** أسعدتني كثيراً.. مداخلات بعض الأخوة والأخوات الالكترونية حول مقالي المنشور في هذه الصحيفة بالعدد الصادر يوم الاثنين الماضي تحت عنوان (مستقبل يصنعه الأحفاد).. ** لقد ركز المقال على أهمية بناء جيل جديد يبدأ من الروضة.. بتربيته وفتح ذهنه على تسامح عقيدته.. وكذلك على مواطن الخير.. والمحبة.. والوئام.. انطلاقاً من احترام عقله الصغير.. وتنمية الشخصية المستقلة فيه.. ** والذي لم يكن واضحاً لبعض الأخوة والأخوات الأفاضل من المداخلين هو: أن البدء بهذا النمط من التربية والتعليم والتوجيه من هذه المرحلة -كما طالبت- إنما يفترض الاستمرار في بقية المراحل (ابتدائية-متوسطة-وثانوية-وجامعية) حتى نحصل على إنسان جديد.. لا يعاني من العقد والمركبات ومسخ الشخصية.. ومن الازدواجية في التفكير.. ** ولاشك أن ما أثاره البعض بالنسبة لمن يُعلّم هؤلاء الأطفال.. هو مسألة هامة.. لأن صناعة عقول جيل الأحفاد لابد وأن تتم على أيدي أناس صادقي العقيدة.. ومتنوري البصيرة.. وملمين بنظريات التربية والتعليم المتطورة.. ممن لديهم من العمر.. ومن الخبرة.. ومن العقول.. ما يساعد أطفالنا على بناء شخصياتهم وتنمية مهاراتهم والكشف عن مواهبهم.. وصقلها وتوجيهها التوجيه الصحيح.. وبالتالي فإنه لا مكان لخريجي الجامعة وخريجاتها من غير المؤهلين في مرحلة التكوين هذه إذا أردنا لهذا الجيل أن يتحمل راية الريادة في المستقبل.. ** شيء آخر.. كشفته لي تلك المداخلات هو: خوف الناس من تسلل ذوي العقول (المأزومة) إلى رياض الأطفال.. واستمرار خضوعها لنفس المناهج القائمة الآن.. وهم في ذلك على حق.. وإلا فإننا لا نكون قد عالجنا ما نحن نعاني منه الآن.. ** وبالتأكيد.. ** فإن الدعوة إلى تطبيق هذا التوجه مع بدء فتح رياض الأطفال الجديدة حكومية كانت أم أهلية.. لا يعني إهمال الوضع الراهن في العملية التعليمية.. وإنما يعني أن علينا أن نتحرك في الاتجاهين.. ** ففي الوقت الذي نعالج فيه الوضع الحالي بما يستحق.. وما يستوجب.. فإن علينا أن نعمل على المسار الأبعد.. وهو الجيل القادم.. بدءا بمرحلة الروضة حتى يكون البناء سليماً من أساسه.. ** لكن ما لا يجب أن ننساه ونحن نتحدث عن إعادة صياغة العملية التعليمية برمتها.. بدءا بالسياسات ومروراً بالمناهج.. وانتهاء بعقول البشر.. هو مواكبة هذا التغيير.. بتغيير جذري للهيكل الوظيفي.. ولمخصصات المنتمين إلى حقل التعليم المنشودين.. كي نحصل على الكفاءة العالية.. ونطور في أجيالنا قدرتهم على الخلق والابتكار.. ** وعندها فإنه لن يوجد بين أبنائنا من يفهم الجهاد كما تلقنه إياه منظمة القاعدة.. ولن يصعب على أي شاب أن يجد وظيفة لا تسلمه لبطالة قاتلة.. وتقوده إلى الجحيم..&& ×××[][] ضمير مستتر: ** [من السهل أن تبني مستقبل أمة على أسس صحيحة.. ومن الصعب أن تعالج أخطاءها بأسلوب الترميم العقيم..]