يرتبط تاريخ نادي القرن في قارة آسيا بمؤسسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (85 عاماً) بأولويات تاريخية في طليعتها أولى بطولاته ال 50 التي حققها الهلال قبل (50) عاماً في نهائي كأس الملك أمام الوحدة بملعب الصايغ بالرياض يوم 20/8/1381ه وبعد مضي (31) عاماً على ذلك الانجاز غير المسبوق على مستوى المنطقة الوسطى باعتباره أول بطولة كبرى على مستوى المملكة تحرزها أندية العاصمة.. عاد التاريخ الأزرق ليرتبط بوثاق أكثر قوة ومتانة بمؤسس «الزعيم» وليسطر أولوية تاريخية جديدة للشيخ عبدالرحمن بن سعيد في عقده السابع «متعه الله بالصحة والعمر المديد» وهو يقود الهلال إبان فترة رئاسته الثالثة والأخيرة عام 1412ه للفوز بأول بطولة آسيوية في تاريخ الهلال والأندية السعودية.. وكانت عودة (أبو مساعد) لرئاسة ناديه للمرة الأخيرة بعد 20 عاماً تقريباً من تركه كرسي الرئاسة لينصفه التاريخ الهلالي بانجاز قاري غير مسبوق إذ تزامت عودة «شيخ الرياضيين» مع تحقيق (فارس الجزيرة) أول بطولة آسيوية في تاريخه مساء الأحد 16/6/1412ه على أرض قطر الشقيقة وأمام فريق الاستقلال الإيراني الذي أطاح به الهلال بركلات الترجيح (3/2) بعد تعادل الفريقين (1/1) في الوقت الأصلي والشوطين الإضافيين وسجل للزعيم في تلك الملحمة التاريخية نجومه الكبار حسين الحبشي ويوسف الثنيان ويوسف جازع ورأس البعثة الهلالية في تلك البطولة الخالدة الإداري الناجح والقيادي الرائع الأمير خالد بن محمد و تقلد شارة الكبتنية المدافع المحنك منصور الأحمد أول لاعب هلالي يتوج بكأس قاري فيما درب الفريق البرازيلي سيدنهو. نجم الهلال السابق صفوق التمياط يهبط من الطائرة وفي يده كأس أول بطولة آسيوية لنادي القرن 1412ه غير أن الملاحظ في الآونة الأخيرة وتحديداً في اعقاب حفل تكريم الهلال في لندن لحصوله على لقب نادي القرن الآسيوي.. وقوع بعض الإعلاميين بجانب عدد من الأصوات الهلالية في خطأ كبير بنسب هذا الانجاز التاريخي الأول من نوعه لرئيس آخر غير الشيخ عبدالرحمن بن سعيد وهو ما دفعنا للتوجه لمؤسس نادي القرن ورائد الحركة التأسيسية للرياضة في المنطقة الوسطى لمعرفة رأيه في هذه المغالطات التاريخية. أسفي على من ضلل الرأي العام ونسب بطولتي الآسيوية لغيري (أبوردون) فاجأني استهل مؤسس نادي الهلال ورئيسه عام 1412ه حديثه التصحيحي قائلاً: ترأست مجلس إدارة النادي لمدة عامين بطلب من أعضاء الشرف من أصحاب السمو الأمراء والمعالي والسعادة.. أولئك الرجال الذين حضروا في مقر النادي مساء 23/9/1410ه وفي جلسة حدث فيها جدل واسع في أعقاب استقالة الأمير عبدالله بن سعد (رحمه الله) وطالب المجتمعون بعودتي فرفضت وبعد مناقشات حادة ومطولة رفض الجميع من الأمراء تولي رئاسة النادي في تلك الحقبة وكانت الجلسة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير هذلول بن عبدالعزيز «شفاه الله وعافاه وإطال في عمره» وطلب سموه من الكثير من الأعضاء الأمراء والآخرين ترشيح نفسه فرفض الجميع. «أبو ردون» فاجأني أمام أعضاء الشرف.. والوليد بن طلال دعمني بقوة وعندئذ بادر أحد الحاضرين وهو عضو الشرف الأخ «عبدالله أبوردون» إلى القول: «أنا أرى أن يكلف عبدالرحمن بن سعيد برئاسة النادي في هذا الوقت العسير لخبرته وتجاربه الطويلة». فرجعوا إليَّ ورفضت.. ولكن بطلبات ملحة من العزيز علينا جميعاً الأمير هذلول وأيضاً أعضاء الشرف الذين لهم مكانة خاصة في القلب وأحبهم كثيراً ومن ضمنهم الأمير الوليد بن طلال طلب مني مع الحاح الأمراء وعلى رأسهم الأمير هذلول بقبول مهمة الرئاسة وتأكيده - أي الأمير الوليد - بدعمي مادياً لكل متطلبات النادي حتى وإن كثرت راجياً موافقتي على طلب الأخوان المجتمعين من أعضاء الشرف. ضوئية لخطاب الأمير الوليد بن طلال لرئيس الهلال عبدالرحمن بن سعيد بتبرع سموه ب (1.200.000) ريال للاعبين الذين حققوا بطولات عام 1412ه إدارة الدكاترة أمام ذلك قبلت رئاسة النادي ليس من أجل الدعم المادي الذي وعدني به سموه ولكن لحبي ولتقديرهم لي شخصياً وفي هذا الوقت العصيب.. سأقوم بالمهمة على الوجه الأكمل بعون الله وتوفيقه. والحمد لله شكلت إدارة لم يشكل مثلها من قبلي ضمت أربعة أعضاء هلاليين ورياضيين يحملون شهادة الدكتوراه ويتبوأون مناصب حكومية على مستوى رفيع. وفيما بعد فوجئ أعضاء الشرف بالأسماء التي قدمتها كأعضاء لمجلس الإدارة الجديد و من خيرة رجالات الدولة والمجتمع وهم: وكيل وزارة التخطيط الأستاذ محمد مفتي نائباً للرئيس، د. خالد الخلف عضواً، د. حمد المرزوقي عضواً، د. إبراهيم الجوير عضواً، د. إبراهيم البابطين عضواً، إضافة إلى الأستاذ يوسف القبلان الذي يحمل شهادة الماجستير بجانب محمد المفتي. وقد شكرني الجميع على اختياري لهؤلاء الأعضاء وعقدت الجمعية العمومية مساء الجمعة 20/10/1410ه. مؤسس نادي الهلال يتحدث للزميل فهد الدوس الحرب عطلت طموحاتنا لكن المفاجأة الكبرى حدوث غزو الكويت الشقيقة وقيام حرب الخليج مما لم ييسر للإدارة الهلالية الجديدة الاستمرار رغم أنها بذلت ما في وسعها لكن الحدث كان أكبر مما كان متوقعاً برغم تعيين إدارة مساندة للمجلس وذلك لأول مرة في تاريخ الأندية السعودية. الوليد بن طلال دعمني بقوة وقد أوفى صاحب لسمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بما وعد به من دعم مادي قوي ونجح النادي بجهود إدارته في تحقيق سبع بطولات مختلفة على مستوى المملكة والخليج وآسيا وهي: 1 - بطولة الأندية الآسيوية ال 11 لأبطال الدوري. 2 - بطولة المملكة لكرة القدم على مستوى درجة الشباب. 3 - بطولة الخليج لكرة السلة على مستوى الفريق الأول. 4 - بطولة المملكة لشباب الدوري الممتاز لكرة السلة. 5 - بطولة المملكة للناشئين في التايكوندو. 6 - بطولة المملكة للكاراتيه للكبار. 7 - بطولة الخليج للنشاط الثقافي. أضخم مكافأة ولا أنسى المكافأة السخية التي قدمها الأمير الوليد بن طلال لأفراد الفرق السبعة التي حققت تلك البطولات وبلغ اجمالي ذلك التبرع الكريم من سموه مليون ومائتي ألف ريال نصفها مكافأة الأبطال الذين قادوا الهلال لتحقيق أول بطولة آسيوية في عهد إدارتي. وكنا نطمح أكثر من تلك البطولات السبع غير أن الإدارة لم تستقر للعمل الذي يستحقه النادي فحصل الغزو الغاشم للكويت الشقيقة في منتصف السنة التي كنا نخطط فيها للمستقبل ونضع الاستراتيجية المناسبة للإدارات المقبلة.. وحقيقة هذه الحرب أخذت منا أكثر من عضو متمكن انشغلو في مهام حكومية خاصة أثناء الحرب.. مما جعل الهلال لا يستقر على تمارين ومباريات متواصلة بسبب تلك الظروف الصعبة وهذا ما جعله لا يحصل على بطولة الدوري أو الكأس في تلك الفترة ولكنه عوض بهذه البطولات وخاصة بالعاب أخرى.. و لكن يكفيني شرفاً أنني حصلت على أول بطولة آسيوية في تاريخ النادي، وبعد عامين كاملين تقدمت باستقالتي من منصبي ومعي أسرة المجلس فعقدت الجمعية العمومية مساء السبت 17/10/1412ه وأختير مجلس إدارة جديد. الأمير عبدالله بن سعد (رحمه الله) وفهودي وبينهما درع بطولة شباب المملكة لموسم 1412ه ويظهر نجل مؤسس الهلال اللاعب فهد عبدالرحمن بن سعيد (الأول من اليسار وقوفاً) عبدالله بن سعد اختار الخليجية وبالمناسبة سأذكر شيئاً لم يسبق لي الحديث عنه من قبل.. زرت يوماً من الأيام الأمير عبدالله بن سعد (غفر الله له) في مكتبه ببرج الفيصلية وبصحبتي الأخ أحمد البقعاوي الموظف بالنادي ليوصلني بمعرفته لمكتب سموه.. وذهبنا وبعد استقبال حار طلبت منه الحضور غداً للنادي وقد حضر أيضاً الأمير خالد بن محمد المتواجد الدائم في النادي والمحب والداعم المعنوي لكل إدارة.. وحضر الأميران الجلسة التي عقدناها في اليوم التالي بحضور الأمراء بندر بن محمد ونواف بن محمد وسعود الثنيان ودار حديثنا حول إعدد الفريق للبطولتين اللتين ستقام في الأيام المقبلة.. والآسيوية في قطر والخليجية في سلطنة عمان. وخلال المناقشة طلبت من الأمير عبدالله أن يرأس بعثة الفريق إلى البطولة الآسيوية ومن الأمير خالد بن محمد رئاسة الفريق للبطولة الخليجية لكن الأمير عبدالله بن سعد فضل الذهاب مع الفريق للبطولة الخليجية وقلت له: أنا لا أمانع لكن لنأخذ رأي الأمير خالد بن محمد، وكما هي عادة سموه التجاوب مع النادي في أي طلب.. وافق على طلبي والحمد لله ذهب الأمير عبدالله أولاً ولم يوفق الفريق في الحصول على البطولة الخليجية وقدمنا الشكر للأمير عبدالله (رحمه الله). وبعدها سافر الأمير خالد بن محمد مع مجموعة الفريق للبطولة الآسيوية بقطر وفزنا بأول كأس آسيوي يناله فريق سعودي. أبحث عن الحقائق.. وتاريخ الهلال يمرض ولا يموت لكن أسفي لمن كان يجيب على الأسئلة المطروحة بأنهم سافروا ولعبوا وذكر أن رئيس النادي - إبان البطولة - كان الأمير عبدالله بن سعد (رحمه الله) وهو من يستحق لكن لا بد من اعطاء الحقوق إلى أهلها فأنا رئيس النادي في تلك الحقبة وحصلت على أول بطولة آسيوية وهذا الدليل الذي قدم فيه سمو الأمير الوليد بن طلال الدعم الكبير للاعبين والإداريين والمدربين الذين حققوا البطولات السبع بما فيها البطولة الآسيوية. وهذا تاريخ لا يموت ولكنه يمرض وارجو الله الا يمرض من قالها!! وأنا أسامحه ولكنني أبحث عن الحقائق التاريخية. تجربة مغايرة * أبو مساعد دعني أسألك كيف وجدت تجربتك الرئاسية الأخيرة للنادي (1410 - 1412ه) مقارنة بالفترة التأسيسية الأول حتى عام 1384ه ثم الفترة الثانية حتى مطلع التسعينيات الهجرية.. وأقصد المتغيرات الإدارية؟! - تجربتي الأخيرة علمتني أشياء كثيرة لكنني لم أبح بشيء في ذلك الوقت لأن ما سأقوله يحزن ولم أكن أتوقع أن أسمعه في يوم من الأيام من أي محب لنادي الهلال وخاصة لي شخصياً بعد هذا العنا والشقاء طوال (64) عاماً عمري في الميدان الرياضي خلاف العمر وسني اليوم 85 عاماً. أنا أعلم وكل الناس أن النادي بدون بطولة كروية في سنة أو سنتين مؤكدا أن الملل والاحباط سيصيب جماهير النادي.. ولكن إذا كان الشخص مطلوباً وبالحاح شديد من محبين ومن القيادات الكبرى في النادي.. هل يرفض مثل هذا المطلب؟! مع أنني أعرف أنني لست رئيساً سأعمل كما كنت - رئيساً - في السنوات الماضية.. أولاً: لكبر السن.. ثانياً: للظروف التي حدثت وأقصد حرب الخليج.. ثالثاً: إذا كنت وصيف البطل مع الفرق الفائزة فالوصيف كالبطل ونهاية حظوظ أما الكلمة التي قيلت لي (مرتين) وجرحت مشاعري فلا يمكن لي نسيانها بعد كل هذه التضحيات والعطاءات الرياضية في مشواري الطويل. * الأولى صدرت من أحد المشجعين وكان قابعاً في المنصة خلف المقاعد الأمامية لمسؤولي كرة القدم.. سمعت منه كلمة اعتبرها (مسيئة) في حقي ومكانتي الرياضية وكمؤسس للنادي عندما حضرت للملعب لمتابعة أحد التمارين القوية وجلست بجانب اللاعبين وإذا بالشخص نفسه في المنصة يتفوه بعبارة نابية لا استحقها منه وأترفع عن ذكرها وقائلها عموماً يعرف نفسه جيداً. ابني دفع الثمن وفي المرة الأخرى نفس الشخص تلفظ ضدي بكلمة نابية مماثلة صدرت منه في موقف آخر. إذ كان ابني (فهد) محباً للكرة ولاعباً هلالياً مستقبله جيد في الكرة ومطلوب من المدربين والإداريين.. وحدث في مباراة نهائية على مستوى درجة الشباب بين الهلال والنصر أن أشركه مدربه بديلاً لأحد اللاعبين وقام الرجل الذي تلفظ علي في المرة السابقة وكان حاضراً هذه المباراة ليقول لمن حوله: «هذا يلعب بالوساطة» ويقصد ابني فهد. ومع كلمته المدوية التي لا تحمد عقباها.. حصل الهلال على ضربة جزاء وكان سامي الجابر في درجة الشباب مع الابن فهد وطلب ابني من سامي تسديدها فرد عليه سامي.. بل أنت تسدد بشكل جيد.. وبالفعل تصدى لها الابن فهد بنجاح وسجل هدفاً توج الهلال على إثره بالبطولة وعمره آنذاك لا يتعدى (17) عاماً. وأنا حقيقة أغضبتني هذه الكلمة وتركت ابني فهد يعيش فرحته بالبطولة ليومين ثم طلبت منه ضرورة ترك النادي والتركيز على دراسته وتخييره بين السفر لاكمال دراسته في الخارج أو التفرغ للدراسة هنا والزواج فطلب مني معرفة سبب ذلك فلم أطلعه على الحقيقة وطلب مني الأمير خالد بن محمد «حفظه الله» وكان مسؤولاً عن الفرق السنية السماح لفهد باكمال الموسم معهم فقلت له: يا أمير محبته عامرة في القلب لكن أسمح لي فقراري اتخذته ولن أتراجع عنه وبالفعل استجاب لطلبي وإن شاء الله مستقبله العلمي أفضل. وحقيقة ضحيت بستقبل ابني فهد الكروي عندما سمعت تلك الكلمات المسيئة وغير المقبولة بحق مؤسس لنادي علماً أن من قالها رجل مثقف للأسف ومدير مدرسة ويعرف نفسه جيداًَ ولم أكن أرغب الكشف عن هذا الموقف وما ترتب عليه من أضرار أبرزها تضحيتي بمستقبل ابني - فهد - الكروي ولعل الأمير خالد بن محمد بعدما كشفت هذا السر لأول مرة يعذرني ويسامحني لانني قلت له في يوم من الأيام (لا) ولم أكن أود قولها لأنه شخص غال وعزيز على نفسي.