قال وزير العمل: إن حكومة المملكة تقدر مبادرات القطاع الخاص في خدمة المجتمع وتوفير فرص العمل للشباب السعودي، وفي مقدمتها برامج عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع. وأوضح الدكتور غازي القصيبي في كلمة له خلال الحفل السنوي لبرنامج "باب رزق جميل" مساء البارحة, إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان يقول عندما ينقل له انجازات ومبادرات المهندس محمد جميل :" بيض الله وجهه وكثر من أمثاله". وأضاف:" ذات يوم قلت للملك عبدالله بن عبدالعزيز ليتنا نملك في القطاع الخاص عشرة من أمثال محمد جميل, فرد حفظه الله ليتنا نملك خمسة فقط". ووصف القصيبي المهندس محمد جميل بأنه وزارة عمل كاملة في شخص رجل, ووكالة تدريب كاملة في شخص رجل, ومكتب توظيف كامل في شخص رجل, مقدراً دعمه المستمر للشباب السعودي وجعله منتجاً ومفيداً لبلاده ومحاربته الدائمة للبطالة. وبدأ وزير العمل كلمته بقوله:" إن العمل الذي ابتليت به وابتلي بي يعلم أنه تمر علي ساعات عسيرة صعبة كثيرة لا أحصيها بل من الأسهل علي أن أحصي الساعات التي ليست بالصعبة ولا بالعسيرة، وليست شكواي من عمل مستمر فالعمل واجب في سبيل الوطن، ولا شكواي من صعوبة أو مشقة في التحديات تتطلب الصعوبات والمشقات". عبدالمقصود خوجة في حديث باسم مع د. القصيبي ويتوسط الصورة المهندس محمد جميل. وتابع:" إنني حينما آوي إلى فراشي أتساءل وأنا أرتجف خوفا، هل سوف يحاسبني الله عن كل عاطل وعاطلة؟ وماذا سأقول إذا وقفت أمام الله عز وجل في يوم الحساب فقال لي: ماذا فعلت من أجل عبادي وإمائي الباحثين والباحثات عن العمل, إن الله أعدل من أن يعذب أحدا بجريرة أحد، ولا تزر وازرة وزر أخرى، ومع ذلك يبقى السؤال الملح هل قمت بكل جهدي هل قام زملائي بكل جهدهم هل استطعنا أن نقوم بكل ما نستطيع العمل به هل هناك تقصير حتى أن الإنسان يتمنى أن يخرج في النهاية من هذه المهمة كفافا لا له ولا عليه، وإن تم ذلك فهو فضل من الله، إلا أنه برغم الساعات العسيرة والليالي المريرة بالقلق والسهد والخوف تمر على الإنسان خلال العمل ساعات جميلة يعدها من أحلى ساعات العمر، ولا شك أن هذه الساعة التي قضيناها هنا هي ساعة بالتأكيد هي من أحلى ساعات عمري وأرجو أن تكون من أحلى ساعات أعماركم وأعماركن، وإن شاء الله أعماركن أطول من أعمار الرجال كما تقول جميع الإحصائيات إن المرأة تعيش أكثر من الرجل والله يعلم لماذا؟".وزاد:" عندما تمر بي ساعة كهذه الساعات ينفتح باب الأمل بعد هذا الإحباط وتنكشف آفاق الرجاء بعد ادلهام ليل اليأس فهذا هو طريق المستقبل وهذا هو طريق الغد، هذا هو الطريق الذي يقول إن هذه البلاد بخير، إن مواطنيها بخير وإن شاباتها وشبابها بخير.. كل ما يحتاجون إليه هو من يشير إليهم ويرتاد أمامهم الطريق كما فعل أخي وأخوكم المهندس محمد عبد اللطيف جميل".وأكد القصيبي أن حل قضية البطالة ليس بالأماني, وقال:" إننا لا نستطيع أن نحل مشكلة البطالة بالآمال والأوهام والتمنيات، ولا بأن نغذي شاباتنا وشبابنا بوعود خاوية لا معنى لها، وعندما قلت إن السماء لا تمطر وظائف حكومية غضب الكثيرون، بل إن رساما كريكاتوريا مبدعا قال «لا ما عليك منهم لو بغوا استمطروها»، ليتني أستطيع استمطار الوظائف، ولكن الوظائف لا تستمطر وإنما تصنع بمجهودات رائدة كمجهودات باب رزق جميل".واستطرد بقوله:" لا يمكنني أن أحل مشكلة البطالة بأن أقول نعطي كل باحث عن العمل إعانة وإلا أبقيناه في أسر الإعانة إلى الأبد، ولا نستطيع أن نحل مشكلة البطالة بحد أدنى من الأجور، وإلا زدنا مشكلة البطالة خطورة، نستطيع أن نقضي عليها بما رأيتم وترون الليلة بالتدريب وبعد ذلك بالعمل الشاق، وهذا هو طريق المستقبل لا قضاء على البطالة إلا بالتدريب ولا قضاء على البطالة إلا بعمل منتج ولا قضاء على البطالة إلا بتعاون تام مطلق كامل بين الدولة والقطاع الخاص".وأضاف:" إن للدولة دورها الذي لا ينكره أحد، ومع ذلك يجب أن يكون للقطاع الخاص دوره الذي لا يجب أن ينكره أحد، لقد أعطانا هذا الوطن جميعا، موظفين وطلابا ورجال أعمال أعطانا الكثير أعظم نعمة أعطانا أيها هي نعمة الإيمان والإسلام وأعظم نعمة أعطانا إياها هي أن جعلنا سدنة بيته وخدام بيته الحرام ومسجد نبيه، أعظم خدمة سجلها لها الوطن إنه جعلنا ننشأ في وطن لم يعرف الاستعمار يوما من الأيام في وطن علمنا على الرجولة والشهامة والكرامة, فلا بد أن نرد له ولا نستطيع أن نرد كل جميله، ولكن لا بد أن نرد له بعضا من جميله، وفي هذه الليلة المباركة أدعو إخواني الشباب أن ينفضوا عنهم غبار التواكل وأن ينطلقوا إلى البرامج التدريبية التي أصبحت بفضل الله متوفرة في كل مكان، كما أدعو إخواني رجال الأعمال أن يأخذوا القدوة الحسنة من الجهود الرائدة التي رأيتها الليلة, قلت في أكثر من مناسبة لو كان لدينا الكثير من أمثال محمد جميل لقضينا على البطالة وأملي في الله سبحانه وتعالى أولا ثم في أبناء وطني الكبير، إن البطالة ليست قدرنا وليست مصيرنا وليست مستقبلنا وإننا نستطيع بعون الله ثم بتضافر الجهود أن نقضي عليها قضاء مبرما في يوم قريب آت لا محالة بإذن الله". من جهته, قال المهندس محمد عبد اللطيف جميل إن الشركة ومنذ تأسيسها قبل 64 عاماً انتهج والده نهجاً واضحاً لها وهو مساعدة المجتمع السعودي وخدمة أفراده عبر عدة برامج, تطورت لتصبح كياناً مستقلاً في عام 2003 تحت مسمى برامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع, ليتغير مسماها في عام 2007 وتصبح "باب رزق جميل". فريق باب رزق جميل يقدم هدية للمهندس جميل بحضور القصيبي. ولفت جميل إلى أنه منذ عام 2003 ساهم البرنامج في توفير 87,931 ألف فرصة عمل للشباب السعودي عبر عدة برامج منها التدريب المنتهي بالتوظيف والأسر المنتجة والمشاريع الصغيرة, مبيناً أنه في عام 2008 وحده تم توفير 30,115 فرصة عمل للسعوديين. وبدأ جميل كلمته في الحفل بقوله:" أرحب بكم هذه الليلة أجمل ترحيب وأتقدم لمعالي الدكتور غازي القصيبي بالشكر والتقدير لرعايته هذا الحفل، وهذا ليس غريبا على معاليه، فهو من أوائل الداعمين لهذه البرامج منذ أن كانت فكرة وحتى أصبحت واقعا ملموسا يستفيد منها آلاف الشباب والشابات من أبناء الوطن. إن خدمة المجتمع هي ركن أساسي من أركان هذه الشركة، وهي غرس ثمين وضعه والدي رحمه الله منذ تأسيسه لهذا الكيان منذ أكثر من 64 عاما، وفي عام 2003م تم تطوير هذه البرامج ووضعها ضمن كيان واحد أطلق عليه برامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع والتي تركز على مكافحة البطالة من خلال توفير فرص العمل، ومن أجل هذا الهدف عمدت إلى تقديم العديد من البرامج الهادفة إلى توفير فرص العمل وقامت في عام 2007م بوضعها تحت مظلة واحدة أطلقت عليها اسم (باب رزق جميل). لقد يسر لنا المولى عز وجل طريق خدمة مجتمعنا من خلال هذه البرامج فكل الشكر والتقدير لأكثر من 87.000 مواطن ومواطنة شرفونا بخدمتهم ومساعدتهم في سعيهم للرزق منذ بداية هذه البرامج وحتى الآن".كما أود أن أشكر 420 زميلا وزميلة في (باب رزق جميل) منتشرين في كافة أنحاء المملكة على ما يقدمونه من جهد وتفان في سبيل تحقيق أهداف البرامج، مؤكدا لهم أننا مازلنا في بداية الطريق وأن أمامنا مشوارا طويلا مليئا بالتحديات ويحتاج منا إلى مضاعفة الجهد ومواصلة العمل وتطوير الوسائل لتحقيق الأهداف المأمولة ومساعدة إخواننا في تطوير أعمالهم ووظائفهم.نحن اليوم من خلال ما شاهدناه من استعراض لنتائج الفروع خلال العام الماضي، نؤكد لمعاليكم ولحفلنا الكريم بأننا سنعمل لمساعدة أفراد مجتمعنا في سعيهم للرزق، ويسرني أنا وزملائي بهذه المناسبة أن نعاهد الله أن نواصل العمل في هذا الطريق لنحقق معا هدفا طموحا يتمثل في زيادة فرص العمل من مخططها الحالي، وهو تحقيق 38.000 فرصة عمل هذا العام لنستهدف تحقيق 80 ألف فرصة عمل ابتداء من عام 2015م أي بزيادة سنوية قدرها 15 في المائة على أقل تقدير لمضاعفة نتائج عام 2009م. وسنعمل أن يكون مخططنا لذلك العام هو تحقيق 28 ألف فرصة عمل ضمن برنامج الأسر المنتجة و13 ألف فرصة عمل ضمن برنامج التدريب المنتهي بالتوظيف و22 ألف فرصة عمل ضمن برنامج التوظيف المباشر و12 ألف فرصة عمل ضمن برنامج دعم المشاريع الصغيرة والذي يشمل دعم المؤسسات الصغيرة وبرنامج تمليك سيارات النقل والأجرة العامة وخمسة آلاف فرصة عمل في برنامج العمل من المنزل وغيرها من البرامج المختلفة.هذا الهدف المشترك سيتحقق - بإذن الله - من خلال العمل المشترك مع شركائنا في النجاح وفي مقدمتهم: وزارة العمل وصندوق الموارد البشرية وبنك التسليف ومكاتب العمل وشركات القطاع الخاص والغرف التجارية وغيرها من الجهات التي لاتألو جهدا في دعم مسيرة البرامج وتسخير طاقتها لتحقيق أهدافها وأدعوهم جميعا لترجمة حبهم للوطن من خلال خدمة أبنائه.وختاما أتقدم بالشكر لله عز وجل على ما وفقنا إليه من خدمة لمجتمعنا كما أتقدم بالشكر لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين على دعمه الشخصي الدائم وتشجيعه المتواصل لهذه البرامج وشكري لسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ولجميع أمراء المناطق ومسؤولي الأجهزة الحكومية وشركات ومؤسسات القطاع الخاص التي تساهم في توفير فرص العمل. د. القصيبي يكرم «الرياض» ويستلم شهادة التقدير الاستاذ عمر أبوزيد المدير الاقليمي للصحيفة بالغربية