تأخرالشباب السعودي عن الزواج إلى ما بعد سن الثلاثين يكاد ان يصبح ظاهرة في السنوات الأخيرة، فكثير منهم يورد حججا واهية وضعيفة للخروج من مأزق تكرار إلحاح الوالدين أو تساؤل الأقرباء أو حتى زملاء وأصدقاء أي منهم عن موعد زواجه، فالشاب دائمايضع غلاء المهور وعدم توفر المال العائق الأكبر في طريقه كما يجعله المخرج الأمثل لمأزق تلك التساؤلات، رغم ان مصاريف سفر ذلك الشاب خارجيا في خمس مرات فقط تكفي لتغطية تكاليف زواجه. فمعظم الشباب يرون أنهم لا يزالون صغارا على سن الزواج حتى وان تجاوزوا الثلاثين ، وأن الوقت لايزال مبكرا قبل ان يدخل في حياة الجد والمسؤولية وتكوين الأسرة. تأخير الزواج له مخاطر كبيرة ولتأخير الزواج مخاطر نفسية وجسدية كبيرة على الشاب حيث أكد الشيخ احمد الصالح إمام وخطيب جامع محمد الرشيد بالمجمعة ان عدم إشباع الغريزة لدى الشاب قد يؤدي به إلى الوقوع في الحرام والفواحش لا سمح الله ، مورداً قول الله تعالى " ومِن آياتِهِ أن خَلَقَ لَكُم مِن أنفسكم أزواجًا لتسكُنُوا إليها وجَعَلَ بينكُم مودةً ورحمةًً إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون" الروم : 21 . ولفت الشيخ الصالح إلى ان الزواج فيه حفظ للضرورات الخمس: الدين والعقل والمال والنفس والنسل. كما نصح الشيخ الصالح أولياء الأمور بالتسهيل على الشباب وعدم التكلف في نفقات الزواج حتى يتمكن اكبر عدد منهم من إكمال نصف دينه وبهذا يتحقق الهدف ولا نجد لدينا شابا قد يتأخر عن الزواج بسبب غلاء المهور. ترك الزواج من أجل الإبل راضي بن عبدالله (44 عاما) لا يزال مقتنعا بعزوبيته مادام انه يعيش بين إبله التي يعشقها إلى حد الجنون - على حد تعبيره – فمنذ عشرين عاما اشتراها بمبلغ من المال توفر لديه في تلك الفترة. يقول انه يعمل في إحدى الإدارات الحكومية وعند انتهاء وقت الدوام يخرج إلى إبله يوميا ليقضي وقته حتى وقت متأخر من الليل ثم يعود إلى منزله. ويعزو سبب عزوفه عن الزواج إلى انه تحمل مسؤولية إخوته الثلاثة حتى قام بالمساهمة في تزويجهم مضيفا أن الإبل أخذت جل وقته وهذا ما جعله يكاد ينسى الزواج ولا يفكر فيه إطلاقا مؤكدا انه اعتاد على العزوبية والبعد عن المسؤولية وتربية الأبناء المتعبة على حد قوله. الرياضة أشغلتني عن التفكير بالزواج يقول سطام محمد (31 عاما) ان ممارسة الرياضة أشغلته حتى عن مجرد التفكير في الزواج وتكوين أسرة، مضيفا انه يحب ممارسة لعبة كرة القدم منذ ان كان صغيرا. ويوضح الشاب سطام انه لا يعرف متى يقرر الزواج ولم يكن المال عائقا كبيرا له لكي يكمل نصف دينه لكنه يعتبر نفسه صغيرا على تكوين أسرة . إكمال دراسته يقول الشاب سلطان ( 29 عاما) والذي يدرس حاليا خارج المملكة في نيوزلندا تحديدا انه قبل ان يفكر في إكمال دراسته خارجيا كان يأمل إكمال نصف دينه فتقدم إلى إحدى الأسر مضيفا: ( طالبوني بمهر تجاوز 50 ألف ريال وتكاليف أخرى قفزت بالمبلغ إلى 100 ألف ريال، مع العلم ان ليس لدي استطاعة ولن احمّل والدي مبالغ او ديوناً ، وحاولت ان ابحث عن عائله أخرى لا تشترط شروطاً تعجيزية فلم أجد ، حينها قررت أن أكمل دراستي خارجيا وهذا ما حصل مؤخرا). شبابنا متقاعسون مراهقون من جهته يتهم المواطن حمزة محمد (50 عاما) اغلب الشباب بأنهم سبب المشكلة في تأخير الزواج ، مؤكدا من وجهة نظره أن العزوف عن الزواج أو تأخره ليس بسبب المهور أو عدم توفر المال لافتا إلى أن الشاب يصرف على سفره في السنة في المتوسط بين عشرة آلاف وخمس عشرة ألف ريال ، وبهذا يمكنه توفير مهر الزوجة خلال خمسة أعوام فقط إذا كان جادا في ذلك. مؤكدا ان هؤلاء الشباب لا يريدون تحمل المسؤولية كما أنهم لا يستطيعون تكوين أسرة مضيفا أنهم رغم تجاوزهم سن الثلاثين إلا أن عقولهم لم تنضج بعد، فهم يتصرفون وكأنهم مراهقون ، لافتا إلى أنهم يعيشون في قصص غرامية عبر الهواتف المتنقلة وعبر المراسلات الالكترونية . راتبه لا يكفي لفتح بيت الزوجية راشد العتيبي يقول من وجهة نظره انه ليس باستطاعته إكمال نصف دينه في الفترة الحالية، رغم بلوغه سن الثلاثين بحجة انه لم يتعين في الوظيفة إلا مؤخرا، لذا يرى ان ليس بإمكانه استئجار شقة والصرف على الزوجة خصوصا وانه قد اقترض مسبقا لشراء سيارة. فهو يعتقد ان أمامه سنتين على الأقل للتفكير في الزواج . الوسمي يدافع عن الشباب محمد الوسمي (29 عاما) عبر عن وجهة نظره بقوله: لماذا تطالبوننا بالزواج ونحن عاطلون لم نحصل على وظائف رغم أننا تخرجنا منذ سنوات ويضيف الوسمي ان غالبية الشباب السعودي يرغب في إشباع رغباته بالحلال من خلال الزواج لكن ليس باستطاعته ذلك لعدم توفر الوظيفة التي تضمن له مرتبا يؤمن احتياجاته واحتياجاته زوجته وأسرته . الزواج المبكر له فوائد لا تحصى عن تجربته يؤكد الشاب سليمان بن عبدالله (35عاما) ان للزواج المبكر فوائد كبيرة لا تعد ولا تحصى. مضيفا : تزوجت في سن مبكرة عندما كان عمري 23 عاما والآن احصد تلك الفوائد والتي يقف في أولها أبنائي الخمسة فالأبناء هم زينة الحياة الدنيا خصوصا عندما يكون الأب في سن مبكرة حتى يستطيع القيام بتربيتهم ويكون قريبا من نفسياتهم. ونفى ان يكون الزواج عائقا له في ممارسة أي من هواياته او اهتماماته. ولم يخف الشاب سليمان انه عانى بعض الشيء في بادئ الأمر بسبب ضعف الراتب لكنه سرعان ما تغلب على هذا الأمر بتكاتفه مع زوجته من اجل بناء عش الزوجية.