في فجر يوم الأحد الموافق 21/6/1430ه توفي الشاعر المعروف إبراهيم بن سعد العريفي، عن عمر يناهز الثمانين سنة . ودفن في بلدته : مزعل، بمحافظة القويعية . والساحة الشعبية والأدبية إن فقدت جديد الشاعر بعد وفاته فلن تفقد ما زود به المكتبة من أشعار ستبقى وصايا تغذي جانب الخير والفلاح، حيث ركز الشاعر على جانب العطاء المفيد والقصائد المتميزة في كل غرض نافع، وحاول معالجة المشكلات الاجتماعية وبعض الظاهر التي لا يراها مناسبة للشباب . كان من كبار الشعراء الذي التزموا بالكلمة النافعة ذات الدلالة الإرشادية والتوجيهية ، وحرصوا على أن تكون أشعارهم نموذج الكلمة الطيبة، وقد ساهم في مجالات عدة سواء ركن البادية في الإذاعة أو الصحافة أو غيرها . وكان يقول بعض قصائده بصورة عفوية وتلقائية، ويحفظها جميعها تقريباً، ويتميز الشاعر إبراهيم بالبساطة في كل شيء حتى لكأنك وأنت تجالسه قد عرفته من زمن بعيد، وذلك لتواضعه ودماثة خلقه، نحسبه والله حسيبه . ولا غرابة في ذلك فقد نشأ الشاعر إبراهيم في أسرة تتمتع بالخلق الرفيع ومكارم الأخلاق ، نشأ على ذلك وشب وشاب عليه ، فكانت قصائده متوجهة أهدافها للشباب فيوصيهم بالبر والتقوى وعدم تقليد العادات الغريبة عن بيئتهم ومجتمعهم ، كما يوصي المرأة بالمحافظة على بيتها وأولادها وأسرتها ونفسها وبالتزامها بفضائل الأخلاق ، ويرشد الجميع بضرورة التواصي بالخير والتلاقي على أحسن خلق وأفضله والتمسك بالدين والكرم والشجاعة وإكرام الضيف ومحبة الجار والجوار الحسن، والمحافظة على الصلاة وما وصى به الإسلام والترفع عن الدنايا وسفاسف الأمور، والبعد كل البعد عن الضياع وفقد الهوية . وللشاعر أيضا عدة قصائد وطنية في الوطن ومحبة ولاة الأمر ووجوب طاعتهم والمحافظة على هذا الكيان من أي خلل يصيبه . وله أيضا قصائد في بعض المظاهر التي يمارسها بعض الشباب ، فكان ينقدها وينتقدها بلطف ويوجه برفق . وللشاعر دواوين شعرية ضمت العديد من القصائد أهداني رحمه الله ديوانه المطبوع ، ولعل الوقت يسعف في عرض شيء من قصائده في وقت لاحق بإذن الله. رحم الله الشاعر إبراهيم ، وجزاه عما قدم من الأشعار النافعة خير الجزاء ، وأسكنه فسيح جناته آمين . وهذه قصيدة من قصائده : شف وانظر بالعيون وشف طبع العالم وشلون احد مبسوط ومرتاح وأحد تعبان ومشطون واحد يفتهم الحياة وينفق قدامه خيرات واحد يجمع بالمخبات ومحروم وبكره مدفون واحد عمار للدار وكفو للفخر والكار واحد يكسب عار ونار وشر وحر ومهيون تعلم قد الامكان فالعالم له قدر وشان والجهل عار وخسران تصبح من دون في دون تعلم علم الآداب واترك جميع الالعاب تفوق على الطلاب اللي دايم يلعبون فكر واحضر للتعليم واطلب نهج العلم مديم وافخر بالدين القويم واطلب رب الكون العون إن عزاءنا في وفاته أنه قدم في ميدان الشعر الذي يجيده ما حسن من القول ونفع ، ولم يشطح بقصائده أو يفيض في أغراض لا تضيف للساحة شيئا سوى الخسران فلعلها رصيد خير وأجر، وأن يكون هذا العمل مما يجعل في نفوسنا بعض الراحة، ودعواتنا له بالرحمة ولذويه بالصبر والسلوان آمين .