نظم كرسي بحث الإعاقة السمعية وزراعة السماعات (رشد) وقسم الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب بجامعة الملك سعود ندوة بعنوان: (الجينات وضعف السمع) وذلك يوم الخميس الماضي بمستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي. وناقشت الندوة الجديد في علم السمعيات بالنسبة للاطفال من تشخيص وتأهيل بحضور البروفيسور الالماني باتمر من جامعة هانوفر التي تحوي اكبر مركز لزراعة القوقعة في العالم حيث يتم في المركز زراعة 400 قوقعة سنويا وهي ماتعادل منطقة الشرق الاوسط بأكملها ، بالإضافة الى مشاركة عدد من المحاضرين والاطباء في الداخل . وأشار المشرف على الكرسي الدكتور عبدالرحمن حجر في تصريح ل"الرياض" بأن هذه الندوة من الندوات التي يعدها الكرسي ونحرص من خلالها على زيادة الثقافة النوعية لدى الاطباء والاخصائيين في الإعاقة السمعية ، كما نهدف الى التواصل مع المتخصصين في الاعاقة السمعية في كل مستشفيات المملكة لايصال المعلومات الصحيحة والدقيقة لافراد المجتمع فهدفنا واحد ، فنحن نأمل ان يكون عملنا كفريق وليس باجتهادات شخصية ، وقد اخترنا افضل المتحدثين العالميين في هذا المجال بدعم من الجامعة ، كما اننا عن طريق الكرسي نسعى الى توعية المجتمع حول الاعاقه السمعية ، تعريفها وطرق علاجها . ونوه الدكتور حجر بأن الاعاقة السمعية تعتبر من اعلى الاعاقات على مستوى العالم ان لم تكن الاولى. المشاركون في الندوة وبحسب الدراسات السابقة التي عملت في المملكة فإن الاعاقة السمعية في المملكة تفوق في نسبتها الدول الاخرى ، حيث بينت احدى الدراسات ان 15% ممن هم دون الثامنة عشرة يعانون من اعاقات سمعية وهي نسبة عالية جدا . واشار المشرف على كرسي رشد بأن معدل الاصابة بالاعاقة السمعية عالميا هي حالة مقابل الف مولود يعاني من ضعف شديد في السمع وقد يحتاج الى زراعة قوقعة . وعن اسباب عدم وجود دراسة حديثة في المملكة قال حجر اننا نفتقد ابسط الاشياء وهي اكتشاف هذه الحالات مبكرا فكل الدول المتقدمة احست بخطورة هذه المشكلة واستحدثوا برنامجا للكشف المبكر لذلك ، فكل الدراسات اثبتت ان الاكتشاف المبكر لمشاكل السمع يوفر على الدولة مبالغ كبيرة في علاج هذه الحالات ويمكن ان تحل هذه المشكلة لدينا في المملكة عبر المسح السمعي للمواليد ويمكننا من خلالها معرفة عدد الحالات وافضل الطرق لعلاجها كما انه سيوفر مبالغ كبيرة على الدولة في الاعاقة السمعية . واستشهد الدكتور عبدالرحمن بأن الطالب الأصم يكلف الدولة مليونا ونصفا حتى ينهي مرحلته الثانوية بينما لو تم اكتشافه مبكراً دون سن الخامسة وتم اجراء عملية زراعة قوقعة له والتي لاتتجاوز تكلفتها 150 الف ريال فإنه سيكون انسانا طبيعيا بلا اعاقه ، مشيراً بأن الطالب الأصم بعد انتهاء مرحلته الثانوية لن يجد فرصة وظيفية بسهولة ولن يجد جامعة تقبل به . وطالب الدكتور حجر عبر " الرياض" المسؤولين بإقرار الكشف المبكر للسمع لدى المواليد وقال بأن هناك دولا تنبهت لذلك بتوفير مبالغ كبيرة عبر اقرار الكشف المبكر وعمل زراعة القوقعة لمن يكتشف لديه اعاقة ، واضاف العالم يعاني من مشاكل في اجراء عمليات زراعة القوقعةة وعدم وجود متخصصين ونحن في المملكة نعاني العكس وهو عدم اكتشاف الحالات مبكرا. وأوضح الدكتور عبدالرحمن الى انه قد تم اجراء عدد من عمليات زراعة القوقعة لمن اصيب بالصمم سواء منذ الولادة او جراء الاصابة بحادث وتمكنوا ولله الحمد من السمع مرة أخرى والاستمتاع بحياتهم بشكل طبيعي ، منوها الى جهل كثير من الناس بمشكلة السمع وقال بأنها مقدمة على مشاكل البصر كما ذكر ذلك في القرآن الكريم ، وذلك لأهميته. وأشار الى وجود مشكلة كبيرة في عمليات زراعة القوقعة وقال بأنها تتمثل في جهل كثير من الأطباء لها ولدينا شواهد لعدد من الحالات التي تم اجراء عمليات الزراعة لهم بعد ان ابلغوهم عن عدم وجود علاج لحالاتهم ، فهذه التقنية لم تعرف في منطقة الشرق الاوسط الا قبل خمسة عشر عاما وعلى استحياء ايضا فهي تقنية صعبة . وعن اماكن اجرائها قال د.حجر بأن الوقت الحالي لايتم زراعتها سوى في مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي وكانت في السابق تعمل في مستشفى الملك فيصل التخصصي ، كاشفاً على ان هناك توجها كبيرا لدعم هذا الامر من قبل جامعة الملك سعود بعد ان تم الالتقاء بخادم الحرمين الشريفين حفظه الله . وقال نحن نعتبر الان اكبر مركز لزراعة القوقعة في الشرق الاوسط ، مضيفاً بأن المملكة بحاجة الى عشرين مركزا لزراعة القوقعة.