** دعونا نكنْ صادقين مع أنفسنا.. ** وصرحاء مع بعضنا البعض.. ** وأن نعترف بأننا نعيش –في مجتمعنا- مشكلة كبيرة.. ** مشكلة انقسام..تتهدد نسيجنا الاجتماعي المتحد بالتفكك والانشطار على نفسه.. ** ودعوني أسألكم سؤالاً واحداً.. ** كيف قضيتم العيد.؟! ** هل اجتمعت الأسرة بكاملها..لتتبادل التهاني..لتعزيز ترابطها..لتجسيد تلاحمها..لتؤكد أن الزمن رغم مشاغله..ومشاكله..لم يباعد بينكم..وان مثل هذه المناسبة كفيلة بأن تصل بعضكم ببعض..على المحبة والصفاء.؟ ** أسأل وأنا أعرف أن الكثير من الأسر لم تلتق مع بعضها البعض..كما هو عهد الآباء والأجداد.. ولاسيما في مثل هذه المناسبة.. ** وهو عهد كان فيه الجميع على درجة قصوى من المحبة..والترابط..والتآخي..ولم تكن بينهم مثل هذه الفواصل..والموانع..والمتاريس التي نشهدها الآن.. ** ويكفي للدلالة على فظاعة ما يحدث..أن أذكر أن الأخ لا يعرف أبناء أخيه..والأخت لا تعرف أقاربها وأنسباءها..وأفراد أسرتها.. ** والسبب في ذلك هو: ** استحكام ظلام الخوف..ووساوس الشيطان داخل عقولنا..وفهمنا للعلاقات الأسرية بصورة مختلفة..بصورة متأزمة..بصورة مريضة.. ** لقد كانت الأسرة بكاملها..تجتمع صبيحة العيد..في بيت كبير العائلة..تتناول الإفطار.. وتتغدى..وتتعشى..وتتناول أجمل الأحاديث..وأصدق الأماني والتطلعات بروح صافية وعقول نظيفة..وبمحبة لا توصف..ولا تقارن بثمن.. ** أما اليوم.. ** فإن كل واحد فينا..أبعد ما يكون عن الآخر.. ** ولا أبالغ إذا قلت إن الكثير من الآباء والأبناء والإخوة والأخوات لم يلتقوا حتى في العيد..لماذا.؟ ** لأن منطق الحلال والحرام..قد حل محل مفهوم الأسرة..مفهوم العلاقات الإنسانية الحميمة..مفهوم الأخوة الصادقة..والنفوس الصافية..والأجواء الإنسانية المثالية.. ** وبكل ثقة..استطيع أن أؤكد أن القيم والأخلاقيات التي كانت سائدة داخل كل أسرة إلى وقت قريب كانت أقوى..وأعظم..وأمتن..وأنظف مما هو سائد اليوم في ظل بعض النظرات التي أورثتنا الفرقة والتباعد..وغلَّقت عقولنا ونفوسنا بالكثير من المحاذير والشكوك غير المبررة..وقطعت أواصرنا.. وجعلتنا أبعد ما نكون عن بعضنا البعض..حتى إنه لم يعد يوجد بيت واحد لا يعاني من هذه الفرقة والانقسام.. ** فكيف نتحدث عن وحدة وطنية.. ** ونحن عاجزون عن تحقيق الوحدة والتجانس والحب داخل كل أسرة.؟! *** ضمير مستتر: **(الخلط الشديد بين التدين والتشدد..فرقنا وقضى على روابطنا الإنسانية الحميمة).