قال عضو مجلس إدارة نادي الخلود بالرس والمسؤول عن الفئات السنية سليمان الصويان في حديث صريح ل "دنيا الرياضة": "أوضاع أندية الدرجة الثالثة مزرية، ومن الممكن أن نقول إن هذه الأندية تحت خط الفقر بمراحل، فالإعانة السنوية لا تكفي برأيي، ولا نسبة 01% من التزامات الأندية، إلا إذا كان لدى الرئاسة العامة خبراء يستطيعون تقسيم آخر غير هذا فعليهم إرسالهم لنا، ولو حضر أحد المسئولين وشاهد المعاناة على أرض الواقع لقال لنا:"كثر الله خيركم اللي واقفين إلى الآن" فالأندية وضعها صعب وأقرب وصف لها كمرضى العناية المركزة، فلا هم بصحة ولا هم ماتوا وأرتاحوا وأراحوا، فالأندية لم تقم بدورها، ولم يتم إغلاقها، وأنا أعتبر الأموال التي تقدم لهذه الأندية من باب الهدر؛ لأننا كمن يعصر برتقالة واحدة على عشرة كأسات فالنتيجة لم يشرب أحد، فالنادي كالمنتزه بغض النظر عن دوره الرياضي، فلو استقطب النادي ما يقارب 004 شاب يفرغ من خلاله هؤلاء الشباب طاقاتهم الفكرية والثقافية والرياضية ويحفظهم من الإنحرافات والشرور فعندها يكون الصرف مهما كان حلالاً عليه. وبرأيي أن المشكلة تكمن بأننا عاطفيين بدرجة كبيرة". الصويان يتحدث للزميل سليمان اللزام وأضاف الصويان يقول: "إن مدخولات الأندية لو تم تقسيمها على ثلاثة أولها ما يصل لها من إعانة الرئاسة العامة لرعاية الشباب، والجزء الثاني من شركات الاتصالات الثلاث، والثالث من الناقل الرسمي الفضائي لمباريات الدوري، فأندية الدرجة الثالثة جزء لا يتجزأ من أندية الوطن بل هي التي تمد الأندية الكبيرة بالنجوم، والشواهد على ذلك كثيرة، فلما ترعى هذه الأندية يظهر مردودها على الأندية الكبيرة، في حين لما يتم تجاهلها تقع في مخاطرعدة الأهم منها برأيي هو: هجرة هذه الأندية والتوجه للاستراحات على سبيل المثال، وحتى يتم استقطاب الشباب من خلال ما يوجد في هذه الأندية من خدمات ومنافسات، ولن تجد من يخدم في الأندية بالوقت الحاضر بالمجان، وفي اعتقادي أن زمن "تكفون ياعيال" ولى بلا رجعة. ولما تتحدث عن نقطة أخرى وهي ما نشاهده في وقتنا الحاضر من فائدة أحد السماسرة من صفقة لأحد اللاعبين تفوق إعانة النادي لعامين وهذا أمر مؤسف". كما تطرق الصويان لتجربة نادي الخلود إذ أوضح بقوله: "اللاعب السعودي الناشئ يلتزم عندما يجد من يعطيه حقه كما يلتزم بالمدرسة، وأنا مسئول عن ما أقوله ولدي الإثباتات، وكشوفات الحضور والغياب موجوده لدي، والنتائج موجودة، فقد استطعنا بنادي الخلود أن نكسب أندية ممتازة كالحزم والرائد، وليس هذا تقليل منهم، ولكننا نحن عملنا في الخلود عمل غير عادي، فلما تأتي بفريق يتكون من خمسة وعشرين لاعباً، أقصد هنا الخلود ويشارك هؤلاء في مسابقتين الخميس بالدرجة الأولى، والأحد بدرجة الشباب ويستطيع تسجيل ستين هدفاً من دون أن يخسر خسارة واحدة، ماعدا عندما تم تفريغ لاعبي درجة الشباب لدوري الشباب؛ لأن هدفنا كان الصعود بهذا الفريق للدوري الممتاز، وأنا أريد أن أصل إلى أن الخامة موجودة وهم اللاعبون في كل مكان من هذا الوطن الغالي الذي يتوفر فيه ثروات هائلة من اللاعبين، أما أصحاب الفكر الرياضي فهم قلة، أو أنه لايوجد ذاك الاهتمام المشجع في ظل الإكتفاء بأندية الدرجة الممتازة". ومضى يقول: "أنا أعتبر الأندية الريفية الآن أندية متوفية دماغيا بسبب الشح المادي ويجوز التبرع بأعضائها". وعن المواهب في هذه الأندية قال الصويان: "على سبيل المثال جارنا نادي الحزم يمضي الآن خمسة أعوام في الدوري الممتاز، فهل من المعقول أنه خلال هذه السنوات لم يبرز لاعب واحد من درجة الشباب إلى الفريق الأول، لا يوجد أحد الآن. وباعتقادي أن اللاعب الناشئ يبرز إذا وجد المقابل المادي، فلو أن قيمة أحد الصفقات الفاشلة تم صرفها بانتظام على عشرين لاعباً بشكل أسبوعي لرأينا كل سنة في تشكيلة الحزم لاعبين اثنين، وبعد أربعة أعوام تجده قد اكتفى ذاتياً، وهذه هي السياسة الصحيحة، فالحزم لديه المنشأة والمادة والطموح في ظل وجوده مع أندية المحترفين، فعندها يتواجد لدى اللاعب ثلاث دوافع قوية لتحقيق ذاته، فلا بد من إيجاد الحافز المادي، ومن يعمل من دون مقابل ليس لديك طريق لمحاسبته وهو مشكور على أي عمل يقدمه الكلام هذا للاعب بالطبع". وكشف الصويان سر انتظام اللاعبون في الخلود قائلاً: "نقدم لهم مصروفات أسبوعية تصل إلى 052 ريالاً أسبوعياً بما يعادل ألف ريال شهرياً، ولحفظ النظام والانتظام فعندما يغيب اللاعب يخصم نصف المبلغ فيحصل على 521 ريالاً فقط، وعندما يغيب يومين لا يأخذ شئ، وهذه في الحقيقة مكلفة للغاية مادياً ولكننا كنا نبحث عن تجربة وهي: هل اللاعب السعودي يستوعب الفكر الإحترافي منذ الصغر فاستطعنا إيصال هذا المفهوم للاعبين حتى أصبح لا يتغيب عن التمارين بأي حال من الأحوال، وأضيف أمر آخر هو أن هناك غرفة محددة فيها جميع مستلزمات اللاعب من الملابس والأحذية فيقوم عند الدخول إليها بخلع كل ما معه وما لديه حتى الجوال، وتغلق في وقت محدد، فإذا حضر اللاعب بعد إغلاق الغرفة لا يستطيع الدخول ويحرم من اليومية، وللمعلومية نحن عندما أقدمنا على هذه التجربة كنا نريد أن نكتشف ولكننا اكتشفنا وحققنا أيضاً النتائج، فأنت عندما تكسب 52 لاعباً يمثلون الدرجتين الشباب والأولى ويسجلون انتصارات كبيرة ونتائج رائعة وكنت قد استغنيت عن ثلاثين لاعباً من الفريق الأول هذا يعد إنجاز، ولو كانت المادة متوفرة لعملنا شئ لا يصدق". وختم الصويان حديثه بقوله: "خسرنا رئيساً متميزاً ألا وهو الأخ ضيف الله الصالحي فأنا اعتبره رئيس خمس نجوم، حقيقة أنا لا زلت أجهل أسباب ابتعاده، ولكن أملنا بالله ثم برئيسنا الفخري خالد البلطان بأنه يعطينا جانباً من الاهتمام، فنحن لانطالب بالملايين، ولكن لو جاءنا جزء من مبالغ أحد السماسرة، وأنا مستعد لو توفر لدي مبلغ معقول لاستطعنا أن نحرج فريق الحزم الأول، ولو تم التركيز في فريق درجة الشباب ولو وجد الاهتمام الصحيح أنا متأكد أنه خلال ستة أشهر أنه سيقف الند للفريق الأول الذي كلف ثلاثين مليون ريال بالموسم، وأنا مستعد شخصياً لو أستلم مهام القطاعات السنية بالحزم لأربع سنوات بميزانية خمسمائة ألف ريال كل سنة فقط لأستطيع خلال ثمانية أشهر أن أكسب الفريق الأول، وهذا ليس من باب التنظير أو الأماني، فنحن نؤمن بالعمل، فالحزم فيه كنوز وهم عبارة عن مجموعة جيدة من اللاعبين البارزين، ونحن كسبناهم في الخلود بلاعبين أقل منهم مستوى، ولكننا أكثر انضباطا منهم" وأقولها بالفم المليان: "لو كنت مسئولاً بالحزم لأضفت في كل موسم رياضي لاعبين من شباب النادي".