لا مراء في أنها لحظة فارقة ومتميزة في حياة كل زوج وزوجته عندما يريان صورة جنينهما في رحم أمه لأول مرة عن طريق التصوير الطبي بالأمواج فوق الصوتية. أما في الوقت الحالي، فقد أصبح لدى كل امرأة حبلى فرصة حمل نموذج بالحجم الحقيقي لجنينها الذي لم يولد بعد. تأتي هذه التقنية الطبية الجديدة المدهشة المذهلة تتويجاً لجهود طالب في إطار التحضير للحصول على درجة الدكتوراه في التصاميم من الكلية الملكية للفنون. لقد ارتاد الطالب البرازيلي جورج لوبيز آفاق تقنية تحويل البيانات من صور المسح الالكتروني والتصوير بالأمواج فوق الصوتية والرنين المغنطيسي إلى نماذج مصممة من الجبس لأجنة حية بأحجامها الحقيقية باستخدام أسلوب يسمى الإعداد السريع للنماذج الأولية.وتتمثل الطريقة المثلى لفهم كيفية عمل تقنية الإعداد السريع للنماذج الأولية في تخيل طابعة تطبع بمسحوق من البلاستيك بدلاً عن المداد أو الحبر؛ وأثناء طباعة طبقة فوق طبقة تقوم تلك الطابعة شيئاً فشيئاً ببناء نموذج ثلاثي الأبعاد. مجسم لجنين آخر ويصف إيني دوفي من الكلية الملكية للفنون التقنية بقوله: "إنها تقنية مذهلة. فنحن هنا في الكلية نستخدم هذه التقنية لكل شيء بدءاً بالأجهزة الطبية الجديدة إلى مكونات السيارات والمجوهرات إلى التصاميم المعمارية والهندسية". يشار إلى أن عمل الدكتور لوبيز سيتم عرضه في معرض من المقرر افتتاحه في الكلية الملكية للفنون بمدينة لندن. وفي غضون ذلك يجري حالياً تجريب التقنية في إحدى العيادات الطبية بمدينة ريو دو جانيرو. وأما الدكتور ستيوارت كامبل رئيس قسم طب أمراض النساء والولادة بكلية كنجز والمشرف على لوبيز فقد وصف الاختراع بأنه "فريد ومتميز لأبعد الحدود" وأنه "تطور مثير للدهشة". وأعرب البروفسور ستيوارت - الذي كان أيضاً رائد استخدام الأمواج فوق الصوتية في ثمانينيات القرن الفائت - عن أمله في ان تفضي هذه التقنية إلى مساعدة الأمهات - والمكفوفات منهن بوجه خاص - على الارتباط بأجنتهن. وتحدث في هذا السياق بصفته ممتحناً خارجياً حيث علق على أعمال الطالب قائلاً: "لست أدري تحديداً عما إذا كان الذي أنظر إليه من العلوم أم من الفنون". أما لوبيز الذي يدرس في الكلية الملكية تحت رعاية الحكومة البرازيلية فقد بدأ بحوثه من خلال النظر في كيفية استخدام تصميم النماذج في التطبيقات العملية على أرض الواقع على مر القرون وفقاً لما أوردته هيلاري فرنش. مجسم يبرز وجه جنين لقد بدأ لوبيز بالثدييات ثم انتقل إلى الديناصورات قبل أن يتحول إلى الأجنة حيث كان مثار التندر من قبل أصدقائه وزملائه بانتقاله من ذوات الثدي إلى الأمهات. ويستخدم في أعماله أحدث ما توصلت إليه تقنية الحاسب الآلي مما تم عرضه لأول مرة من قبل رون أراد في معرض بعنوان "ليس مصنوعاً باليد وليس مصنوعاً في الصين".ويعد رون أراد أحد أشهر المصممين في العالم وهو يرأس قسم منتجات التصميم في الكلية الملكية للفنون. وقد وصف رون أعمال لوبيز بأنها "حقل جديد يمثل فتحاً له أهمية عالمية". نموذج لجنين أعد من صورة إشعاعية