مع انتشار فيروس ما يعرف بانفلونزا الخنازير بات من الطبيعي أن نرى بعض التغيرات في حياتنا اليومية، فالبعض أصبح لا يستغني عن ارتداء الكمامات في الأماكن العامة لا سيما في الأماكن المكتظة بالناس، بل ان البعض صار يجعل الخروج مقتصرا على الأماكن الضرورية، ولما كانت صالونات التجميل ضرورية للكثيرات من النساء قصدت "الرياض"عددا منها لترى مدى التزام أصحابها بتعليمات أمانة منطقة الرياض ولتستطلع آراء السيدات.. تعليمات الامانة مشددة في البداية تؤكد المشرفة العامة على الوحدة النسائية بأمانة منطقة الرياض الدكتورة ليلى بنت عبدالعزيز الهلالي ل"الرياض" أن تعليمات الأمانة تقتضي أن تقوم جميع المشاغل النسائية بتعقيم المكان وكذلك الأدوات المستخدمة لدى كل مشغل نسائي، مبينة أن هناك تشديد على المالكات وجميع العاملات في المشاغل بالالتزام بالاشتراطات الصحية الضرورية والتي يتم التفتيش عليها من وقت لآخر من قبل مراقبات الأمانة للتأكد من تطبيقها كما يجب، وقالت الهلالي: نحن ملتزمون بتطبيق الشروط الصحية على جميع المحلات والأماكن النسائية المعنية منذ قيام الوحدة وقبل أن تنتشر أنفلونزا الخنازير من خلال الجولات التفتيشية أو توزيع البروشورات التوعوية. وأشارت إلى أنه في حال عدم التزام أي منشأة نسائية من مشاغل وغيرها بالضوابط والشروط الصحية يتم تطبيق عقوبات مقررة في النظام على تلك المواقع والمنشأة وملاكها، مبينة أن الوحدة لا تملك حق منع الازدحام في المشاغل النسائية حيث إنها غير مخولة في منع النساء من زيارة المشغل الذي يرغبن الاستفادة من خدماته. القلق بين المظهر والخوف وفي جولة على عدد من المشاغل النسائية لاحظنا أن السيدات يرتدن صالونات التجميل بحذر ويقفن بين حب الجمال والحفاظ على حسن المنظر وبين القلق من الإصابة بالعدوى، أما أصحاب هذه الصالونات ومديراتها فيحاولن قدر الإمكان الالتزام بشروط الصحة العامة حفاظا على مصدر رزقهن وسمعة صالوناتهن، لكن معظمهن لا يدرج الكمامة ضمن هذه الشروط. ولاحظنا وجود المعقمات في مختلف زوايا الصالون النسائي وصاحبات الصالون يتأكدن باستمرار من تعقيم أيدي الموظفات، إلا أن كثيرا من الصالونات لا تستعمل فيها الكمامات بحجة أنها تعيق العمل وتسبب حرجا للموظفات أمام السيدات اللائي يرتدن الصالون .. وليست الكمامات الشيء الوحيد الغائب، فقد لوحظ في أحد هذه الصالونات التي تهتم بتقليم الأظفار أن الموظفات يعملن بلا قفازات ولا يلتزمن بشروط التعقيم وينتقلن من سيدة إلى أخرى من دون غسل اليدين. وترى حصة عبدالرحمن صاحبة أحد الصالونات في شرق الرياض أن الأمر ليس بهذه الخطورة وأن أنفلونزا الخنازير لا تعني نهاية حياتنا والجلوس في المنزل فكل ما يتطلبه الأمر بعض المعرفة عن المرض ومن ثم اتباع الإرشادات اللازمة، مضيفة أن بلدية الروضة عممت ضرورة اتخاذ بعض التدابير الوقائية لمنع انتشار المرض والحفاظ على الصحة العامة، ولكننا وبصراحة لا نستطيع التقيد بهذه التدابير مائة في المائة. وقالت: نحن نلتزم وحتى قبل تعميم البلدية بوضع المعقمات وبارتداء القفازات في حال استدعى الأمر ولكن وضع الكمامات مشكلة كبيرة تعيق عملنا، يصعب علينا التقيد بها تماما، نضعها أحيانا ولكن ليس طوال الوقت. وعما يتردد عن تراجع إقبال السيدات على الصالونات خوفا من أنفلونزا الخنازير أكدت نورة الزامل صاحبة مشغل آخر أنها لم تلاحظ أي تغير وأن السيدات يعتبرن الصالون مكانا مهما بالنسبة إليهن مثله مثل الاسواق والمطعم ولا تسأل عن تعقيم أيدي الموظفات أو وضع الكمامات ، فهن يثقن بنا ولاسيما أننا نعلق الشهادات الصحية للفحوصات التي تجريها موظفاتنا كل ستة أشهر، وقالت منذ بداية انتشار المرض أحضرت مطويات وشرحت لموظفاتي الأمر ودربتهن على بعض العادات وعلى بعض الإرشادات وأراقبهن باستمرار لتنفيذ هذه الإرشادات. وفي الإطار نفسه رأت ندى الجوفي مديرة صالون نسائي آخر أن أي صالون تجميلي يجب أن يراعي باستمرار شروط الصحة العامة سواء مع وجود مرض معد مثل أنفلونزا الخنازير أو عدمه، مضيفة: نحن نقابل في النهار عشرات النساء فيجب أن نعقم الأدوات باستمرار وأن نضع القفازات إلا أننا لم نكن نضع الكمامات، أما اليوم وبعد تعميم البلدية فنضعها باستمرار. من جانبها لم تخف أم سعود قلقها من الإصابة بالمرض في صالونات التجميل، لكنها تحاول أن تكون حذرة فتتأكد من تعقيم يدي الموظفة و الأدوات التي ستستعملها كما أنها تطلب من الموظفات وضع القفازات والكمامات وتحاول قدر الإمكان تخفيف زياراتها. وفي الإطار نفسه ترى سارة محمد (موظفة) أنها لا تستطيع أن تجلس في المنزل وتنتظر اختفاء المرض فهي تزور الصالون بصورة دورية رغم ملاحظتها تراجع الإقبال. بدورها تعبر عواطف خالد (متقاعدة) عن خوفها الشديد من الإصابة، ولكنها ترى في الوقت ذاته أن ارتيادها صالونات التجميل أمر ضروري لاسيما أنها امرأة اجتماعية.