" أنت بطبيعتك امرأة ولكنك ككاتبة يجب ألا تنحازي إلى بنات جنسك ، فالمآسي لدى الرجال أعظم وأشد ألما . أرجو أن تبحثي في واقع نسائنا اليوم ، وإذا الكاتبات مثل حضرتك كتبن مثل هذه المقالات فوالله رايحين تجيبوا لنا الجلطات من القهر وحسابكم على الله ". كانت هذه رسالة احتجاج غاضبة وصلتني من أحد قراء مقالي السابق (زوجي الحبيب إليك رسالتي) . كنت أعلم مثلكم جميعا ان الرجال هم أيضا لهم همومهم ومعاناتهم وأن منهم من لم يحالفه التوفيق في حياته الأسرية , ولكني والحق يقال كنت أعتقد أن الأحزان أخفّ وطأةً وتأثيرا في حياتهم نظرا لما نفهمه من طبيعتهم القوية وتماسكهم الظاهر . كنت أظن أن تعدد الخيارات أمامهم وامتيازاتهم الذكورية والنظرة المجتمعية الرحيمة المتسامحة معهم تجعل من إشكالات الزواج وتعقيداته أو تعثره وفشله أمورا لا تلقي بتبعاتها الثقيلة وآثارها المدمرة على روح ونفسية الزوج كما تفعله في الزوجات . ولكني وبعد متابعتي للعشرات من الآراء وردود الأفعال حول المقال والعديد من الرسائل الخاصة تيقنت أن بيننا الكثير من المظالم المسكوت عنها , وأن هناك لونٌ جديدٌ من الاستبداد والتقصير الأنثوي السيء لانريد الاعتراف بوجوده بين ألوان الجور والإجحاف في حياتنا . رسائل زوجية خطّها رجال مزجوا مداد حروفهم بمداد قلوبهم المسكونة بالوجع والاحتياج , كلماتٌ غُمست بحرقة الشكوى والأنين والألآم المكبوتة . أحدهم يقسم أن شقاء 25 عاما كاد أن يودي به إلى الانتحار ! وآخر يعترف بدموع القهر التي كانت تقاسمه ليالي الوحشة رغم وجود الشريك ! وثالث و رابع .. قصص موغلة في الحزن أنقل لكم من أحداثها اليسير , أصوغها رسائل على لسان الرجل موجّهة إلى تلك الزوجة المتنكّرة لأنوثتها , المتمردة على واجباتها الدينية والإنسانية : * زوجتي المبذّرة : وأنت تعلنين العداء الشديد جهارا نهارا لذلك المسكين المسمى " راتبي " ! وتشنينها معركةً ساحقةً ماحقةً للقضاء عليه ! . ذلك المال اليسير الذي أتحصل عليه بعد رحلة من الكدّ والعناء اليومي , وإذ بك تبددينه دون تدبير أو تقدير . إسرافٌ عظيم في كل نعم الله التي وهبنا إياها " الماء الكهرباء الاتصالات الأثاث المطعم والملبس وسائل الرفاهية ...." . بل لاتكتفين ببعثرة مانملك من مال فها أنت تطالبين بالمزيد وتدفعين بي نحو الاستدانة والقروض للإيفاء بمتطلباتك واحتياجاتك التي لاتنتهي ولا تراعي حُرمة دينية , أو مشاعر وكرامة زوجك المتعب . * زوجتي المقصّرة : إهمالك الأحمق المستفحل لنفسك وبيتك وأبنائك يقتلني ويحطّم كل المشاعر الرائعة والروابط السامية بيننا , كيف لا؟ وأنا أتشوق كأي رجل بل كأي مخلوق إلى الجمال والحُسن والأناقة فيك وفي منزلي وأطفالي . فلا أجد تجاوبا أو لمسة أنثوية تضفي السعادة والتجديد إلى عالمنا الزوجي ! تشترين من الملابس والعطور وأدوات الزينة ما تعرضينه لغيري في المناسبات والاحتفالات وتنسين أن لي قلبا يتوق لإشعاله بالحب والفتنة واستمالته بالجمال . * زوجتي اللاهية : لولا بقيةً من تردد لأقسمت أنك تعشقين التلفاز النت الأسواق الزيارات الاجتماعية أكثر مني , تقضين يومك ونهارك بين المسلسلات أو المواقع والمنتديات , تمنحينها تركيزك وعواطفك واهتمامك , تاركةً إياي وحيدا أتجرع مرارة الفراغ العاطفي والانصراف عني , أفكّر طويلا كيف السبيل إلى إرواء هذا العطش الذي يتجذر داخلي بحثا عن دفق الحنان والدلال والمشاركة . زوجتي النكدية : وأنت تحيلين بيتنا الزوجي إلى كرات من النار الملتهبة تلاحقنا وتحرقنا أينما اتجهنا , وكيفما نحاول اتقاءها نفشل . كيف تتوقعين مني بعد ذلك قدرة على الصمود والتحمل وعدم التفكير في الهرب بحثا عن السلامة والحياة الهادئة ؟! أعيش دوما في حالة تأهب وترقب لشجاراتك وانتقاداتك وتقلباتك المزاجية , أشعر بالإرهاق والضجر لكثرة ما تهاجمين تتذمرين تغضبين تشتمين تتطلبين .. وكثيرا جدا ما أتساءل : ألا تملين أو تتعبين ؟! إلى أولئك الرجال الذين يقاسون أصنافا من الهوان , إلى من وقعت بهم أقدارهم مع زوجة ( بلهاء جاهلة تهتم بالأفلام والأغاني الهابطة أكثر مما تهتم بتثقيف نفسها بالقراءة والإطلاع , أو من تلقي بدورها كاملا كزوجة وأم على أكتاف الخادمة , أو من تحاول زرع الشقاق والفرقة بين الزوج وأهله أو الزوج والجيران , أو من تحرم زوجها الرقة والدفء والسحر الحلال ) لأولئك الرجال الحيارى المتعبون أقول : إن باءت كل محاولاتكم للإصلاح بالفشل , وانتهت أرصدة الصبر لديكم وأرجو ألّا تنتهي فلكم في كتاب الله بابا ومخرجا . واللبيبُ بالإشارة يفهم !!. http://twitter.com/#!/Reem_Alq