في البدء يجب الاعتراف بأن المواطن العربي بصفة عامّة لا يحرص كثيراً على أمور السلامه سواء في المنزل أو الطريق أو في السيارة أو المصنع والورشة ومواقع البناء والمدرسة وغيرها وهو ما أدى إلى تسجيل أرقام مفزعه في الوفيات والإصابات الخطيرة سواء للكبار أو الصغار وهذا التجاهل لمتطلبات السلامه يشترك فيه الجميع. أبدأ موضوع اليوم المتعلق بلبس الخوذة أو غطاء الرأس المُخصص لراكبي الدراجات النارية (نسميها هنا في بلادنا بالدبابات) ولبس الخوذة أمر أساسي يفرضه القانون لحماية الراكب فيما لو تعرّض للسقوط من الدراجة وأخطر جزء في جسم الإنسان يمكن أن تُؤدي إصابته إلى الوفاة هو الرأس لهذا لا يتسامح رجل الشرطة أو المرور في أمريكا مثلاً أو أُوروبا أبداً مع من يخالف لبس الخوذة وكل هذا من أجل سلامة الناس فإذا كانوا لا يهتمون بسلامتهم فالقانون يفرض حمايتهم من جهلهم. في الشارع العربي مناظر بالفعل تدعو للأسى منها الإهمال الواضح لكل ما يتعلّق بالسلامة بل يتفنن الناس في التحايل على القانون حتى ولو كان الأمر يتعلّق بما يهدد حياتهم ولا يمرّ عليّ يوم دون أن أشاهد رجلاً يقود دراجة نارية وقد لبس ما يُشبه الخوذه خوفاً من العقاب ولكنه قد أركب معه زوجته وطفلاً أو أكثر وهم بلا حماية على الإطلاق فأي جهل أكثر من هذا؟؟ في بلادنا شاهدت في إحدى المحافظات التي يبدو أن المرور فيها يُشدد على لبس الخوذة بعد أن تكاثر استخدام الدراجات النارية ولكن أيّ خوذة؟؟ تلك القبعة البلاستيكيّة الصفراء التي لاتقي من الإصابات حيث هي مخصصة لعمّال البناء أو المصانع ، شاهدت كثيراً من الأخوة الوافدين وهم بالمناسبة معظم من يستخدم الدراجات النارية وقد وضع تلك الخوذة على شماغه أو عمامته فقط من أجل إرضاء رجل المرور..! إذاً نحن في حاجة الى غرس مفاهيم السلامه أولاً وتدريب الناشئة على أساليب المحافظة على سلامتهم وتشديد الرقابة على متجاهلي القوانين وتطبيق العقوبات بلا استثناء وسلامتكم.