عندما يتلقى اطفالنا التشجيع المناسب أثناء قيامهم بالخطوات الأولى في حياتهم تزيد ثقتهم بانفسهم ومفهومهم الإيجابي لذواتهم ، فالطفل منذ الولادة حتى السنة الأولى وعلى الرغم من حداثة عهده بالحياة يستطيع أن يلتقط التعابير المرتسمة على وجه والديه، ومشاعر الحنان من المحيطين به، ويبادلنا الابتسامة تعبيراً عن إحساسه بالسعادة، والعكس بالنسبة للطفل المهمل في تشكيل شخصيته المستقبلية.. **** وفي السنة التي تتلو ذلك العمر يتميز الطفل بالنشاط والحركة المفرطة ، وغالباً لا يستحسن الوالدان هذه التصرفات منه ، ولكن من المهم أن لا يكون تدخلهما موجهاً تجاه شخصيته وإنما المقصود به تغيير سلوكه ، خاصة وأن الطفل في هذه المرحلة تنتابه بعض العواطف المبهمة مثل الغيرة والغضب والانفعال التي تدفع الطفل لتبني سلوكيات خطيرة مثل «البكاء بعصبية والغضب السريع»، ولكي لا يفقد ثقته بنفسه لا بد من دعمه عاطفياً.. **** وفي سن الثالثة إلى سن السادسة يطل الطفل على العالم الخارجي وتزداد حاجته إلى الشعور بالأمان والثقة بالنفس بعيداً عن ظل الوالدين، وتزيد ثقته بنفسه من خلال المهارات المكتسبة من المدرسة مثل حفظه بعض الكلمات، واللعب الجماعي، والمناقشة والاكتشاف ،، فتزيد ثقته بنفسه كلما حقق انجازات أكثر ونالت إعجاب الآخرين، وقد يولد لدى الطفل بهذه المرحلة الشعور بالنقص، وذلك حينما يرى أقرانه يحققون إنجازات أكثر مما هو عليه.. **** وهنا يحسن الحديث عن دور البيت والمنزل فعلى الأم أن تعزز ثقة الطفل بنفسه، وإطلاق طاقته الكامنة، واقناعه بأنه بارع في مجالات أخرى غير ما عليه أقرانه، وهنا تكشف للطفل عن جوانب القوة لديه فتشعره بالراحة والطمأنينة، وتنمو ثقة الطفل بنفسه انطلاقاً من حبه وإيثاره لنفسه ووصولاً إلى مرحلة إيمانه بقدرته على حل المشكلات التي تواجهه وهذا يتيح له فرصة اكتساب مهارات أكثر والاستفادة من أخطائه.. وهنا يفترض أن يكون هناك اعتدال في نقد أخطائه. ومن ناحية أخرى لا يفضل المبالغة في الثناء على كل صغيرة وكبيرة، وإنما يجب حصر المديح في أشياء محددة حتى لا يختلط الأمر عند الطفل فلا يميز بين ما هو عادي أو ماهو استثنائي.. . ولنزيد ثقة الطفل بنفسه لا بد من نقطة مهمة قد يجهلها كثير من التربويين وخاصة الأم وهي أن الطفل يتمتع بقابلية كبيرة للنسخ والتقليد لمن حوله وخاصة الأم ، وقد تستغرب الام أن بعض التعليقات السلبية التي تطلقها على نفسها يمكن أن تنتقل كالعدوى إلى طفلك ، وهنا تهز ثقته بنفسه ومن هذه الأحكام مثلاً: لا أستطيع أن أفعل كذا، أو أن الحظ أبداً لم يكن حليفي وغيرها من العبارات التي تدل على قلة الحيلة وضعف النفس... أما بالنسبة لتعاملك مع الطفل فيفترض أن يكون بثقة بقدرات الطفل الصادرة من سنه وعمره الزمني، والتشجيع سيزيد قدراته لأكثر مما تتوقعون، وإذا قام بأي هواية وعمل ما فلا بد أن تحترموا هواياته حتى لو كانت غير مفيدة ، ومن المهم إذا انتقدتم الطفل ان تنتقدوا تصرفاته وليس شخصيته، حتى لا يهتز احترامه لذاته. .. فاذا اردت ان ترى من طفلك احتراما لغيره وتقديرا لرغبات الاخرين وتفهما للحدود الممنوحة له ، فانك لن ترى من ذلك شيئا الا ان تكون قد منحته احتراما لنفسه وتقديرا لذاته ، ففاقد الشيء لا يعطيه !!