تظل البطالة صداعاً اقتصادياً اجتماعياً يؤرق دول العالم، وتقوم خطط التنمية في كل مكان على توفير فرص العمل لأبناء الدولة، وقد تلجأ دول –وما أكثر ذلك– إلى الاقتراض الخارجي من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيرها من الجهات الإقليمية والعالمية، إضافة إلى القروض الداخلية من البنوك الوطنية؛ لتوفير التمويل لإقامة مشروعات تنموية، لاستيعاب خريجي الجامعات والمدارس كل عام، أو اللجوء لطرح فرص استثمارية؛ لإقامة مشروعات كبرى برؤوس أموال أجنبية على أرض الدولة؛ لاستقطاب الكوادر الوطنية المدربة والمؤهلة، وإلى جانب كل ما سبق، تقدم الدول الكبرى ومنها المملكة التيسيرات الكبيرة لأبناء الشعب إقامة مشروعاتهم الصغيرة والمتوسطة، إضافة لدعم ريادة الأعمال، ومن ثم تمكين الشباب والمرأة من الدخول الفعلي في سوق الإنتاج؛ ليصبح الشاب والشابة من المنتجين للوظائف أيضاً لأقرانهم، وهذا النموذج قطعت فيه المملكة شوطاً كبيراً لتقليص أعداد البطالة إلى نسب غير مسبوقة في تاريخ المملكة. إن قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده –حفظهما الله- لهذا الملف الشائك باحترافية كبيرة، ساهم في فتح آفاق العمل لعشرات الآلاف من المواطنين والمواطنات، ويمكن أن ندلل على ذلك أن قطاع التصنيع وحده يستقطب مليوناً من العاملين فيه، إلى جانب خطط وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية التي أسهمت بفاعلية كبيرة في تقليص نسب البطالة، فقد أظهرت مؤشرات سوق العمل بالمملكة انخفاضاً تاريخياً والوصول لأدنى معدَّل للبطالة لإجمالية للسكان إلى 3.3% في الربع الثاني من عام 2024 بانخفاض قدره (0.2) نقطة مئوية عن الربع الاول والبالغ ب 3.5%، وانخفاض في معدل البطالة بين السعوديين ليصل الى مستوى تاريخي غير مسبوق عند 7.1% بانخفاض قدره (0.5) نقطة مئوية عن الربع الأول والبالغ 7.6%، وبانخفاض قدره (1.4) نقطة مئوية عن الربع الثاني من العام الماضي 2023م، بالإضافة إلى مؤشرات تاريخية غير مسبوقة كانخفاض معدل البطالة بين السعوديين الذكور إلى 4%، وانخفاض معدل البطالة بين السعوديات الإناث إلى 12.8%. وأضحت جهود المملكة ممثلة في منظومة "الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية" نموذجاً جيداً في مجال دعم وتمكين المرأة، وزيادة مشاركتها في سوق العمل، ومن ثم تحقيق انخفاض تاريخي غير مسبوق لمعدل البطالة بين السعوديات، حيث انخفضت نسبة البطالة في الربع الثاني من عام 2024 إلى 12.8% بانخفاض قدرة (1.4) نقطة مئوية عن الربع الاول البالغ 14.2%.. وبانخفاض قدره (3.1) نقطة مئوية عن الربع الثاني من العام الماضي 2023، إلى جانب ذلك انخفضت معدلات بطالة السعوديين من الذكور خلال الربع الثاني من عام 2024م، إذ بلغ 4.0% بانخفاض قدره (0.2) نقطة مئوية عن الربع الاول البالغ 4.2%. وبانخفاض قدره (0.6) نقطة مئوية عن الربع الثاني من العام الماضي 2023. أن سوق "العمل السعودي" أصبح أكثر استقراراً وفي نفس الوقت ديناميكية، تتفاعل مع حالة الاستقرار والأمن، والتعامل الإيجابي مع الفرص الاستثمارية، والمشروعات الجديدة، فأظهرت نشرة سوق العمل ارتفاع قدره (0.2) لمعدل المشاركة في القوى العاملة لإجمالي السكان في الربع الثاني من عام 2024 حيث بلغ 66.2% نقطة مئوية مقارنة بالربع الاول من عام 2024م البالغ 66.0%، بارتفاع قدره (0.1) نقطة مئوية عن الربع الثاني من العام السابق 2023. وإذا كان "الشعب السعودي" يحتفي بالذكرى العاشرة لبيعة خادم الحرمين الشريفين، فإن هذا الاحتفاء يعبر عن تقدير وولاء واحتراق لمقام القائد، واعترافاً بما يقدمه لشعبه، فقد تجاوزت مصروفات الدعم المقدمة من صندوق تنمية الموارد البشرية لتمكين السعوديين 1.65 مليار ريال خلال الربع الثاني من 2024، وتستمر مسيرة القائد الملهم وولي عهده الأمين في تحقيق الإنجازات التي تليق بقيمة المملكة ومكانتها وأبنائها.