من المعالم السياحة التي تشتهر فيها مدينة الرياض ويقصدها عشاق التاريخ والآثار مدينة الدرعية التي تعتبر زيارتها من النزهات الممتعة، والمفيدة للأسرة، حيث رؤية تلك البيئة أو المدينة الكريمة، التي ترعرعت فيها الدعوة الإصلاحية، وشهدت تأسيس الدولة السعودية. وهذه المدينة تقع شمال غرب مدينة الرياض، على بعد عشرين (كيلو متر 11 من مركز المدينة، إلا أنها اتصلت بها حاليا مع امتداد العمران، رغم أنها لا تزال تتمتع باستقلال إداري ضمن إمارة منطقة الرياض ، أما الدرعية القديمة فتقع على ضفاف وادي حنيفة، الذي يقسمها نصفين، وقد تكونت فيها عدد من الأحياء التاريخية أهمها حي الطريف: وهو الحي الرئيس في الدرعية وبه منزل آل سعود، يقع فوق الجبل الجنوبي الغربي من الدرعية، وهو محاط بسور محكم، يشرف على جميع الأحياء، حي غصيبة: العاصمة الأولى للدرعية حتى عام 1100ه/1682م، حي البجيري: يقع على الضفة الشرقية من وادي حنيفة وبه مسجد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومدرسته، وبيته. هذه المدينة التي صنع فيها التاريخ أمجاد الآباء والأجداد، إذ شهدت أكبر حركة إصلاحية دينية في العالم الإسلامي، ففي العام 1158ه الموافق 1745م، كان الاتفاق على ميثاق الدرعية بين أمير الدرعية الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب، إذ اتفق الإمامان على الدعوة إلى تصحيح عقيدة الناس مما علق بها من الشرك والبدع والخرافات وذلك بالعودة إلى ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح، والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل ذلك باللسان والسنان، وبذلك الاتفاق العظيم، فتح التاريخ ذراعيه للدرعية، لتدخل التاريخ من أوسع أبوابه، وبدأت الحركة الإصلاحية، وانتشرت الدعوة السلفية، وأصبح لها نفوذ واسع، ومؤيدون في أنحاء الجزيرة العربية، وفي خارجها، وما أن جاء القرن الثاني عشر الهجري، حتى صارت أكبر مدينة في جزيرة العرب، يؤمها العرب من اليمن، وعمان، والحجاز، والعراق، والشام، في الوقت الذي كان فيه العالم الإسلامي مستغرقا في سباته العميق، يقبع في ظلمات من الجهل أو الفقر.