استنفدت وزارتا التربية والتعليم والصحة طيلة الأيام الماضية كافة الجهود لتجهيز المدارس وتدريب العاملين فيها على طرق التوعية والوقاية من وباء أنفلونزا الخنازير، ليؤدي الطلاب من أول يوم نشاطهم الدراسي في جو صحي خال من الشوائب بإذن الله، لكن هناك أمر بحاجة إلى اهتمام أكبر، وهو وسيلة نقل الطلاب إلى مدارسهم (الحافلات)، بما يبدد مخاوف الطلاب وأولياء أمورهم، والاستمرار في نقل أبنائهم بواسطة الحافلات مع توفير كافة الخطوات الاحترازية والوقائية فيها. الباصات على وضعها الحالي تعد الناقل الأول للمرض، إلا إذا وضع بداخلها وسائل وقائية كالمعقمات وغيرها، وذلك لأن كثافة أعداد الطلاب الموجودين داخله وطول فترة مكوثهم مع بعضهم البعض، سواء في حضورهم للمدرسة أو انصرافهم منها من شأنه أن يجعل انتشار العدوى بينهم حاضرا لا سمح الله. "الرياض" رصدت آراء بعض أولياء أمور الطلاب حول إمكانية نقل أبنائهم على باص المدارس من عدمه، ويقول سالم الشمري(ولي أمر طالب):لن أتردد في نقل ابني بالباص، وكل ما نأمله أن يكون هناك اهتمام أكثر من قبل إدارات المدارس بتوفير المعقمات للطلاب والطالبات قبل صعودهم إلى الباص، مشيراً إلى أن الباصات تعتبر من مسببات نقل العدوى، ولكن هذا لا يعني نشر الخوف في نفوس الأسر، وامتناعهم من نقل أبنائهم بواسطة الباص، وإنما المطلوب تعزيز ثقافة الوعي واستخدام المعقمات والبعد عن الأماكن المزدحمة. من جهته طالب حمدان اليامي (ولي أمر طالب) وزارتي التربية والتعليم والصحة بتوفير مسؤول صحي بداية كل يوم دراسي ليطلع على وضع الطلاب الصحي، مطالبا أن توفر وسائل صحية داخل الباصات من معقمات وأدوات تنظيف، وإجبار الطلاب على لبس الكمامات، لكي يطمئن أولياء أمورهم على حالهم داخل تلك الباصات. ويذكر الطالب رائد الزهراني أن والده لم يوافق على نقله بالباص لهذا العام، معللا أن ذلك يعود إلى عدم وجود ما يطمئنه، ولكن بعد أن تابع استعدادات المدارس لمواجهة أنفلونزا الخنازير عدل عن قراره. وأمام هذه الآراء وغيرها فإن على مديري المدارس طمأنة أولياء أمور الطلاب بالاحترازات والجهود المبذولة بهذا الشأن لكي لا يستمر قلقهم، فيصرفون نظرهم عن الباصات، مما يجعل شوارع المدن الكبرى خاصة تعيش في الساعة السابعة صباحا من كل يوم دراسي ضيقا إلى ضيق!.