هل كان مؤسس نادي الهلال يتوقع قبل نصف قرن عندما توج ناديه بأول بطولة في تاريخه.. بلوغ الهلال هذه المكانة القارية الرفيعة بفوزه مؤخراً بلقب نادي القرن في قارة آسيا؟ وهل تعمد الشيخ عبدالرحمن بن سعيد تأخير إصدار كتابه التوثيقي عن تاريخ نادي الهلال إلى حين حصوله على اللقب القاري المنتظر؟ تساؤلات طموحة طرحناها على «أبي مساعد» وأسئلة تاريخية عن البدايات الزرقاء وأول تشكيل لمجلس إدارة النادي وأسرار تزايد شعبية الهلال وأعضاء شرفه بالإضافة إلى جوانب أخرى تتعلق بمسيرة النادي القاري على مدى 53 عاماً.. فضلاً عن آرائه في ردود الفعل المتباينة وحمله التشكيك في أحقية ناديه باللقب الآسيوي الجديد،وأجابنا عليها بكل رحابة صدر: طموحنا منافسة أندية الغربية ❊ هل كنت تحلم وأنت في حي الظهيرة قبل (53) عاماً عندما أسست الهلال ببلوغ ناديك هذه المكانة الرفيعة في أكبر قارات الأرض؟ - أصدقك القول (لا) فقد كنت على يقين مشوب بالتردد ان يكون الأولمبي (الهلال حالياً) في مستوى أندية المنطقة الغربية والخطاب الذي ألقيته على لاعبي فريقي بعد انقسامنا وخروجنا من الشباب كان فيه شيء من الثقافة الرياضية وقلت فيه: «إننا ننتظر اليوم الذي ننافس فيه أندية المنطقة الغربية وإن شاء الله نكون مثلها أو أحسن» ولازلت أتذكر تلك الكلمات ومازلت احتفظ بهذا الخطاب ضمن وثائقي الرياضية.. فالأمل كان موجوداً ولكن بنسبة ضعيفة وبعدما بدأنا نهزم عمالقة الغربية وننتزع البطولات من أمامهم وجدت لدي القدرة والقوة الهلالية بإذن الله في مقارعة أي ناد وكلي عزيمة واصرار ان يكون لهلالنا مكانته التي يستحقها. واللاعبون الذين ألقيت عليهم ذلك الخطاب خرجوا من الشباب حباً في شخص عبدالرحمن بن سعيد وليس للنادي الجديد فآنذاك لم يكن مسجلاً رسمياً وبالتالي بامكانهم الانتقال لأي ناد يرغبونه غير أنهم آثروا الخروج معي لأنني كنت أساعدهم وأغدق عليهم. لقد كانت البدايات صعبة جداً.. جداً ولا أحد كان يتصور بقاء واستمرار الهلال شامخاً كما هو الآن.. وإن بقي فهو من الفرق الأدنى وليس الوسط ولكن بفضل الله وعونه ثم بالقدرات استطعنا حمايته من الذئاب والتآكل وحفظه من كيد الحاقدين أعاننا الله على بقائه واستمراره. عبدالرحمن بن سعيد: ليلي (أزرق) ونهاري هلالي! رئيس ومدرب وإداري! بجهدي أنا رئيس ومدرب وبدون أي مساعد أو عضو إداري منذ تأسيسه وطيلة سنواته الأولى وفي عام 1381ه حصلت المنطقة الوسطى على حق الرعاية الرسمية من الدولة للأندية وكانت في عام 1380ه مرحلة تجارب مع أندية الغربية بمسابقاتها الثلاث: كأس الملك + كأس ولي العهد + كأس الوطنيين.. وبشروني بخير ان العام القادم سيشهد البطولات الرسمية بدلاً من هذه التجارب.. والحمد لله توجت جهودنا المخلصة بكأس جلالة الملك في أول بطولة على مستوى المملكة عام 1381ه . جماهير الأندية تحولت للهلال وبعد فوزنا بأول كأس للملك في تاريخ المنطقة الوسطى اجتاحت أهالي الرياض فرحة عارمة وكانت نسبة جمهور الشباب آنذاك تصل إلى (80%) بينما أندية الهلال وأهلي الرياض والكوكب والناصرية وفرق أخرى لا تزيد نسبة جمهورها عن (20%) وبعد فوزنا على الوحدة في المباراة النهائية تغيرت النسبة وارتفعت شعبية الهلال إلى نحو (60-70%) وبعد فوزنا بكأس الملك وولي العهد عام 1384ه ارتفعت النسبة إلى (90%) من جماهير الكرة في الوسطى أصبحوا هلاليي الميول وحمدنا الله على هذا النجاح الكبير. وأتذكر آننا هيئنا الفريق بمستوى كبير لبطولتي 1384ه وكان نائبي رئيس تحرير جريدة «الرياض» الأستاذ تركي عبدالله السديري وساعدنا عدد من كبار الشخصيات من الأمراء وعذراً لعدم كشف أسماء اثنين من تلك الشخصيات كانوا متحمسين للفريق وزارونا في النادي ودعمونا ماديا بعد تحقيق الكأس لكن ما استأذنتهم في نشر أسمائهم فهم اليوم من كبار رجالات الدولة وأصبحوا معنيين بالأندية كلها (ما عاد اللي في القلب للهلال)!! أول طائرة خاصة وحين ذهبنا لملاقاة الوحدة على كأس ولي العهد 84ه في جدة رافقنا الأمير طلال بن عبدالعزيز في طائرته الخاصة وهو إحدى الشخصيات الكبيرة التي ذكرت آنفاً أنهم دعموا النادي ومن بينهم الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز -رحمه الله- والأمير فواز بن عبدالعزيز -رحمه الله-. الأمير عبدالرحمن بن سعود يرحمه الله الدعم بدأ 84ه ويؤكد ابن سعيد مرة أخرى ان النادي كان قائماً على دعمه الشخصي ويقول: آنذاك كانت الريالات صعبة جداً ولا أنكر أنني تلقيت بعض المساعدات البسيطة من أعيان الرياض بعد تحقيق البطولة في حدود ألف إلى ألفين ريال اكرامية للاعبين لكن شيئا صريحا وكبيراً ما فيه أبداً. حتى جاء دعم أعضاء الشرف الكبار عام 1384ه وأذكر ان المعلق السابق محمد رمضان -شفاه الله- قال في مقابلة سابقة معه إن (ابن سعيد) كان يدفع من جيبه عن بعض إداريي النادي رسوم عضوية الجمعية العمومية بواقع (50) ريالاً عن كل عضو. ❊ هل نعتبر الأمير طلال بن عبدالعزيز أول عضو شرف دعم نادي الهلال! ❊ لا كان معه خمسة من اخوانه الكرام بمن فيهم الأمير هذلول بن عبدالعزيز هؤلاء هم الذين دعمونا وزاروا النادي عام 1384ه بعدما صنّف ضمن الأبطال الكبار في المملكة مع الاتحاد والوحدة وبداية الأمير طلال -الله يحفظه- مع الهلال كانت في أواخر 83ه ودعمنا. ليلي أزرق ❊ كيف تلقيت نبأ حصول الهلال على لقب نادي القرن الآسيوي ومن أبلغك به؟ - عن طريق الأخ سلمان العنقري بين الساعة الثامنة والتاسعة صباحاً وللمعلومية النوم لا يأتيني إلاّ بعد الساعة الخامسة صباحاً بعد أدائي صلاة الفجر ويعلم الله ان ليلي يمضي في هواجيس كلها تدور حول الهلال منذ ان دخلت المستشفى مريضاً لأول مرة قبل عدة أعوام.. وحين استيقظ مع آذان الظهر أصلي الظهر والعصر جمعاً لأنني متعب ومريض.. والقلب لم يعد يسعفني لأداء الصلاة مرتين.. معاناتي المرضية لا يعلمها إلاّ الله. فطوال الليل يظل الهلال محور تفكيري وهاجسي الأول والأخير خوفاً عليه من التصدع لأنني أرى اليوم الجو العام غير صحي والنظرة للآخرين اختلفت وتبدلت الحال وتغيرت النفوس خلاف ما كنا نعهده في وسطنا الرياضي في الماضي من وجه جميل لمظاهر الروح الرياضية والاحترام والتقدير السائد بين الجميع.. وأصبح قائماً اليوم على مظاهر الغش والخداع والتدليس بل أصيبت البشر بأمراض جراء ما يقال عنها من هراء وأكاذيب واساءات على الملأ وعبر القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة دون أن تجد من يلجمها أو يردعها مع الأسف الشديد!! من يحمي رموز الرياضة؟! تصور أحدهم يظهر في قناة فضائية ويشتم شخصية رائدة عرفت بتضحياتها ويتبجح بكلام غير مقبول ويصر على رأيه في شخص مؤسس الرياضة بمدينة الرياض ورأس أربعة أندية وأسس ثلاثة أندية توجه له الإساءات البالغة وتتكرر أكثر من مرة وسط صمت رعاية الشباب المعنية بحماية رواد ورموز الحركة الرياضية في البلد من عبث مثل هؤلاء.. واتساءل: أينها منهم؟! الكابتن مبارك عبدالكريم يرفع كأس ولي العهد محمولاً على كتف زميله زين العابدين ويظهر من اليسار: كندا، سلطان مناحي، سعيد بن يحيى في ملعب الصبان بجدة 1384ه الهلال ظُلم كثيراً وعوداً إلى موضوع حصول الهلال على لقب نادي القرن الآسيوي أقول الحمد لله على هذا الإنجاز الذي جاء رادعاً لكل من شكك في جدارة الهلال بهذا اللقب غير المسبوق. وحين أقول ردعاً لهم فذاك لأننا ظُلمنا والهلال ظلم والتصريحات الأخيرة لرئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام أشكره عليها حين كشف ان فئة من الصحافيين السعوديين لاحقوه في كل مكان معترضين على منح الهلال اللقب على حساب فريق يوكوهاما الياباني أيعقل هذا؟! وأتساءل أين الوطنية.. ومن يعاقب مثل هؤلاء الذين اساؤوا لنا لدى رئيس الاتحاد الآسيوي؟! والمضحك في هذا الصدد أن مسؤول الاتحاد الدولي منصور عبدالله أكد في حديثه للقناة الرياضية ان الهلال يتقدم على منافسه الياباني بثلاث بطولات آسيوية ومع ذلك لم يسلم من اتصالات الصحافيين إياهم وقوله لهم: «انتم سعوديون.. كيف تقولون هذا الكلام.. أنا انشق رأسي حين سمعت إعلامي سعودي يحدثني بهذا الأسلوب»!! هل هذا كلام يقال خارج الحدود؟! ولكل هؤلاء البائسين أقول: «اصمتوا.. فنحن نعرف حقيقة حقدكم الدفين.. وندرك أهداف ما تكتبون.. لكنني اتساءل: أين وطنيتكم»؟! لا أقابل الإساءة بالشكوى لقد واجهت في مشواري الرياضي الطويل العديد من الإساءات بيد أنني لم اكترث لها ولا أسعى لإلحاق الأذى بمصادرها قضائياً.. فمثل سعود عبدالعزيز الصرامي عندما تكلم بأن عبدالرحمن بن سعيد ساحر ومشعوذ وأنه تقدم به العمر ولم يعد يحسن التصرف والكلام ونشرت في جريدته.. ثم في جلسة من الجلسات قال: «أبروح اعتذر لمؤسس الهلال.. لكنني في المقابل قلت لو جاء إلي فلن يدخل بيتي». وامتداداً لذلك تحدث معي اثنان من قيادات الهلال - غير ظاهرين للرأي العام - متخصصين في القانون وبارعين في المحاماة ،الأول يحمل درجة بروفيسور ،والآخر دكتوراه وطلبا مني إعطائهما وكالة شرعية - خطية - لرفع دعوى باسمي ضده لدى المحكمة الشرعية لأن مثل هذا الكلام لا يُقال عن مسلم.. وفي الجرائد ، فشكرتهما على مشاعرهما الطيبة وقلت لهما: «أنا لا أرد على أحد.. أنا أكبر من مثل هذه الإساءات.. أرجوكم دعوا هذا الموضوع». كما أنه كتب في أحد الأيام ان «ابن سعيد» سيصدر كتابه.. وطالب النصراويين بالاسراع في إجراءات لايقاف إصداره عن طريق وزارة الإعلام ورعاية الشباب وبعثوا بخطاب للإعلام ولرعاية الشباب وكان مصيرهما إلى سلة المهملات!! اثنان من كبار شرفيي الهلال لا أستطيع البوح باسميهما لم أسيء للنصر في حياتي وأنا هنا اتساءل: هل سبق ان اسأت لنادي النصر في يوم من الأيام.. وللمعلومية وللتاريخ أنا عالجت مشكلة إدارية داخل أروقة نادي النصر قبل 48 عاماً ولا أحد يعرف عنها حتى يومنا هذا! والقصة تعود إلى سنة 1382ه ووقتها كنت في رعاية الشباب وعضواً في اللجنة العليا للرياضة في المنطقة الوسطى ورئيسها حمد الصالح وأعضاؤها الآخرون محمد الصايغ -رحمه الله- والملازم أول منصور العيدان مندوباً عن الشرطة وعبدالعزيز بن عسكر ممثلاً للبلدية.. كنا أربعة أعضاء مسؤولين عن الرياضة في الوسطى ومثلنا لجنتين في المنطقتين الغربية والشرقية. وفحوى المشكلة النصراوية خلاف إداري نشأ بين رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن سعود -الله يرحمه- وأمين الصندوق عبدالله عمران حول صرفيات وحينما تفاقم الخلاف كلفتني رعاية الشباب بخطاب رقم (39) وتاريخ 1382/11/22ه موقع من رئيس اللجنة «حمد الصالح» للنظر في المشكلة ورفع تقرير بشأنها.. فتحدثت في البداية مع الأمير عبدالرحمن -رحمه الله- وقلت له: «فيه مشكلة أمين الصندوق» فأجاب: «صحيح وسمعت بأنهم كلفوك بعلاجها فارجوك الحضور بمقر النادي». وكان موقعه آنذاك بشارع الخزان وذهبت وقابلت الأمير عبدالرحمن وقال مطالبنا ان يخلصنا من نفسه وحساب النادي إذا كان فيه شيء يسلمنا إياه مدعماً ببيان تفصيلي بالمصروفات. بادرت بالاتصال بالطرف الآخر «أمين الصندوق» ودعوته للاجتماع به داخل مقر النصر وطلبت منه اطلاعي على سجلات المصروفات فوافق وتحدثت معه بكلمات طيبة تصب في مصلحة النصر وأتذكر أنني قلت له: ترى هذا ناديك والأمير عبدالرحمن مثل أخيك الأكبر حتى وان اخطأ وانت عضو مجلس إدارة وأمين صندوق محب للنصر وهمك كله النصر والأمير عبدالرحمن ما راح يتكلم على شخص نصراوي.. مستحيل إلاّ عند حدوث خطأ فأطلعني على التفاصيل الخاصة بالمصروفات. فقام باطلاعي عليها والحق يقال لم أجد أي ملاحظة سلبية في سجل المصروفات وكل العمليات نفذت بطريقة سليمة من قبل أمين الصندوق عبدالله عمران ولا أعلم ما هو الحاصل في الأنفس لينشأ هذا الخلاف؟ تحدثت مرة أخرى مع الأمير عبدالرحمن وقلت له: يا طويل العمر ترى ما لقيت شيء يخدش تاريخ الرجل معكم أو يسيء لاسمه لكن أنا ابطلب منك طلب طالما تدخلت للاصلاح بينكما بحيث ينتهي الموضوع بتركه ما له.. وما عليه ويسلم لكم ما بقي لديه إن وجد ويعد محضر استلام بينكم وبينه وأنت تتسامح وينتهي الموضوع باستقالته. فوافق الأمير عبدالرحمن -رحمه الله- وحمدت الله حين أُعد المحضر وأرسل إليّ فأشرت عليه برفعه لرئيس اللجنة الرياضية تمهيداً لعرضه على معالي وزير العمل آنذاك عبدالرحمن أبا الخيل وعالجت الإشكال. أين كتاب الهلال؟ كتاب مؤسس الهلال التوثيقي لتاريخ ناديه تأخر صدوره كثيراً.. فهل تعمدت ذلك لإضافة الإنجاز القاري الأخير؟ - أبداً لم يكن تفكيري الفوز بهذا اللقب.. والكتاب جاهز ومكتمل وكنت سأقدمه لشخص عزيز عليّ من الصحافيين الكبار وأطلب منه تكملة اختيار الصور المناسبة لمحتوياته. وعموماً الكتاب جاهز من المقدمة إلى نهاية ومدون فيه جميع البطولات وما حققه الهلال من انتصارات لكن الأحداث تتسابق والمسابقات تتعدد وهذا ما يجعلني حريص على إضافة المزيد من المعلومات عن الهلال. وفي الوقت ذاته أعددته ليتزامن موعد صدوره مع اليوبيل الذهبي للنادي غير ان حالتي الصحية في الوقت الراهن و(الشحنة) والكلام وضيق النفس هو ما يجعل عملية التوثيق الأخير تسير ببطء برغم وجود موظف لدي خصيصاً لإدخال كل تلك المعلومات والبيانات أولاً بأول في الحاسب الآلي وكل ما يتعلق بالهلال محفوظ. مؤسس نادي القرن يطلع الزميل فهد الدوس على مسودة كتابه التاريخي عن الهلال