توجهت مجموعة يهودية إلى اقتحام المسجد الأقصى في يوم الأحد الثاني من رمضان الموافق 23 أغسطس من عام 2009م وهو توقيت له مغزاه لأنه يتواكب مع ذكرى مرور أربعين عاماً على إحراق المسجد الأقصى المبارك على يد متطرف يهودي. في هذا اليوم الثاني من شهر رمضان من عامنا الحالي 1430ه قامت مجموعة يهودية بالدخول عنوة إلى المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة وقاموا بجولة في داخله وأدوا شعائر وصلوات تلمودية يهودية. أعلنت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن هذا الاقتحام غير مسبوق حيث لم يكن يسمح للجماعات اليهودية بدخول الأقصى خلال شهر رمضان المبارك. ولكن بدأت الجماعات اليهودية الدينية في الأيام الأخيرة بمحاولات تهودية اضافية في أثناء اقتحامهم للمسجد الأقصى وتجسد ذلك في يوم الخميس الماضي من خلال نشر صورة في موقع الجماعات اليهودية التي تنظم الشعائر الدينية التلمودية ذات العلاقة بالهيكل الذي يزعمون بأن موقعه في موقع المسجد الأقصى، وترتبط أيضاً بشعائر ومراسيم الزواج عند اليهود، فلقد تم ادخال أحد العرسان اليهود بشكل علني إلى المسجد الأقصى وأجريت له بعض المراسم التي تم خلالها أخذ بعض الأتربة من المسجد الأقصى. من ناحية أخرى بدأت الجماعات اليهودية المقتحمة للمسجد الأقصى بتقديم شروحات عن المواقع والموجودات الأثرية على أنها جزء من بقايا الهيكل المزعوم، وشرعت هذه الجماعات تطلق العديد من الأسماء اليهودية على أبواب المسجد الأقصى حيث أخذت تطلق اسم باب الرمبام بدلاً من اسم باب المغاربة.. لم تكتف هذه الجماعة بهذا العدوان فقط وانما أخذت تعقد سلسلة من الاجتماعات في داخل المسجد الأقصى تحت مظلة منظمة تطلق على نفسها «الحركة من أجل بناء الهيكل» وتم في انعقاد هذه الإدارة للحركة داخل المسجد الأقصى وضع تصور عن فعالياتهم خلال ما يسمى عندهم بعيد المظلة التي تكثف فيه الجماعات اليهودية الاقتحامات الجماعية إلى المسجد الأقصى، وضمن مخطط تغيير الحقائق وقلبها أعلنت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مشروع يهدف إلى إنشاء حي استيطاني يهودي جديد في القدسالشرقية وأن إجراءات الموافقة عليه تحت الدراسة في بلدية مدينة القدس. يهدف مشروع التهويد الذي بادرت به جمعية العاد اليمينية المتطرفة التي تعمل على تهويد القدس إلى بناء أكثر من مئة منزل وكنيس يهودي ومسبح وحمام للوضوء التقليدي اليهودي في داخل حي رأس العامود حيث يعيش 14 ألف مواطن فلسطيني ويخطط أن يقام المجمع على أراضٍ كانت تضم المقر العام للشرطة الإسرائيلية الذي نقل إلى الضفة الغربية بين شمال القدس ومستوطنة معالي أدوميم، وأطلق على الحي المخطط لبنائه اسم معالي داود ويفترض أن يتم وصله بمعالي زيتيم في نفس المنطقة حيث تعيش بها حالياً 51 عائلة يهودية، وأعلن باريف اوبنهايمر مسؤول حركة السلام الآن المناهضة للاستيطان أن هذا المشروع لبناء مكثف في منطقة مكتظة بالسكان الفلسطينيين يشكل خطراً كبيراً جداً على التوازن، وأفادت حركة السلام الآن المناهضة للاستيطان اليهودية في تقرير نشر عن بناء ما يقارب 600 منزل في الكتل الاستيطانية الإسرائيلية بالضفة الغربية، وجاء في التقرير أيضاً أنه تم بناء 596 منزلاً في جميع المستوطنات منذ بداية العام الحالي منها 96 في مستوطنات عشوائية أقيمت بدون موافقة من السلطة الإسرائيلية. تدور هذه الحركة الاستيطانية في مدينة القدس رغم كل المطالب الأمريكية التي تذهب إلى ضرورة وقف حركة بناء المستوطنات اليهودية في القدس والضفة الغربية، وتطاول وزير الخارجية افيجدور ليبرمان على هذه الحقيقة في رده على سؤال الإذاعة العسكرية في شأن المستوطنات بقوله لا يوجد اتفاق مع الولاياتالمتحدةالأمريكية يمنع اليهود من البناء لهذه المستوطنات اليهودية في القدسالشرقية، والدليل القاطع على كذب وزير الخارجية افيجدورليبرمان ما هو مقرر من لقاء رئيس الوزارة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في لندن بالمبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل في محاولة إلى التوصل لتسوية حول تجميد الاستيطان بالقدسالشرقية والضفة الغربية. تتواصل دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي تطالب بتجميد كامل لبناء المستوطنات في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية بتحريك مفاوضات السلام المعلقة مع الفلسطينيين خصوصاً بعد عدوان الجيش الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة الذي استمر 22 يوما وأسفر عن سقوط أكثر من 1400 قتيل فلسطيني، وعلى الرغم من هذا المطلب الأمريكي الصريح فإن 35٪ من المساكن بنيت في مستوطنات تقع شرق الجدار الأمني الذي قامت ببنائه إسرائيل في الضفة الغربية والبقية في غربه قرب الخط الأخضر الذي كان يفصل إسرائيل عن هذه الأراضي المحتلة منذ سنة 1967م. أفاد تقرير السلام الآن أن البناء متواصل بدعم من الحكومة الإسرائيلية في الكتل الاستيطانية الكبرى وبصورة غير مباشرة في المستوطنات المعزولة وتسعى إسرائيل إلى الاحتفاظ بهذه الكتل الاستيطانية في إطار أي اتفاق سلام دائم مقبل مع الفلسطينيين حيث يقيم أكثر من 300 ألف مستوطن يهودي في الضفة الغربية وحوالي 200 ألف إسرائيلي في نحو 12 حياً استيطانياً أقيمت في القدسالشرقية التي احتلتها إسرائيل من خلال عدوانها في عام 1976م. يتضح من كل هذا العدوان الإسرائيلي على القدس الذي يجسده مشروع لبناء مستعمرة لليهود في وسط الفلسطينيين بالقدسالشرقية أن كل المحاولات الأمريكية لمباحثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لن تحقق نتائجها على أرض الواقع طالما استمر العدوان الإسرائيلي على القدس.