تناقلت الأخبار مايدور في برامج الصيف من خلال إقامة الأمسيات الشعرية والتي سيحييها الشعراء الذين شاركوا في برنامج شاعر المليون، والذين يتأهبون حالياً لإحياء أمسيات الصيف لدينا في مختلف مناطق الاصطياف. وعلى أننا لم نجد الجديد في تلك الأمسيات منذ زمن ، ألا أننا لازلنا نرضخ تحت وطأة المنظمين الذين أخذوا على عاتقهم تنفيذ رغباتهم هم وليس الجمهور وبالتالي لم نجد نجاح أي أمسيات للصيف حتى الآن .. عملية إقامة تلك الأمسيات لاتتم إلا عن طريق أشخاص يتم الإيعاز لهم من قبل لجان التنشيط السياحي المنبثقة من برامج الصيف والتي تسعى إلى إحضار شعراء تقليدين نراهم في كل أمسيات الصيف دون تغير وهنا تتضح الرؤية لدى المتابعين من الجمهور الذين أصيبوا بالملل والإحباط لكون الجديد لم يأت ، بل لم يتم إحضاره وكأنه لايوجد لدينا شعراء مبدعين يستطيعون إحياء أمسيات شعرية مبدعة. هذا الصيف تتغير الموضة لدى أولئك المنظمين وحسب أهوائهم، ليأتوا بشعراء المليون الذين شاهدهم الجمهور لمدة أشهر طويلة خلف الشاشة وعلى مسرح الراحة، ولا أدري هل الجمهور بحاجة لهم مرة أخرى وبعد رؤيتهم طيلة تلك الأشهر؟ إننا وأن أردنا إظهار أمسيات شعرية مبدعة وراقية ، لابد من الجودة أولاً ، ومن ثم المصداقية بعيداً عن المحسوبيات والمجاملات الواهية التي تتخذها تلك الشلة المنظمة، ولعلي هنا أقول بأن من يسيطر حالياً على تلك العملية ماهم إلا فئة أتخذت محو الذائقة الشعرية للجمهور شعاراً لها . أشرت في موضوع سابق هنا إلى الآلية الصحيحة في تلك العملية والتي غابت عنها تماماً جمعيات الثقافة والفنون في مختلف المناطق، ألا وهي تنظيم تلك الأمسيات والإعداد لها، مع إدراكي الشديد بأن جمعيات الثقافة تقبع جامدة دائماً في الصيف إلا في اليسير من البرامج التي تشارك بها .. عندما توضع برامج الصيف وخصوصاً الثقافية منها والتي هي الأهم، لايعلم عنها إلا القليل من المثقفين والشعراء ، هذا بلاشك ليس بالجديد على برامج الصيف السنوية التي من المفترض أن يتطلع إليها الجمهور الثقافي وهي تحمل الروعة والجمال. وينتظر الجمهور وهم مجبرون حضور شعراء مسرح الراحة قدومهم ليزداد مللهم أكثر وليتألموا لعدم وجود الوجوه الشعرية الجديدة التي من حقها الظهور ، والتي حال بين ظهورها أولئك المنظمين الذين لايأبهون بذائقة الجمهور . يجب أن تكون لدينا آلية حقيقية وصادقة لتفعيل حضور الشعر في أمسيات الصيف بعيداً عن إشكاليات الشلة تلك التي لازالت تتخبط .. أخيراً : ليلٍ يضم الدمع فيني .. وأعاني وليلٍ كسا .. كل الوجود ويشوفك معقول هي ليلة .. بها شكل ثاني ودي بها تلمس .. كفوفي كفوفك