تحية تقدير وعرفان لكاتبة المقال الهام (الرجل «يتنفس» بالمسيار .. والزوجة ماذا عنها؟) للكاتبة موضي الغدير والمنشور يوم الاثنين 13 أبريل 2009 في صفحة الرأي بجريدة الرياض التي تفاجئنا من آن إلى آن بموضوعات تتسم بالجرأة اتساقاً مع مناخ حرية التعبير عن الرأي .. والرأي الآخر.. ولأن المقال المذكور قد تأجج بغضاً واستنفاراً ضد لجوء الزوج للتعدد، ولم يجد مبرراً له إلا إشباع رغباته الجنسية ونزواته الحسية.. لهذا وجبت الإشارة إلى أن بعض النقاط الهامة: أولاً: ليس عيباً أن تكون دوافع الزواج جنسية فالجنس أحد المقومات الأساسية للعلاقة الزوجية.. وإلا فبالله عليكم كيف يكون الزواج زواجاً بلا علاقة حسية! ورغم هذه الحقيقة فأسباب التعدد ودوافعه لا تنحصر في هذا الأمر - رغم أهميته - إذ لا يعقل أن تكون فحولة الزوج وبرودة الزوجة سبباً وحيداً لهذا التعدد..! لكنها قد تعزى في أغلب الأحوال لوجود صنف من الزوجات منغصات للحياة الزوجية، دافعات أزواجهن دفعاً للهروب منهن.. كالزوجة المهملة في بيتها، والتي لا تهتم بنفسها.. في الوقت الذي تجدها خارج بيتها في غاية التأنق والجمال.. كثيفة هنا، ونشيطة هناك.. غليظة هنا، ورقيقة.. متبعة مع زوجها سياسة الكيل بمكيالين التي ذاع صيتها مؤخراً وأدت إلى عواقب وخيمة على (الأسرة) الدولية! والزوجة التي تحيا مع زوجها كالشريك المخالف، إذا أيمن أيسرت وإذا أيسر أيمنت.. تشقيها سعادته، ويسعدها شقاءه! والزوجة المتمردة التي (لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب) فإذا جاء الشتاء مقتت المطر وترحمت على ليالي الصيف، وإذا حل الصيف لعنت حرارته وشمسه الساطعة وترحمت على البرد المنعش ونهاره المعتم!.. وعندما يلبي زوجها لها طلباً، فتلبيته في نظرها ناقصة وليست كما ينبغي... ويضاف إلى قائمة تلك الزوجات المنفرات.. الزوجة (الأنانة) التي لا تكف عن الشكوى والأنين.. وتضع زوجها أمام خيارين لا ثالث لهما: فإما الرضوخ لقسمته ونصيبه والتحمل فوق طاقته.. إلى أن يصاب بارتفاع ضغط الدم والسكرى والشلل والرعاش، وإما أن يهرع إلى زوجة غيرها.. ثانياً: الزوجة التي قبلت الزواج من رجل متزوج هي امرأة استطاعت بذكاء أن تعوضه عما يفتقده في زوجته السابقة.. ثالثاً: ففي بعض الأحيان يموت جذع مخ الحياة الزوجية رغم بقاء الزوجين على قيد الحياة.. فعندما تصاب الزوجة الأولى بحالة غيبوبة عاطفية عميقة تجاه زوجها يتسم الزواج بالحدة والطرافة بسبب التناقض الحاد بين ظاهر التزاوج وواقع الانفراد، بين الشراكة المفترضة واجتماع الأضداد، بين الابتسامة الصفراء والغيظ البنفسجي، بين الكلام المعسول والفعل المسموم، بين القلب الناضب والعاطفة المتجمدة! ففي الوقت الذي ينام فيه الزوجان على فراش واحد، ويُغلق عليهما باب واحد، ويظللهما سقف واحد.. تفصل بينهما وسادة أشبه ما تكون بالجدار العازل، خشية اختلاط الحابل بالنابل..! وهي حالة تبرد فيها أطراف العاطفة برودة موت، فلا تشعر بحرارة الشمس ولا تمتد، ويقابلها حالة صد ورد وسد! وعندما يقومان من نومهما الذي يدخل من باب (نوم الظالم عبادة) يتقمص هذا الزوج دور فيروس (سي/ السيد) تقابله الزوجة بدور (ست/ الستات) ويدوربينهما صراع خفي. فهل يدعو المقال إلى أن يضع الزوج رجولته في فريزر ويغمض عينيه في وضح النهار حتى لا يرى غير تلك الزوجة النكدية أو الباردة أو المفترية..! هل يدعو المقال إلى رفض التعدد اعتماداً على تحول الحياة الزوجية لدى بعض الأسر إلى مجرد تمثيلية بطلاها نجحا في التمثيل، وفشلا في واقعهما المرير...!