قالت له ذات عاصفة " لا أحب الشفقة ولا أحتاج العطف ولا أستجدي الود.." لم يجبها .. فهو يعلم أن كبرياء القوة أكبر أكاذيبها ...!! ذات زوبعة و في قمة خوفها .. انهيارها .. غادرها مكللا حياته .. كل حياته .. بالتغيير غيّر قلبه .. وبدّل اسمه .. وفارق عنوانه ..غيّر أنفاسه وبضع قناعات .. بقي صوته وتفاصيل وجهه لم تتغير .... ليجبرها على اجترار آلام الذكريات تخلى عنها لأنها لم تملك يوماً شجاعة التخلي عنه من قاع الهزيمة نبتت براعم انتصارها .. ومن جوف الألم اقتلعت شهد الفرح منغمساً بداء عطائها .. حينها نظرت إلى السماء طائعة عابدة ... استلهمت قوتها ولملمت أشلاءها المتهمة بوجع الفراق .. الفائزة بكل الخسارات ..! أعادت البحث عن ذاتها .. مزقت ظلام الوجوه .. و قصائد الخضوع .. نحرت بقسوة سذاجة ردائها & دون اختيار هناك على امتداد مسافات العمر وأيام الزهر لازال آخر يذكرها في كل صباحاته وأمسياته يستنشق صفحاتها كلما أغمض عينيه وضم كفيه .. لكنها كبلته بالحدود والقوانين .. منعته حتى أن يحلم بها .. حجبت عنه أحزمة الشمس ومنابع النهر يستجمع كل شجاعته ليحتمل ألم البعد وقسوة الفراق حتى في صلاته يدعو أن لا يتوقف قلبها عن النبض قبل قلبه يشتكي لها تهلهل الفكر .. شكوى المظلوم إلى مقيد عاجز قمة انهزامها أن لا يملك قلبها طاعة الاختيار سألها يوماً كيف لها أن تجحد هذا الوفاء .. أيحق لها أن تحرق الغابات ..؟ ؟؟ كيف لها أن تعتبرها مجرد حماقات ... فوضى مائة عام وشهر ..؟؟!! & غربة لم يكتشف حنينها إلى أرضها سوى وريقات زهرتها الناشفة حفظتها ذات مساءٍ في كتابها حين أدركت أن كل الأشياء تنتهي جافة يابسة... لاح لها أنين وحدتها فاقتنصت جهد الانتظار .. اختبأت داخل أضلاعها تبحث لعروقها المتجمدة مجرى ... ولغربتها حصن أمان لم تجد سوى حبر وشال .. & ربما !! تبكي حين يبتعد عنها حنيناً إليه .. وتبكي حين تلقاه خوف الفراق ..!! ضحكت جرحا كان يدميها .. وتجرعت بؤس فرح كان ينشيها .. أيقنت حينها أن تحت هذه السماء كل شيء ممكن .. وكل مؤكد يحمل في جوفه "ربما" أزاحت وجوه التيه عن ذاكرتها .. وكتبت صفحات جديدة لا يتنفس داخل أصدافها غير القانع بسياط حبها .. المعاني في حضور أو غياب وجدها