تشهد مدينة الرياض نهضة عمرانية ومشاريع إستراتيجية على مستوى القطاعين الخاص والحكومي، ولا شك أن هذه المشاريع لها فائدة عظيمة تجعل العاصمة متميزة ومزدهرة، ولكن لها سلبيات على المواطنين "جيران المشروع" وتختلف درجتها بحسب حجم الضرر. "الرياض" قامت بجولة بالقرب من المشاريع العملاقة والمشاريع الخاصة وأخذت آراء بعض المواطنين الذين يعيشون معاناة لا تنتهي حتى يكتمل البناء. في البداية تحدث وليد أبو محمد قائلا: لا يختلف اثنان على أهمية النهضة العمرانية في عاصمتنا الحبيبة ولكن يجب أن تؤخذ راحة المواطنين بالحسبان، وأن تتم مراعاة ظروفهم، فمن غير المعقول أن يستمر العمل في المشروع (24) ساعة، هذا تجنٍ كبير على راحة المواطن، كيف أعود لمنزلي بعد عناء يوم عمل ثم لا أجد الراحة والهدوء وسط الأصوات المزعجة للمعدات، هذا إلى جانب تجمع العمالة في الحي مما قد يشكل خطرا امنيا. وأضاف وليد انه يجب أن يكون هناك تنظيم في أعمال المقاولات وبناء المشاريع من خلال تحديد أوقات العمل، بالإضافة إلى إيجاد جهات رقابية محايدة تقوم بزيارة كل المشاريع الضخمة والصغيرة لمتابعة سلبيات وايجابيات كل مشروع. من جانبه تحدث احمد العبيد قائلا: لا فرق بين إزعاج مشروع ناطحة سحاب ومشروع فله سكنية، لأن العمالة التي تعمل ومعداتها تسلب الراحة مني ومن أسرتي، مضيفا: لماذا لا يكون هناك تنظيم لهذه المشاريع؟، فيجب أن يشترط عند توقيع أي عقد أوقات معينة للعمل، إلى جانب عدم التسبب في إزعاج الجيران ومضايقتهم في منازلهم أو حتى في الشارع من خلال الحواجز أو ترك مخلفات البناء التي لا تستطيع سيارة النظافة نقلها. وقال العبيد انه يعاني من إزعاج الأعمال في مشروع عمارة سكنية بالقرب من منزله، حيث تبدأ العمالة بالعمل بعد صلاة الفجر مباشرة، مما يسبب له كابوساً على حد قوله فأسرته لا تستطيع النوم وخصوصا الأطفال الذين ترعبهم أصوات المعدات الثقيلة. من جانبه قال المواطن موسى المالكي : المشاريع تكثر في أحياء الرياض، ويختلف الضرر بحسب كل مشروع، ولكن في اعتقادي أن الضرر المشترك لكل المشاريع هو عدم تحديد موعد محدد للعمل، مضيفا انه للأسف توجد عمالة متخلفة تعمل بهذه المشاريع وسط غياب كامل للجهات الرقابية. فيما اعتبر المواطن خالد السليم ان عدم تنسيق أعمال المشاريع أمر غير مبرر، على اعتبار ان مراعاة ظروف ساكني الأحياء المقام عليها تلك المشاريع لم تتم، وهو ما يسبب تعباً نفسياً كبيراً لكل قاطني الحي، داعيا الجهات المسؤولة إلى مراعاة الوضع النفسي للسكان، ولو عن طريق إشعارهم حتى يستطيعوا أن يرتبوا أمورهم على هذا الأساس، مضيفا: لا شك نحن سعيدون بكل مشروع يشيد على ارض بلادنا الحبيبة، لكن عتبنا هو على الآثار المترتبة على طول أمد هذه المشاريع، وبشكل أصبح مزعجاً لنا ولأسرنا. أما المواطن عبدا لله الغامدي فيرى ان كل مشروع يقام على أي منطقة هو أمر يبعث على السعادة ويدل على متانة اقتصاد بلادنا، فضلا عن النظرة المستقبلية التي تعيشها مدننا الكبيرة في ظل قيادتنا الرشيدة، أما فيما يتعلق بالسلبيات، فيرى الغامدي أن عدم وجود جهة تنفيذية تقف على المشاريع وتراقبها، وتدرس السبل الكفيلة بخلق بيئة عمل مريحة للعمال وفي نفس الوقت الأهالي، بحيث أن لا يكون هناك تعارض في الأهداف وبعيدا عن إزعاج أي طرف للآخر. أوقات العمل عشوائية في المشاريع مما تتسبب في إزعاج المواطنين (عدسة -بدر الحرابي) من جانبه أكد مقاول يعمل في مجال عمارة المساكن أن شدة الحرارة التي تعيشها العاصمة جعلت العمالة تختار ساعات الصباح الأولى للعمل حتى لا تؤثر حرارة الطقس عليهم، ولإنجاز عملهم على الوجه المطلوب. وعن تذمر سكان الإحياء من الإزعاج الذي تحدثه أعمال البناء قال:"المقاول مرتبط بعقد ومن الصعب أن نتحمل شرطاً جزائياً، ولا يوجد أي مكان في العالم لديهم أعمال بناء لا تتسبب بإزعاج، لذلك متى وجدت القوانين وشروط جديدة فمن المؤكد ان كل المقاولين سيلتزمون بها".