اشارت الصحف إلى أن مركز القياس والتقويم قام بإجراء اختبارات كفاية للمعلمين الجدد ولم تتجاوز نسبة اجتياز المعلمين نصف عدد المتقدمين حيث فشل في اجتياز الامتحان 7400 معلم من اصل 14000 معلم تقدموا للاختبار. النسبة مؤلمة وكالعادة أمام الضغوط الاجتماعية يجري الاستعداد لاعادة الاختبار. هذه الاختبارات التي تبنى وفق أسس علمية نشيد بتبنيها والقيام بها، لكن يجب أن نستفيد منها بشكل يتجاوز مجرد قبول أو رفض تعيين معلم. هذه الاختبارات يفترض أنه تم بناؤها وفق معايير تحدد معايير الدخول لمهنة التدريس، وبالتالي هي تختبر حزمة من المهارات والقدرات التي يجب أن يتمتع بها خريج كلية المعلمين/ التربية وتسمح له بالالتحاق بسلك التعليم. لكن السؤال الكبير هو هل تدرك كليات المعلمين وكليات التربية ماهية المهارات والقدرات والمعارف والسلوكيات التي يجب أن يتمتع بها خريج وخريجة الكلية؟ بعض الكليات ليس لديها أهداف تعليمية ، بمكوناتها المختلفة، واضحة وليست تدرك المخرجات التي يجب أن يصل إليها خريجوها، لذلك أرى بأن الخطوة الأولى تبدأ بنشر وزارة التربية لحزمة المهارات التي تتوقعها في المعلم المستجد والتي على ضوئها بنيت اختبارات الكفاية للمعلمين، حتى تستطيع الكليات المتخصصة تبنيها في مناهجها وبرامجها وبالتالي الارتقاء بجودة مخرجاتها. نتائج الاختبارات يجب أن لا يكتفى فيها بمجرد اجتياز المتقدم أو عدم الاجتياز، بل يجب أن يستفاد منها بشكل معرفي أفضل، فعلى سبيل المثال مقارنة نتائج الاختبارات بمكان التخرج سيدلنا على معرفة برامج الكليات المتميزة وتلك غير المتميزة. هنا يجب أن تخاطب الجامعات التي لايحقق خريجوها النتائج المطلوبة، لتقوم بتصحيح وتطوير أوضاعها. لدينا أكثر من خمسين كلية من الكليات المعنية بتأهيل المعلمين والمعلمات ككليات المعلمين والتربية والعلوم الإنسانية والعلوم وغيرها، ونشر نتائج خريجيها في اختبار القياس سيكون محفزاً لنشر التنافس بينها والبحث في كيفية تطويرها.. نتائج الاختبارات ستوضح نقاط الضعف والقوة بصفة عامة في كفاءة المتقدمين لسلك التعليم، متى بنيت بشكل علمي سليم، وهذا الأمر سيكون مفيداً ليس فقط للكليات المعنية بتخريج أولئك المتقدمين ، بل سيكون مفيداً لوزارة التربية والتعليم ذاتها بالتعرف على أبرز نقاط الضعف التي يجب أن يدرَّب عليها معلموها سواء من التحقوا باختبارات الكفاية تلك أو من سبقوهم بالالتحاق بسلك التعليم. هذا سيكون مدخلاً مفيداً لتصميم حقائب تدريبية مفيدة للمعلمين والمعلمات بالمملكة. أخيراً، تلك الاختبارات ستكون مفيدة بإجرائها على المعلمين القدامى، سواء بشكل عام أو بشكل عشوائي لنتعرف على تأثير الممارسة الميدانية في تطوير مهارات وسلوك وقدرات المعلم من عدمه. ولكي نكون منصفين يجب إجراء الاختبارات على المعلمين غير السعوديين والذين تعج بهم مدارسنا الخاصة، أسوة بالسعوديين.