ارتبط إخواننا الجن بالمخارب والمقابر والأماكن المظلمة والمهجورة. انتقلت للفضائيات والإعلام حتى أضحت مخارب فضائية. حسب الخبراء يعد هذا تسربا من باطن الأرض حيث وجودهم الحقيقي. لا أتذكر أن جنيا ساكنَ أحدا في فيلا فاخرة في الرياض أو في شقة في لندن أو في واحدة من أبراج دبي الشامخة.لا أتذكر ، أيضا ، أن جنيا سقط في واحد ليبرالي. من الواضح أن الجن ضد الليبرالية وأهلها. شيء طبيعي. الليبراليون يطالبون بالسينما والحفلات الغنائية والكهرباء والأنوار. إزعاجات تبدد الكآبة والظلام. لا يقرها أي جني حصيف. بعد أن أصبح للسحر وجود ثقافي ومعرفي ومراكز رسمية وقنوات فضائية على مدى العالم العربي وصارت أخبارهم أكثر من أخبار الجامعات والمراكز العلمية ، لماذا لا نستفيد من هذا الزخم المعرفي الكبير؟ من الواضح أن هناك تطورا نوعيا حدث في العلاقة بين البشر وبين الجن. لم يحدث أن انتشرت أخبار السحر والجن واكتسبت هذه الاعتراف بحقيقة وجودها في السياق الطبيعي كما يحدث اليوم. طالما أن الأمر أصبح كذلك أقترح أن نتعاقد مع فكاكي السحر ومخرجي الجن ليقوموا بالتفاهم مع أعداد وفيرة من الجن. على أمل أن يقدم إخواننا الجن المسالمون حلولا لكثير من المشاكل. منها مشكلة الخدامة. المشكلة العجيبة تحتاج إلى حلول عجيبة. لماذا لا نحاول توظيف الجن خدامات. معروف أن الجن ما عنهم غطوة ذكورا أو إناثا. حل غريب أليس كذلك؟ من يصدق أن الجن يدخلون في البشر ويخرجون منهم وان هناك بشرا يتفاهمون معهم ، لماذا لا يصدق أن الجن يمكن أن يعملوا سواويق وخدامات.المبدأ واحد. مجرد اقتراح. نضيفهم إلى الثروة الطبيعية المستخرجة من باطن الأرض مثل النفط والغاز. يصبح اسم وزارة البترول ( وزارة البترول والمعادن والجن). مع التدريب والزمن يمكن أيضا أن يدلونا على مصائد النفط دون عناء التنقيب المكلفة. وإذا كان عددهم وفيرا فلماذا لا نوظفهم يزعبون النفط في سطول فنتخلص من كلفة الاستخراج الباهظة. بصراحة إن فكاكي العود وحلة ابن نصار وسلطانة والسويدي كنوز لم نكتشفها بعد. في الوقت الحالي يمكن أن ندرب الجن كخدم يحلون محل الخدامات وإذا اثبتوا فعالياتهم وإخلاصهم نبدأ في تصديرهم كعمالة رخيصة. لا يوجد ولله الحمد أنظمة أو منظمات عالمية أو أمم متحدة او حقوق إنسان تراقب وضع العمالة المستخرجة من باطن الأرض. على فكرة الانجليز يستفيدون من الجن في السياحة. هناك قصور وأبنية متفرقة في انجلترا يقال إنها مسكونة. يؤمها الناس من كل مكان للتفرج عليها والاستماع إلى قصصها المخيفة. ما نسميه جنا يسمونه أشباحا. مشكلة الانجليز لا يوجد لديهم جن بالمعنى الصحيح. غادر الجن انجلترا مع رجال الدين الذين طردوا مع انقشاع عصور الظلام الأوربية. إذا تمت الموافقة على اقتراحي فأنا مستعد أن أتوقف عن الكتابة وأفتح مكتبا لاستخراج عمالة مدربة من باطن الأرض.