مع أول أيام العام الدراسي الجديد لطالبات المرحلة المتوسطة والثانوية قررت العديد من المدارس إلغاء الطابور الصباحي الذي وجد قبولاً لدى الطالبات كما، فاجأت بعض المدارس الطالبات بإغلاق المقاصف للتقليل من التزاحم والتجمعات الأمر الذي ترتب عليه اعتماد الطالبات على الوجبات المنزلية. كما أكدت مجموعة من التربويات ل"الرياض" أن اليوم الأول من أيام الفصل الدراسي الأول مر بسلام بعد تخوف بالغ من حدوث حالة من الهلع أو التوتر والقلق من قبل أولياء الأمور على أبنائهم، ولفتن إلى أنهم كانوا متعاونين مع الهيئة الإدارية الخاصة بكل مدرسة مع ملاحظة تهيئتهم الواضحة لأبنائهم وتوعيتهم بأهمية وضع الكمامات وإحضار المعقمات معهم إلى المدرسة، هذا بخلاف الورش والمحاضرات المكثفة التي حرصت على تنظيمها إدارات المدارس، بالإضافة إلى تعليق وتوزيع المنشورات الخاصة بتوعية الطالبات وإرشادهن تحت إشراف عدد من التربويات والإداريات، أما فيما يتعلق بنسبة الغياب المتوقعة مع أول يوم لاسيما بعد انتشار فيروس «H1N1» حول العالم، فأشارت بعضهن إلى أنها كبيرة جداً، ولم تذكر أياً من النماذج التي تحدثت ل (الرياض) عن الاشتباه في حالات مصابة بأنفلونزا الخنازير بين الطالبات في مدارسهن، سوى حالة لمعلمة في مدرسة ثانوية بشرق الرياض تأكدت أصابتها بالفيروس مع أبنائها وترقد حاليا بالمستشفى لحين تلقيها كامل المضادات والأدوية حتى شفائها. تعاون أولياء الأمور وقالت المساعدة حمدة العنزي في الثانوية 107 في حي المعيزيلة شرق الرياض إن أولياء الأمور كانوا متعاونين جداً خلال اليوم الأول من الدوام المدرسي، من خلال اهتمامهم الواضح بالاطلاع على التدابير الوقائية التي وفرتها المدرسة، هذا بخلاف الإجراءات الأخرى التي نظمتها المشرفات، ومنها كما تفيد «أقمنا عرضاً مفصلاً عن الأنفلونزا المستجدة وضحنا من خلاله كافة التفاصيل المهمة والمتعلقة بتعريف المرض وأعراضه وطرق الوقاية منه، وحرصنا كذلك على قيام الطالبات أنفسهن بتمثيل إجراءات النظافة وكيفية استخدام المعقمات بطريقة مستمرة تحت إشراف موجهات ومشرفات المدرسة».. وفيما يخص نسبة الغياب التي لم يتم تحديدها بشكل دقيق تشير المساعدة العنزي بأنها بسيطة وتكاد لا تذكر (عدد طالبات المدرسة 280 طالبة) وحرصنا في اليوم الأول على الأنشطة التوعوية وتفريق التجمعات في وقت الاستراح. نسبة غياب مرتفعة من جانبها كشفت مديرة ثانوية الزهراء الأستاذة نورة القحطاني أن نسبة حضور الطالبات إلى المدرسة لم تتجاوز ال 35% فقط، مما يعني أن نسبة الغياب تجاوزت النصف في اليوم الأول من الدوام الرسمي، وتعتقد القحطاني بأن السبب قد يعود إلى ممارسة الطالبات لعادة الغياب في اليوم الأول وأنها ليست مرتبطة بمرض أنفلونزا الخنازير. وفي سياق متصل أوضحت القحطاني أن ثانوية الزهراء كغيرها من المدارس عمدت إلى تخصيص غرفة للعزل في حال اكتشاف حالة مصابة بأنفلونزا «H1N1» وحينها لن يسمح لها بالدوام مجدداً إلى المدرسة إلا بإحضار تقرير طبي يثبت عدم صحة الاشتباه بالإصابة بالمرض، وتم توزيع عدد من «البروشورات» مع توضيح إجراءات السلامة التي طُبعت خلف جدول كل طالبة، فضلاً عن تعليق الملصقات الكبيرة داخل الصفوف وعلى جدران ممرات المدرسة، متابعة بقولها «ترصدنا الحالة الصحية لكل طالبة، ومن اشتبهنا في إصابتها بأي نوع من الأنفلونزا العادية أو الزكام أو السعال حولناها إلى الممرضة على الفور لقياس درجة حرارتها، ورغم ذلك لم يتم اكتشاف أية حالة مصابة بأنفلونزا الخنازير حتى الساعة في مدرستنا والحمد لله ». منع التجمعات من جانبها كشفت مديرة ثانوية بحي النهضة (فضلت عدم ذكر اسمها) أن إحدى معلمات الثانوية قد تغيبت الأسبوع الماضي وأرسلت لنا اليوم (أمس السبت) تبلغنا بأنها ترقد حاليا في المستشفى مع أبنائها بعد تأكيد إصابتها وأبنائها بأنفلونزا h1n1 ونحن في الإدارة ننتظر أن ترسل لنا تقريراً بالحالة المرضية لنرفعه لمكتب التوجيه والإشراف بشرق الرياض، وأكدت على أن المدرسة أجرت عدداً من المحاضرات للمعلمات قبل بدء الدوام المدرسي بأسبوع لتعريفهم بالمرض وطرق توعية الطالبات والتعامل معهن في هذا الشأن. وشددت على اهتمام الثانوية البالغ في منع حدوث التجمعات الاعتيادية (عدد الطالبات 767 طالبة) وبالتالي تم العمل على إغلاق المقصف وإلغاء الطابور الصباحي، وتفصل قائلةك: "أخبرنا أولياء أمور الطالبات بوجوب إحضار طعام البنات الخاص من البيت، الأمر الذي سيستمر على هذا الحال حتى إشعار آخر للتقليل قدر الإمكان من التجمعات التي تشكل بيئة خصبة لنقل العدوى بين الطالبات، وفضلاً عن المعقمات والمسحات الطبية التي وفرتها المدرسة داخل الصفوف، طلبنا من أولياء الأمور كذلك أن يعطوا بناتهم معقمات تحوي على 60 إلى 70% من الكحول كحدٍ أدنى ". وتختم بقولها "إن عملية التوعية لا تقتصر عادة على الطريقة الجماعية في تلقي المحاضرات حول أنفلونزا الخنازير وإنما أصبحت فرادية بفصل كل طالبة عن الأخرى داخل الفصل وتعليمها بشكل مباشر على طريقة استخدام المعقمات وغسل اليد واستخدام المناديل عند العطس واللجوء للمعلمة عند الإحساس بالتعب، مع التأكيد على استخدام الكمامات طول فترة تواجدهن في المدرسة. كشف فوري للحرارة «رغم تغيب 50 % من عدد الطالبات إلا أن الوضع في المتوسطة 136 بحي الخليج طبيعي ولا يدعو للقلق والتوتر» .. بهذه الكلمات بادرتنا الأستاذة شما الحويل مديرة المتوسطة التي أكدت بأن المدرسة اتخذت إجراءات صارمة لتوخي وجود أية حالة مرضية في المدرسة من خلال الكشف الفوري لدرجة حرارة كل طالبة تدخل بوابة المدرسة قبل دخولها للفصل الدراسي الخاص بها، وقد اكتشفنا حالة طالبة لمسنا لديها خمولاً ووهناً فقسنا درجة حرارتها وكانت فوق المعتاد وقمنا بالاتصال بأهلها الذين حضروا لأخذها، وما لاحظناه كذلك مدى تفهم الأهالي وحرصهم على توعية أبنائهم في البيت قبل دخول المدرسة، فقد جاء عدد كبير من الطالبات واضعات الكمامات الوقائية على وجوههن، وفي حوزتهن معقماتهن الخاصة، وكن حريصات كل الحرص على الابتعاد عن الأماكن المكدسة بالطالبات، مما سهل علينا عملية الإرشاد والتوعية التي استكملناها بدورنا كتربويين.