قال الشيخ نداء بن عبد الرحمن العضياني إمام وخطيب جامع سموه الكريم بعفيف والداعية في وزارة الشؤون الإسلامية، إن خبر وفاة الأمير المحبوب وولي العهد الدؤوب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، لقد هز مشاعري، وأضج مضجعي، وأقلق أحاسيسي، مضيفاً إن موت سموه الكريم -رحمه الله- مصيبة كبرى على جميع المسلمين، وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا ولي عهدنا لمحزونون فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم اغفر له وارحمه برحمتك الواسعة، اللهم اعف عنه، وأكرم نزله، وارفع مقامه في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، يا ذا الجلال والإكرام. وتابع الشيخ العضياني: أحسن الله عزاءك يا ملكنا المحبوب ويا خادم الحرمين، في وفاة ولي عهدنا وأخيك الأمير سلطان رحمه الله رحمة واسعة، وجبر مصابك وأفرغ عليك الصبر والثبات، وأحسن الله عزاء جميع إخوانه وأبنائه وعائلته الكريمة في وفاته رحمه الله، وإنني أرجو الله تعالى أن لا يضيع لسموه الكريم ما قدمه من مآثر طيبة وأعمال حميدة وأفعال كريمة. وقال الشيخ الداعية نداء العضياني إن سموه -رحمه الله- كان له دور كبير في مساعدة الفقراء والمساكين، وأضاف:" حيثُ عايشت منها، سداد ديون عن الضعفاء والمعوزين، ومن بناء مساجد ودور تحفيظ، ومن بناء مساكن للمحتاجين وعلاج للمرضى والمصابين، أعمال كثيرة وأفعال بر جليلة قدمها رحمه الله في حياته، ومن ذلك تقدمت إلى سموه الكريم طلبا لتوسعة جامعه المبارك بمحافظة عفيف، والذي قام ببنائه عام 1398ه، فطلبت من سموه الكريم قبل موته بسنة أن يتكرم بتوسعته وترميمه للمصلين لحاجة الجامع إلى ذلك، فوافق مباشرة رحمه الله وتبرع بمبلغ 6.800000 ريال، وتم الاتفاق مع مؤسسة أهلية للقيام بذلك، ولازال العمل مستمرا وعلى الانتهاء قريبا إن شاء الله تعالى. وأضاف: أسأل الله تعالى أن يجعل ما قدمه سموه من أعمال جليلة وأفعال خير حميدة، في ميزان أعماله وسجل حسناته، وأن يبلغه ذلك، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، وأن يتقبله منه إنه سميع مجيب، ورحم الله ولي العهد الأمير سلطان رحمة واسعة، لقد كان نعم الأمير، ونعم الرجل، ونعم الصاحب والوزير، ونعم ولي العهد ،كان رحمه الله سباقا للخير، شجاعا في الخير، فاعلا للخير، مؤازرا للخير، معينا للخير، محبا للخير، والكل يذكر ذلك عنه، ويعرفه عنه، ويحفظه له، بل الكل يحبه ويجلّه ويدعو له، وأنتم شهود الله في أرضه، والله تعالى إذا أحب عبدا وضع له القبول في الأرض، والله إذا أحب عبدا ابتلاه، ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يلقى الله وما عليه ذنب، فأرجو الله تعالى أن يكون هذا المرض والبلاء الذي نزل بسموه الكريم تكفيرا لسيئاته ومغفرة لذنوبه، ورفعة في درجاته، وأن يلقى الله بلا ذنب إن ربي سميع الدعاء. وتابع الشيخ العضياني: ومن المبشرات أن سموه الكريم قدم صدقات كثيرة، وقد قال صلى الله عليه وسلم:(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية، أو علم ينتفع به) وسموه الكريم رحمه الله قدم صدقات جارية كثيرة، فأسأل الله تعالى أن يتقبلها منه، ويجري أجرها له دائما، وينتفع بذلك بعد موته إن الله سميع الدعاء، وأسأل الله تعالى أن يجزيه عن الإسلام والمسلمين وعن مليكه ووطنه وشعبه خير الجزاء وأكمله وأوفاه.