكم هو جميل أن نسمع عن محاولات جمع واستقصاء ما كتب من النثر والشعر حول هذه الثورة، ليكون جسر وصل تاريخي من جهة، وتوثيقا للذاكرة الجماعية للشعبين من جهة ثانية. بعد ذلك ألقى الجزائري سليمان جوادي، قصيدة بعنون: إيه يا جزائر، وأخرى بعنوان: كبت مهرتي، فقصيدة :ياشعبنا؛ فألقى سعد البواردي قصيدة بعنوان: ليوم الجزائر: ثم قصيدة لعبدالله بن عبد العزيز بن إدريس عنوانها: صوت من الجزائر؛ أما زاهر بن عواض الألمعي فألقى قصيدتين: موكب المجد، بطولة وفداء: ثم الدكتور عبدالله الوشمي الذي ألقى قصيدة لوالده عنوانها: الجزائر المجاهدة؛ فقصيدتان لميسون أبو بكر: تلك شمس الله، أعطني نأيا أغني؛ثم أعقبها عبدالله العودة العطوي بكلمة استعرض فيها ما قدمه في كتابه( الكفاح الجزائري في الشعر السعودي) تلاه جوادي بقصيدة : ليلاي لاحت. عقب ذلك قام السفير الجزائري بتكريم المشاركين في الأمسية، وعدد من الإعلاميين في الصحافة والإذاعة والتلفزيون، أعقب ذلك حفل عشاء أعد لهذه المناسبة . جانب من الحفل