الجرس الأول: تابعت بعض تسريبات الموقع «ويكيليكس» الذي كشف الكثير من الخفايا التي كانت خافية على المتابعين مع أن البعض منها قد «سربته» مواقع أخرى تابعة «للبنتاجون» وغيرها من الصحف العالمية لكن الناس على ما اعتقد تنسى بمجرد مرور ساعات على نشر مثل هذه الأخبار الهامة والتي لا تخفى على المهتمين والمتابعين الجادين. فقد تذكرت مطلع أغنية يمنية قديمة يقول «لكشف مغطى ولا غطي على مكشوف يا ليل أدانه لدان» وهذا واقع مؤلم نعيشه خلال السنوات العجاف السبع الراحلة، فمنذ أن احتلت أمريكا العراق والاخبار تتواتر وتكشف ما قامت به هذه «الدولة المارقة» في حق الشعوب المسلمة خاصة في منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد «منطقة الخليج» التي منيت بعدة حروب وكميات ليست بالقليلة من أسلحة الدمار الشامل التي أنزلتها آلة الحرب الصهيونية بدعوى «تحرير العراق من أهله» واستبدالهم بخليط «من الامريكان الصهاينة وشيعة الفرس الحاقدة والخ من الجنسيات التي عاثت فساداً» لا يماثله فساد آخر في القرن العشرين والواحد والعشرين. فهذه الاخبار المسربة بقصد ودون قصد ما هي ألا «قرصة أذن» لمن تسول له نفسه «الاستقلال» عن توجهات أمريكا وشلتها الفاسدة والأدهى من ذلك ان «يوعز» لهذه المواقع للتسريب أو «التهديد» الضمني الذي يقول بكل لغات العالم «يا تنتن يا تنتن» يعني يا تموت يا تنتحر. يعني بالفم المليان لمن يفكر لمجرد التفكير أن «يهتم» بقضايا الأمة «نحن له بالمرصاد» سوف «نفضحه» ونعري مسيرته أمام العالم كله، والمصيبة أن دول الشرق الاوسط الغلبان «ما زالت تقول أن أمريكا «صديقتنا» وما زالوا يتعاملون معها على هذا المبدأ مع انهم يعلمون علم اليقين أن هذه الدولة ومن هم على شاكلتها لا صديق لها إلا من يخدمها ويخدم مصالحها وأن يخضع لها خضوعاً كاملاً وان لا يقول لها «أفٍ ولا ينهرها» وإلا سوف يطلقون عشرات المواقع «ذات التوجه الفضائحي» ثم يتظاهرون أمام الرأي بأنهم سوف يحاكمون «المسربين» وما كل هذا إلا «ذرٌ للرماد في العيون» وحتى يكسبوا تنازلات أكثر ويحصلوا على أكبر قدر من ثروات المنطقة دون ان يتكلفوا دولاراً واحداً». الجرس الثاني: أما دول الشرق الأوسط (المدعوءة) كما يقول اخواننا المصريون فللأسف ما زالت تتجاوب وتتجاذب مع توجهات «صاحبة العصمة والدلال» أمريكا ولا أدري لماذا لا تخرج على الملأ وتصرخ بأعلى صوتها قائلة (لا للابتزاز) لا للمقايضة انشروا كل ما عندكم مقابل عدم التنازل عن ثوابتنا وحقوقنا السابقة واللاحقة بل الأولى ان يقولوا لهم بالفم المليان (نحن لا تهمنا تسريباتكم) فقد خدعنا في صداقتكم سنوات طويلة وآن الآوان ان «نفصل بين ما نريد عن ما تريدون بل كان من المفترض ايقافهم عند حدود لا يتعدونها بمصارحة شعوبهم بأنهم «خدعوا» وتورطوا في «صداقات» وهمية وأكيد ان شعوب المنطقة سوف تقدر وتسامح وتتجاوب مع قياداتها بل ستساندها وتقف معها ضد «الجبروت الصهيوني» فالخطأ ليس ارتكاب الخطأ بل إن الخطأ هو الاستمرار فيه هكذا قال لنا الحكماء، وهكذا نقول نحن لاعتقادنا بسلامة هذا القول وجدواه الكبيرة واعتقد والله اعلم ان متى ما «تكاشفت» الدول مع ابنائها حتما ولا بد ستكون اللحمة الوطنية أقوى واصلب. الجرس الثالث: أما «موقع ويكيليكس» وما يفرزه موقعه ما هو إلا سلسلة طويلة من «الفضائح التي يراد بها «استكراد» الدول وشعوبها واستنزافهم بل الادهى هو اسكاتهم عن المطالبة بحقوق المسلمين خاصة المسجد الاقصى والاراضي الفلسطينية التي نهبت وتنهب ليل نهار وأمام أعين شعوب وحكومات الشرق الأوسط «المتدهور» بفعل أهله أولاً وآخراً. خاتمة: «يا ما في الجراب يا حاوي»..!! مثل شعبي قديم.