(ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) تلك الحياة سريعة أيامها قلبتها فوجدتها تنبينا مابين أفراح تطير قلوبنا من حسنها وكآبه وأنينا هذه حال الدنيا لاتدوم على حال .... يرن هاتفي النقال لأستقبل مكالمة الزميل السفير من الناحية الأخرى يسألني بنبرة ملؤها الحزن عن صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن محمد بن نواف وعما إذا كان خبر وفاته صحيحاً ، لم يكن لدي معلومة عما استفسر عنه الزميل وتمنيت وقتها لو يكون الخبر غير ذلك ، شريط سريع يمر في مخيلتي عن وقع الصدمة وحجم المصاب ... إنه فلذة الكبد لوالديه أعظم الله لهم الأجر والمثوبة وكما قال الشاعر : " من أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض " ،ولكن قطع التفكير في حقيقة الخبر بيان الديوان الملكي بنعي سموه فتمثلت قول المتنبي : طوى الجزيرة حتى جاءني خبر فزعت فيه بآمالي إلى الكذب حتى إذا لم يدع لي صدقه أملا شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي وتذكرت بأن هذه أقدار الله ماضية ولا نملك امامها الا التسليم والرضا. يخفف من لوعة الأسى الإيمان العميق بالله والصبر على قضائه ذلك الذي ظهر على صاحب السمو الملكي الأمير محمد عند استقباله المعزين ، ولا نملك إلا أن نقول كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم" إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يامنصور لمحزونون" ، رحم الله الأمير منصور وأسكنه فسيح جناته وأحسن الله عزاء والديه وأشقاءه وشقيقاته والأسرة الكريمة. وإنا لله وإنا إليه لراجعون . * وزير مفوض بوزارة الخارجية