ثقافة التعاطي مع الحوادث في مجتمعنا أيا كانت تلك الحوادث مرورية وسرقة منازل أوحتى الدخول في عراك مع الآخرين نتيجة استفزاز أو حتى سوء تفاهم ، تختلف صيغ تعاطيها من فكر إلى آخر .. قلة منا من يحسن التصرف ويعي أبجديات الإنقاذ والوقوف على عمليات الإسعاف حتى يصل بالمصابين إلى مرحلة السلامة ، ثلة من ضعاف النفوس من يستغل أقدار الآخرين المأساوية في الحوادث فيتوقف لالتقاط صور للمصابين بأجهزة هواتفهم بلا دنى إنسانية أو حتى رادع من ضمير وخاصة إذا كان في الحوادث أجساد أنثوية أسكتها الموت ولم تستطع العباءة أن تستر ماتبقى من أشلائها ، هاجس تناقل الوسائط الهاتفية في المجالس أصبح هوسا يعتري البعض للبحث عن المزيد وبثها عن طريق المواقع الالكترونية التي تبحث عن كل ماهو جديد، ثلة من الآخرين من احترفوا السرقة ونشل المصابين فاقدي الوعي وخاصة أثناء الحوادث المرورية بالذات ونشل أوراقهم وإثباتاتهم واستخدام بطاقاتهم الائتمانية قبل أن يتذكر المصاب اذا كان من الأحياء أن لدية بطاقات مفقودة !! فهل نتخيل هذا النمط من التفكير المنسلخ من كل معاني الإنسانية ؟ للأسف إنه موجود.. إحدى الأخوات تتحدث بألم عن تعرض أسرتها لحادث انقلاب سيارة على طريق صحراوي بين مدينة وأخرى وتقول أثناء إفاقتي بعد الانقلاب وجدت سيارة تقف بالقرب منا وينادي صاحب السيارة على أي شخص من المصابين تقول إن من حسن حظي أن آلام الإصابة لم تجعلني استطيع أن أرد علية وعندما تأكد أن الجميع مغمى عليهم ولا يستطيعون الحراك اخذ جميع المحافظ الموجودة في حقائبنا وهرب بدون أن يقوم بإنقاذنا وانا مذهولة من المنظر ، وشاب آخر تعرض لحادث في احد الطرق في وسط المدينة افقده وعيه عندما حضر أهله إلى مكان الحادث لم يجدوا محفظته وبطاقات عملة لان السارق كان أسرع من الهلال الأحمر ودوريات المرور . إن مثل هؤلاء الذين يتصيدون مصائب الناس ويتكسبون من مال حرام اجتث من دماء حرمت ، عليهم أن يراعوا الله في قبح جرمهم وأن يفيقوا من غفلة المعصية وان يعيدوا لكل مصاب ماسلب منه، كما أن الأجهزة المعنية بالتعامل مع الحوادث كهيئة الهلال الأحمر وإسعاف المستشفيات والدوريات المرورية أن تدخل في برامجها التوعوية للمجتمع هذا الجانب المهم في توعية الناس بالمحافظة على ممتلكات المصابين وصيانة أعراضهم والتشديد على معاقبة كل من تسول له نفسه باستغلال تلك الحوادث وتصويرها بما يخدش حياة المصابين .. سائلين للجميع الأمن والسلامة..