بين فترة وأخرى أصبحت مواقع الانترنت تنشر بعض الاخبار الامنية في ظاهرها الاجتماعي في تأثيرها لبعض الشخصيات العامة ممن ارتبط اسمهم بموقف امني ما..؟ دون الاكتراث بتأثير تلك الاخبار على اسرهم وخاصة زوجاتهم او امهاتهم...؟ المشكلة الكبرى ان بعضنا بات يقتات بشكل غير انساني على تلك الاحداث ويستمتع بنشرها وتناقلها بين الناس بسرعة احتراق الهشيم يوم ريح عاصف..؟ لا اريد ان اقول ان حظ هؤلاء بنفس تعاسة صاحب الحظ الشهير الذي ردد بكل ألم.. ان حظي كدقيق نثروه.. ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه...؟؟ لأن الاشكال هنا ليس في حظه السيئ بل في منظومتنا الاخلاقية التي للأسف باتت تستميح بكل سهولة اعراض الناس همزا ولمزا وان لم نكن على يقين فقط نمسك طرف الخيط ثم نبني الاحداث ونتناقلها بكل ثقة وتصبح خبرا مهما في غير موقع على الانترنت... الاشكال الاكثر خطورة في الامر هو تسريب بعض الخطابات الرسمية او دبلجتها على تلك المواقع مع نشر كامل للاسم واحيانا للرقم المدني لصاحب القضية لتأكيد مصداقية الخبر...؟؟ السؤال هنا من سرب تلك الأوراق..؟ هل هو موظف بلا ضمير ام هي احدى سلبيات التقنية الحديثة التي تسمح بكل سهولة بتزوير الاوراق الرسمية ...؟ سواء كانت انعدام ضمير بالتسريب او بالتزوير فإن العقاب بالسجن هو ابسط جزاء يمكن ان يعطى لهؤلاء مع التشهير باسمائهم على وسائل الاعلام المحلي ليس لعقابهم فقط بل وردع اصحاب النفوس المريضة من تتبع عورات المسلمين بل واحيانا الافتراء... الأكيد ان اسلوب الفضيحة ليس من قيم الانسان المسلم بل هو ضد ابسط ابجديات الاخلاق الانسانية في كل الثقافات الانسانية المتحضرة..، ولكن للأسف في الفترة الاخيرة بدأت تظهر لنا منظومة من النشر الفضائحي في مواقع الانترنت بل واحيانا في بعض الصحف التي تريد استقطاب القارئ دون ادنى تحمل لمسئوليتها الاجتماعية التي تفرض عليها التحري والدقة لأن الامر يرتبط بسمعة انسان.. احيانا اشعر ان جزءاً من مجتمعنا يرتكز على قيم فضائحية..، قيم سلبية كبيرة توجه اراءنا تجاه الآخرين وخاصة الناجحين منهم.. اعلم يقينا ان الانسان في حال اهليته مسئول عن تصرفاته ولكن الفضائحية منهج لا يليق بمجتمع متدين ومحافظ ناهيك عن جسارة البعض في تركيب عناصر الحدث وتحويله الى كارثة ترتبط بكل منتسبي تلك المهنة وكأنها وصمة او فيروس عام...؟ وهي بالتأكيد تعود لمرتكز ثقافي سلبي تجاه بعض المهن او الاعمال التي يرى بعضنا ان الانتساب لها كافٍ لاعتبار اصحابها غير مقبولين اجتماعيا وبالتالي سمعتهم مباحة لهواة الفضايح والشائعات.. اعتقد ان المجال هنا متاح لاخوتنا واخواتنا من علماء الدين لتحريك مكنون بعضنا الديني الذي يؤكد على مبدأ الستر لمن اخطأ اما من لم يخطئ فلحمه حرام حرام.. وليتذكر الجميع ان لهؤلاء امهات وزوجات وأبناء.. هم ايضا قدوة لأبنائنا لندعم الجوانب المضيئة في مجتمعنا ....بعيداً عن مستنقع الفضائحيات....