هل تتخيل ذات يوم أن تعمل في دائرة حكومية رسمية فتكون بمنصب المدير ووكيله والسكرتير والمحاسب وأيضاً حارس الأمن لتلك المنشأة وتخدم أكثر من 80 ألف نسمة من السكان في زمن يطالب به العديد من الراغبين بالعمل توظيفهم ..؟ هذا الواقع الغريب تشهده محافظة مهد الذهب حيث يقوم شاب سعودي في العقد الثاني من عمره بالعمل وحيداً في البنك السعودي للتسليف والادخار ويعمل بمختلف المناصب الإدارية في البنك فتجده مديراً ووكيلاً ومحاسباً وسكرتيراً وحارس أمن و..و.. إلخ. الشاب المكافح ما زال يعمل قدر المستطاع لسد العجز الواضح في الموظفين الذين تسربوا إلى المدينةالمنورة بعد أن تم تعيينهم في البنك وظل وحيداً صامداً ومكافحاً لخدمة أكثر من 80 ألف نسمة يقطنون مهد الذهب . العجز.. الذي يشتكيه فرع بنك التسليف بالمحافظة امتد من اختفاء الموظفين إلى أساسيات العمل بالبنك حيث لا يوجد جهاز فاكس لاستقبال الخطابات ولا يوجد جهاز حاسب آلي بل يذهب الشاب للمحلات التجارية لكي ينجز المعاملات أيضاً لا يوجد على الأقل تليفون واحد للاتصال الخارجي بالمدينةالمنورة ويضطر الشاب ( الموظف الوحيد ) إلى الاتصال من جواله الخاص لإنجاز معاملات المواطنين .. وقد رصدت ( الرياض ) خلال جولتها النقص الكبير الذي يعيشه البنك .. فجميع أرضيته لم تفرش ولم يوضع لها على الأقل ( سيراميك ) بل ظلت كحالها القديم الذي لا يليق بالبنك السعودي للتسليف .