لماذا ترتفع نسبة الطلاق في مجتمعنا السعودي بشكل خاص ؟؟ الأسباب كثيرة ولكن أهمها من وجهة نظري ما يعود إلى جمود القالب الاجتماعي وارتفاع أسوار المنازل التي لم نعد نعلم من يسكن خلفها ، نعيش غربة الجار والدار وغربة الأقرباء وغربة الوطن والأشقاء فكيف الحال بشخصين لا يكتشفان أبسط عيوب ومميزات بعضهما قبل أن ينكشف ما بداخل "البطيخة" فتكون قمة الكارثة في شجاعة التراجع ...!! حين كان المجتمع يعيش في منظومة الأسرة الممتدة ويعرف أهل الحي بعضهم من لقاءاتهم الدورية والحديث في مشاريعهم الشخصية كان للمجتمع وجه شفاف يضفي نوعية معينة من الألوان يعرف من خلالها أبناء الحي طبائعهم وأوضاعهم ؛ أما الآن فالأب لا يعرف طبائع ابنه والأم لم تعد تعلم حسنات وسيئات ابنتها ، سكنت الغربة لب قلوبنا حتى أصبحنا لا نعرف نحن من نكون .. وماذا نريد .. فليس من الغريب أن نخفق في علاقاتنا والتي يعتبر الزواج أهمها وتبقى المعضلة الكبرى في الزواج لدينا كمجتمع يتأثر بالعادات أكثر من تأثره بالدين هي إن صح التعبير معضلة عرض وطلب .. بهرتني نجاحات نسائنا في كل المجالات وبهرني أكثر حين تستوقفني المعرفة بإحداهن لأفاجأ بأنها مطلقة .. حتى كدت أقتنع أن لا نجاح بدون طلاق ..!!! هل حقاً وراء كل نجاح أنثوي قصة عاطفية فاشلة ...؟؟!! والغريب أن يكون أغلب الانفصال الزوجي ثمرة لخلع نضج خلال سنوات ..! لماذا هذه النسب المرتفعة للخلع ؟ لم تعد المرأة تخشى الانفصال ؟؟!! بعيداً عن الخلع والطلاق .. إحساس المرأة بالدونية الاجتماعية جعلها تسعى جاهدة لترتقي في سلم المعرفة وتطوير ذاتها ؛ الأمر الذي خلق فجوة كبيرة بين نساء المجتمع ورجاله ليست الفجوة مادية ولا علمية ولا جغرافية ولا جمالية .. إنها فجوة الفكر والقناعات .. أكبر فجوة عرفها التاريخ بين شعوب العالم يعيشها اليوم شركاء العش الواحد ..!! بقي الرجل في مكانه لأنه يثق بموقعه في مجتمعه كما أنه يعلم أنه صاحب القرار المتحكم في كل شيء .. كل شيء .. حتى حق وطنيتها وانتمائها لأرضها.. أيضاً هو المتحكم .. !! لذلك هرولت المرأة وحدها حين لم تجد من يرتقي يداً بيد معها ؛ فكان من الطبيعي أن تلتفت فتجد شريك حياتها على بعد أميال ووديان وسهول ...منها. *** إلى كل امرأة تجد زوجها ممسكاً بيدها على خطوات الرقي والسمو أقول.. لديك شريك نادر ؛ الرجولة وجدت لتعطي وتحب وتمنح القوة والأمان .. لا لتؤذي وتدمر وتنتقم وتعتبر قهر النساء نضالا !!! (أين ذهب الرجال ؟... اختفاء الرجولة لم يلحق ضرراً بأحلام النساء ومستقبلهن فحسب ، بل بناموس الكون وبقانون الجاذبية )!! " أحلام مستغانمي"