التقى الوزراء السوري والعراقي والتركي الموكلين ملف المياه، في انقرة امس لمناقشة تقاسم الموارد المائية لنهري دجلة والفرات. وكانت انقرة ذكرت انها لا تستطيع تزويد سورية والعراق بالمزيد من المياه نظرا لاحتياجاتها.ويمتد نهر الفرات 2800 كلم وينبع من تركيا ويعبر سورية والعراق.وتطالب بغداد ودمشق منذ سنوات بتوزيع اكثر انصافا للموارد المائية. وكانت دمشق اتهمت انقرة بترشيد مياهها لا سيما في فصل الصيف بسبب مشروع "غاب" الضخم للري وبناء السدود على دجلة والفرات ضمن اطار تنمية الاناضول.وبناء على اتفاق بين تركيا وسورية تسمح الاولى بمرور معدل 500 متر مكعب في الثانية طول السنة من مياه الفرات لسورية.وقبيل الاجتماع، قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي تانر يلديز للصحافيين ان "تركيا تسمح بمعدل اكثر بقليل من المعدل المحدد".واضاف "نعترف باحتياجات سورية والعراق للمياه (...) لكننا لا نملك الكثير منه ولا يمكننا زيادة المعدل كثيرا. كما اننا نعتبر هذا المعدل مناسبا جدا لهما". وسيدرس وزير البيئة التركي فيصل اراوغلو ووزير الري السوري نادر البني ووزير الموارد المائية العراقي لطيف رشيد، مسألة "الاشراف الموسمي على المياه التي تترك (لسورية والعراق) من نهر الفرات ومسألة الجفاف"، بحسب بيان من مكتب اراوغلو. ويفترض ان يحضر الاجتماع ايضا خبراء من الدول الثلاث من اجل مناقشة انشاء محطات مشتركة على النهرين لتكرير المياه. وكان الوزير السوري اشار مؤخرا الى ان الدول الثلاث ستناقش في انقرة "مسألة الجفاف الذي يضرب المنطقة واحتياجات سورية والعراق للمياه".والعراق الذي يشهد موسم جفاف الان طلب في تموز/يوليو عقد اجتماع طارئ مع سورية وتركيا بعد تدني معدل دفق الفرات حتى النصف.على صعيد اخر رفضت تركيا امس اتهامات يونانية بمخالفة قواعد الملاحة الجوية من قبل الطيران التركي بشأن تحليق طائرة مدنية فوق بحر ايجه، مؤكدة انها "مخالفة للرغبة المتبادلة في تطوير علاقات حسن الجوار".وقالت وزارة الخارجية في بيان ان "هذه الادعاءات المبالغ فيها درستها سلطاتنا المختصة التي استنتجت انها لا تتفق مع الواقع".وقدمت اليونان الثلاثاء احتجاجا لتركيا على مخالفة طائرات تركية قواعد الملاحة الجوية مما عرض للخطر طائرة مدنية فوق بحر ايجه.واكد البيان التركي ان طائرات "اف-16" يونانية اقتربت بشكل خطير من طائرات عسكرية تركية كانت تحلق خلال "رحلة روتينية" على ارتفاع ستة آلاف قدم (1828 مترا) فوق بحر ايجه في المجال الجوي الدولي. واضاف ان "المطاردات التركية لم تقترب في اي وقت لمسافة تقل من خمسة كيلومترات عن الرحلة المدنية كما تثبت بيانات اجهزة الرادار". وتختلف اثيناوانقرة منذ عقود حول ترسيم المجالات الجوية والبحرية في بحر ايجه. واحتجت اثينا في تموز/يوليو على انتهاكات عدة لمجالها الجوي من قبل طائرات عسكرية تركية فوق الجزر اليونانية شرق بحر ايجه. وعملت اثيناوانقرة على تطبيع علاقاتهما في 1999 لكن لا تزال الخلافات قائمة بينهما بشان السيادة على جزر في بحر ايجه وبشان ملف قبرص.