شهدت باحات المسجد الاقصى المبارك ومناطق عديدة من القدسالمحتلة صباح أمس صدامات ومواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال التي اعتدت عليهم واصابت اكثر من عشرة واعتقلت 14 اخرين على الاقل من ضمنهم القيادي المقدسي حاتم عبدالقادر. وذكرت مصادر الأوقاف الاسلامية في القدس ومؤسسة الاقصى لرعاية الوقف والتراث ان قوة كبيرة من شرطة الاحتلال قامت منذ ساعات الصباح باقتحام باحات المسجد الاقصى واعتدت على المعتكفين داخله، في محاولة لاخراجهم منه بالقوة، مستخدمة قنابل الصوت والغاز والاعيرة المعدنية بكثافة، فيما تصدى لها الاهالي بالحجارة وكل ما وقع بأيديهم. وكانت جهات فلسطينية عدة حذرت من قيام جماعات يهودية باقتحام وتدنيس الأقصى المبارك صباح الأحد لمناسبة ما يسمى "عيد صعود التوراة"، ما دفع بعشرات المواطنين الى الاعتكاف داخل الحرم منذ ساعات ليل السبت - الأحد للتصدي لاي محاولة لاقتحامه. في غضون ذلك شهدت القدسالمحتلة حالة من التوتر اثر قيام قوات الاحتلال باقتحام المسجد، واندلعت صدامات في عدة مناطق خارج أسوار المسجد الاقصى تركزت في حي الجالية الافريقية وعند باب المجلس وحي باب حطة وحارة السعدية وحي السلسلة، وحي راس العامود فيما اعتدت قوات الاحتلال على طلبة مدرسة دار الايتام في البلدة القديمة، بعد أن خرجوا في تظاهرة منددة باستهداف الاقصى، حيث اعتقلت عددا من الطلبة. كما أقدمت قوات الاحتلال على قطع الكهرباء عن مآذن المسجد الاقصى بعد توجيه نداءات من خلالها لأهالي مدينة القدس للدفاع عن المسجد الأقصى، ونصرة المواطنين المحاصرين داخله. وفرضت قوات الاحتلال حصارا مشددا على المسجد الاقصى ومنعت الاهالي من الوصول اليه، غير ان الكثير من الشبان تمكنوا من خرق الحصار والانضمام للمعتكفين داخله، بعد ان اضرموا النار وحطموا كاميرات المراقبة، فيما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات اضافية لاقتحام المسجد في محاولة لإخراج من بداخله ما تسبب في تجدد المواجهات في باحاته. وأقدمت قوات الاحتلال على قطع الكهرباء عن المسجد الاقصى بالاضافة الى تحطيم غرفة الاذان، كما اعتدت بالضرب على طالبات المدارس الداخلية في المسجد الاقصى، وحاولت استخدام السلالم للصعود على المصلى القبلي لمحاصرة المصلين. واعتقلت قوات الاحتلال امس القيادي المقدسي حاتم عبدالقادر الذي اصيب بحالة اختناق اثناء تواجده صباحا في باحات المسجد الاقصى. واتهمت سلطات الاحتلال عبدالقادر بالاخلال بالنظام العام والاعتداء على افراد الشرطة ودعوة متظاهرين الى تنظيم مسيرة احتجاجية. من جانبها اعلنت الحركة الاسلامية في اراضي 48 ان شرطة الاحتلال اعتقلت احد قياديها وهو علي ابو شيخة، الذي سبق واعتقل على خلفية الصدامات التي شهدها المسجد الاقصى قبل نحو شهر. كما اعتقلت المسؤول الاعلامي لمؤسسة الاقصى لحماية الوقف والتراث محمود ابو عطا. واعترفت سلطات الاحتلال باصابة ثلاثة من أفراد شرطتها بجروح طفيفة جراء تعرضهم لإلقاء الحجارة وادخل احدهم الى المستشفى لتلقي العلاج. من جانبها، حذرت رئاسة السلطة من التداعيات الخطيرة التي تحدث في المسجد الأقصى المبارك، وطالبت الحكومة الإسرائيلية بالكف عن إطلاق العنان للجنود والمتطرفين اليهود لانتهاك حرمة المقدسات خاصة المسجد الأقصى المبارك، ووقف كافة الإجراءات الاستفزازية بحق المواطنين في القدس. وقال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة في تصريح لوكالة الانباء الفلسطينية "وفا" إن القدس خط أحمر لا يجوز تجاوزه، وطالب المجتمع الدولي، خاصة الرباعية الدولية بالضغط على الحكومة الإسرائيلية للكف عن هذه الإجراءات التي لا تخدم سوى توتير الأوضاع في المنطقة. وفي القاهرة، كلف وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط سفير مصر في تل أبيب ياسر رضا إجراء اتصالات عاجلة مع المسؤولين الإسرائيليين وقالت ان هذه الاتصالات نجحت في منع تفاقم وتدهور الوضع على اثر اقتحام القوات الإسرائيلية لساحة المسجد الأقصى صباح امس. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي في تصريح صحافي، ان سفير مصر أعرب للجانب الإسرائيلي عن انزعاج مصر البالغ من الوضع الذي تفرضه سلطات الاحتلال، ومطالبة مصر بامتناع الجانب الإسرائيلي عن مثل هذه الممارسات في ضوء تداعياتها شديدة السلبية على الأوضاع في المنطقة. وأوضح المتحدث في هذا السياق أن موضوع القدس يحظى لدى مصر بأولوية متقدمة، مشيرا إلى ضرورة تنبه المجتمع الدولي إلى أن المساس بالأوضاع الخاصة بالقدس عموما وبالحرم الشريف على وجه الخصوص يمكن أن يقود إلى تفجير الأوضاع المتوترة أصلا، وهو ما يتطلب يقظة المجتمع الدولي والأطراف الراعية لجهود تحقيق السلام.