كثيراً ما نشاهد التجمهر عند وقوع الحوادث المرورية، حيث أصبحت هذه الظاهرة تدل على وجود الحوادث قبل مشاهدة الحادث، وما أن يرى السائق أشخاصاً يتجمعون وسيارات متوقفة، إلاّ ويدرك أن هناك أمر ماء قد وقع على هذا الطريق ورغم تحذيرات الجهات الأمنية بعدم التجمهر لمافيه مخالفة صريحة لقواعد السير، ويعتبر مخالفة نظامية، فالبعض يرى أن هذه العادة هي من باب النخوة والفزعة والشهامة، حيث من العيب كما تجري العادات القبلية أن يذهب المرء وهو يشاهد من هم بحاجته فلا يقدم لهم أي مساعدة والبعض الآخر يرى أن هذه الظاهرة ماهي إلاّ فضول وتعيق وصول سيارات الهلال الأحمر والدوريات لموقع الحادث. حول هذه الظاهرة تحدث ل" الرياض" المواطن "مبارك عبدالله آل فاضل"، وقال: إن هذه الظاهرة تعتبر ظاهرة غير حضارية يجب مواجهتها بتكثيف التوعية من خلال وسائل الإعلام والغرامة التي تحقق الردع لمثل هذه السلوك، أما المواطن "عبدالله ناصر السلوم" فقال: إن المرء عندما يشاهد الحادث لا يستطيع تجاوزه حتى لا يتهم بالتقصير وعدم المساعدة في إنقاذ الضحايا مع إن هذه الظاهرة مقلقة؛ نظراً لخطورتها على المجتمع وسلامته. إلى ذلك تحدث المواطن "هادي القحطاني"، وقال: إن من الناس أشخاص يهرعون إلى مكان الحادث من أجل المساعدة أو الإنقاذ وآخرين كنوع من الفضول أو حب الاستطلاع، وهذا الأمر بالطبع يعرض حياتهم وحياة غيرهم لخطر الحوادث بمجيء سيارة أخرى مسرعة من الخلف ويحدث مالا يحمد عقباه؛ فتصبح المصيبة مصيبتين. ويرى "عبدالله اليامي" -موظف إسعاف وطوارئ- فقال إن حسنة التجمهر الوحيدة هو الاتصال بمراكز الهلال الأحمر والدوريات الأمنية للإبلاغ عن الحادث لحظة وقوعه ومكانه، كما لا ننكر جهود المارة في عملية الإنقاذ قبل وصول سيارات الإسعاف، أو في إطفاء الحرائق التي تنتج عن بعض الحوادث. ويخالفه الرأي "علي محمد العجمي" -من الهلال الأحمر-، وقال: هناك آثار سلبية لهذا التجمهر، ومنها وفاة شخص مصاب بسبب الاختناق من آثار هذا التجمهر، أو اقتحام سيارة أخرى مسرعة مكان الحادث، أو يتم تحريك المصاب فتتضاعف الإصابة. يذكر أن مخالفة التجمهر مرورياً 150 ريالاً في حدها الأدنى، ويحق لرجل المرور تسجيل مخالفة لأي متجمهر، خاصة إذا كان سبباً في إعاقة وصول سيارات الهلال الأحمر.