ذكر سجين سابق في معتقل غوانتانامو أن محمد عبدالله صالح الحنشي الذي أعلنت السلطات الأمريكية انتحاره قبل حوالي خمسة أشهر كان قد تطوع لتمثيل زملائه في محادثات مع مسؤولي الجيش وخرج من محبسه لحضور اجتماع مع كبار القائمين على المعتقل في خليج غوانتانامو بيد أنه لم يعد منذ ذلك الحين، اذ تم احتجازه في جناح المصحة النفسية بالسجن الذي مات فيه. وتوفي الحنشي في غوانتانامو في ما أسماه مسؤولو الجيش انتحارا واضحا يعتبر الخامس من نوعه منذ افتتاح المعتقل والأول منذ تولي باراك أوباما مقاليد الرئاسة. وقد امتنع العسكريون الأمريكيون عن وصف كيفية اقدام صالح على الانتحار في تلك الوحدة التي تخضع للرقابة اللصيقة - بيد أن السجين السابق بنيامين محمد قال إن الحنشي ليس من النوع الذي ينتحر، حيث وصفه بقوله: «لقد كان صبوراً وكان يشجع الآخرين ويحضهم على التحلي بالصبر مثله، ولم يكن إطلاقا ينظر إلى الانتحار كوسيلة لانتهاء معاناته»، ويصر بنيامين على تصنيف موت صالح على أنه «جريمة قتل عمد أو غير قانوني من أي زاوية نظرت إليه وبأي قياس قسته» - مؤكدا ان الولاياتالمتحدة تسببت في أن يفقد صالح الأمل بحبسه لأجل غير مسمى وبدون تهم موجهة إليه. وكان بنيامين محمد قد تم نقله في شهر فبراير الماضي إلى بريطانيا حيث تم الافراج عنه، أما التصريحات التي أدلى بها ووصلت إلى «الأسوشيتد برس» عبر أحد المحامين الذين يتولون الدفاع عنه، فهي تقدم بعض التفاصيل عن سجن القتيل لأول مرة. وأشار بنيامين الى أن صالح غادر المعسكر الخامس بالسجن الخاضع للحراسة المشددة حيث خرج في يوم 17 يناير لحضور اجتماع مع اللواء ديفيد توماس كبير قادة فريق العمل المشترك الذي يتولى تسيير أمور السجن والعمليات ذات العلاقة في كوبا والعقيد بروس فارجو الذي يتولى قيادة مجموعة الحبس المشتركة. ومن غير الواضح ما دار في الاجتماع او ما اذا كان الاجتماع قد انعقد أصلاً؛ الا ان بنيامين - الذي طلب منه مسؤولو الجيش أن يمثل زملاءه النزلاء ولكنه رفض - اشار الى أن صالح لم يعد قط الى المعسكر رقم (5) حيث كان رهين الحبس وانما أودع بدلا عن ذلك في وحدة الصحة السلوكية في غوانتانامو وهي الوحدة التي يتم فيها احتجاز السجناء المصابين بالأمراض النفسية حيث يخضعون للرقابة اللصيقة. يذكر أن صالح، وهو يمني الجنسية، كان قد حارب مع تنظيم القاعدة على حد زعم ساجنيه وظل مسجونا في غوانتانامو منذ فبراير 2002م من غير ان يتم توجيه أي تهمة إليه، وفي حين أنه كان يعترض على ما يعتبره إساءة معاملة للنزلاء فقد كان مع ذلك (اجتماعياً وودوداً وكان يسعى لحل المشاكل التي تحدث بين نزلاء السجن وأفراد الحراسة) وفقا لما قاله عنه بنيامين.