تخليت عني بعد أن تعلقت كل جوارحي بك.. بعد أن اصبحت لا أقوى على العيش بدونك.. وبعد أن وهبتك نهراً من أحاسيس متدفقة لاحد أدنى لنهايتها وأنت لا تشعر بها... تركتني فريسة لأحزان متوالية دمرت كل لحظة أُنس وصفاء في حياتي... اتخذت من قلبي سرداباً لمشاعرك المنمقة، وما إن كُشف سقفة إلا وكنت أول من تبرأ منها. كانت تنتابني مخاوف كثيرة يتردد صداها في داخلي كلما طرقت باب قلبي بكلماتك العطرية.. وكلما هبت نسائم ليل بارد من شوق عارم لتخترق دقات قلبي وتخلق منه قلب طير ضعيف يُحلق في سماء ذاك الوادي المنحدر.. حاولت أن أتمالك نفسي مع كل هذه القسوة وإذا بخطواتي تقودني إلى مكتبي الصغير لأمسك بأقلامي وأمامي محبرتي التي جفَّ سائلها من طول هجري القاتل. وفي صمت مؤلم ترافقه دموع ساخنة ويدان ترجفان شوقاً وحنيناً حاولت أن أسطر آلامي وإذا بذلك الحب الأهوج يخلق في داخلي كوكبة من ذكريات مؤلمة يُصاحبها انقطاع مؤقت عن كل من حولي في حلم جميل كنت فيه الداء والدواء هذه الثواني التي غِبتُ فيها عن الوعي احرقت كل أمل لي في الحياة بدونك.. ما الذي يحمله قلبي المتعب لك أهو عشق.. حب.. حنين.. أنين.. أم احتياج من نوع فريد.. من أنت في حياتي حتى احمل لك كل هذا الحب المرهف؟ هل أنت ذاك الرجل النرجسي الذي تتقلب خواطره ما بين الحين والآخر وتتذبذب حروف كلماته حسب مزاجه المتعكر بقسوة قلبه؟ أم أنت ذاك الرجل الذي يحمل قلباً أجوفاً مظلماً كظلمات ليل بهيم في زمن تغيرت فيه مقاييس الهوى واختلف فيه ميزان الحنين. لا أعرف ما هي هويتك ولا حتى من تكون! كل ما أنا متأكدة منه هو أنك تركتني وحدي بلا مبالاة منك أسير هائمة في طريق طويل بلا وجهة ولا دليل، تترنح فيه نبضات قلبي ما بين ألم الفراق وشدة الخوف من أمسي وغدي وحاضري. خيالي يحلق دائما بجوارك أحاول فيه أن أحدد تقاطيع وجهك ومعها ابتسامتك الممزوجة بوادعك القاسي بلا رحمة أو حنان في قصيدة سحرية خلابة ظاهرها ذاك السحاب الأبيض الممطر والذي تتناثر قطراته الباردة على تلال ذلك الجبل الضامر والمخيم على أرجوزة قلبي وباطنها أنات وآهات وفيض مشاعر باكية متهورة. قلبي أيها الحب الصادق هو قلب طفلة تحتاج الى من يحبها ويداعبها وفي نفس الوقت تناشده ببكائها ألا يغيب عنها ولو للحظة واحدة .. أحبك بجنون ولكنني لا أتمنى عودتك مطلقاً فأنت لا تستحق عواطفي، بل لا تستحق مني أن أضيع زمناً من عمري كنت أنت وحدك هاجسه ولوعته.. سيظل جرحك ينزف في داخلي ما بقى لي من حياة وسيظل حبك قائما في داخلي ولا سبيل للخلاص منه.. هو ذاك الحب الأسطوري والذي تشهد عليه "رجفة يداي". جمالة إسماعيل يحيى حسن جدة